الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"صريحة وجوهرية".. أين وصلت الأزمة الأوكرانية بعد محادثات جنيف؟

"صريحة وجوهرية".. أين وصلت الأزمة الأوكرانية بعد محادثات جنيف؟

Changed

تقرير حول محادثات جنيف بين وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف حول الملف الأوكراني (الصورة: تويتر)
توعدت روسيا بـ"أخطر العواقب" إذا تجاهلت الولايات المتحدة "مخاوفها المشروعة" بشأن تعزيز الوجود العسكري الأميركي والأطلسي في أوكرانيا وعلى حدودها.

حلّت الأزمة الأوكرانية على طاولة المحادثات التي جرت بين وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف.

ووصف بلينكن المحادثات بأنها "صريحة وجوهرية"، فيما أعلن لافروف أنه ونظيره الأميركي متوافقان على ضرورة إقامة حوار منطقي كي يتراجع التوتر. 

وأعلن لافروف أن واشنطن وعدت بتقديم ردّ خطي الأسبوع المقبل على مطالب روسيا بسحب قوات حلف شمال الأطلسي من أوروبا الشرقية. 

أمّا بلينكن فقد حذّر من أن بلاده سترد على أي هجوم روسي حتى لو لم يكن عسكريًا، مؤكدًا أنّه طلب من روسيا أن تثبت حسن نيتها بألا تجتاح أوكرانيا وأن تسحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا. 

روسيا تهدد

وتوعدت روسيا بـ"أخطر العواقب" إذا تجاهلت الولايات المتحدة "مخاوفها المشروعة" بشأن تعزيز الوجود العسكري الأميركي والأطلسي في أوكرانيا وعلى حدودها.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان بعد المحادثات أنه "يمكن تفادي ذلك إذا استجابت واشنطن" لمطالب موسكو الأمنية، مبدية "الأمل بتلقي رد خطي من الولايات المتحدة عليها بندًا بندًا الأسبوع المقبل". وأوضحت الوزارة أنه تم إبلاغ هذا الموقف إلى بلينكن خلال محادثاته مع لافروف في جنيف.

وجاء في البيان: "تبلغ أنتوني بلينكن بوضوح بأن الاستمرار في تجاهل مخاوف روسيا المشروعة المرتبطة بشكل أساسي بالاستغلال العسكري الذي تقوم به حاليًا الولايات المتحدة وحلفاؤها في الحلف الأطلسي لأراضي أوكرانيا، في سياق انتشار واسع النطاق لقوات ووسائل أطلسية قرب حدودنا، ستكون له أخطر العواقب".

كما شددت روسيا خلال اللقاء على ضرورة "قيام حوار مباشر" بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، حيث يستمر نزاع منذ 2014 أوقع أكثر من 13 ألف قتيل.

وذكرت موسكو أن بلينكن ولافروف اعتبرا أن العلاقات الروسية الأميركية "في وضع غير مرض" واتفقا على الاستمرار في "تطبيع عمل" بعثتي البلدين الدبلوماسيتين بعدما عرقلتها عمليات طرد دبلوماسيين متبادلة ومشكلات تأشيرات دخول.

وأضافت الخارجية: "روسيا تؤيد استئناف وجود دبلوماسي كامل على أساس متبادل"، مطالبة في الوقت نفسه بـ"إعادة الأملاك الدبلوماسية الروسية التي صادرتها السلطات الأميركية سريعًا".

وأشار مراسل "العربي" في جنيف صابر أيوب إلى أنّ الاجتماع بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي كان يُفترض أن يتوصل إلى تفاهمات أولية تلغي الهواجس والمخاوف من اجتياح روسي لأوكرانيا، لكن ذلك لم يحدث وسينتظر المهتمون بالملف أسبوعًا آخر. 

وقال المراسل: "المشكلة تُركت كما هي قبل الاجتماع بانتظار الرد الأميركي الذي أعلن عنه لافروف، فيما لم يتعهد الجانب الأميركي بالاستجابة للمطالب الروسية".

أمن روسيا العسكري

واعتبر الباحث السياسي نيكولا سيرغوف أنّه من المبكر الحديث عن نتائج لاجتماع الوزيرين الأميركي والروسي. وقال في حديث إلى "العربي" من موسكو: "كانت المباحثات صريحة للغاية وهذا يعني دبلوماسيًا أن الطرفين قاما بإهانة بعضهما البعض وهذا يعني أنه ما زال أمامنا طريق طويل". 

وأضاف: "لا أعتقد أن الأميركيين قد يقبلون بإغلاق باب حلف شمال الأطلسي، لكن ربما يتمكنون من التفاوض مع روسيا على إرسال القوات الأميركية أو قوات الحلف إلى شرق أوروبا". 

ورأى سيرغوف أن العقوبات الاقتصادية لن تردع روسيا لأن الأمن العسكري هو الأمر الأساسي بالنسبة إلى موسكو التي لن تضحي بأمنها مقابل امتيازات اقتصادية. واعتبر أن فرض عقوبات على روسيا سيكون مضرًا ليس على روسيا فقط إنما على أوروبا والعالم. 

الإستراتيجية الأميركية

من جهته، اعتبر الكاتب الصحافي محمد سطوحي أنّ الإستراتيجية الأميركية هي فتح مجال للدبلوماسية، لكن في الوقت نفسه التهديد والردع. 

وقال في حديث إلى "العربي" من نيويورك: "أتصور أن القضية مرتبطة بما قاله لافروف اليوم وما قاله مسؤولون روس إنهم يجرون إجراءات عسكرية تكتيكية، قد لا تكون في أوكرانيا.. لكنها قد تكون صواريخ بالستية في غواصات روسية وقد تكون هذه الصواريخ قريبة من الولايات المتحدة". 

وتمثل الإجراءات الروسية تهديدات، بحسب سطوحي. وأضاف: "هناك تفاهم ومعرفة سابقة أن واشنطن ليست مضطرة للدخول في مواجهة عسكرية مع موسكو في حال غزو أوكرانيا، لكن لديها أدوات أخرى غير عسكرية مؤلمة إذا ما لجأت إليها".

دعم "غير مسبوق"

وغرّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة عبر تويتر إنه ممتن لنظيره الأميركي جو بايدن لما تقدمه واشنطن من دعم دبلوماسي وعسكري "غير مسبوق". 

وفي سياق منفصل، اتهمت السلطات الأوكرانية اليوم الجمعة، روسيا بالوقوف وراء مئات الإنذارات الكاذبة بوجود قنابل "لبث الذعر" في البلاد وسط مخاوف دولية من غزو روسي.

وقالت أجهزة الأمن الأوكرانية في بيان: "إن هدف الأجهزة الخاصة للدولة المعتدية واضح: زيادة الضغط على أوكرانيا وإشاعة القلق والذعر في المجتمع".

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close