الإثنين 11 نوفمبر / November 2024

ضحية نجاحه.. ما السر الذي ساهم بتفوق تيك توك على إنستغرام؟

ضحية نجاحه.. ما السر الذي ساهم بتفوق تيك توك على إنستغرام؟

شارك القصة

سلط برنامج "عين المكان" الضوء على تطبيق "تيك توك" الذي ينتشر بشكل كبير (الصورة: غيتي)
أصبحت منصّة "إنستغرام" التي تحقّق عائدات إعلانات تقدّر بنحو 43 مليار دولار، معرّضة للتهديد من قبل "تيك توك".

تُكافح منصة "إنستغرام" لمواكبة منافستها "تيك توك"، التي باتت تحظى بنسبة مشتركين نشطين أكبر، مما يُهدّد مكانتها ويُقلّل من نسبة الأرباح التي تُحقّقها.

وذكر موقع "بزنس إنسايدر" أنه بعد عام على إطلاقه عام 2010، اعتبر 97% من المستطلعين على موقع "شوبيفاي" (Shopify) أن "إنستغرام" هو القناة الأكثر أهمية للتسويق المؤثر.

غير أن المنصّة التي تحقّق عائدات إعلانات تقدّر بنحو 43 مليار دولار، أصبحت معرّضة للتهديد من قبل "تيك توك".

في عام 2016، دخل "تيك توك" السوق، وجذبت خوارزمية التطبيق ومقاطع الفيديو السريعة انتباه الناس بتركيزها على الاكتشاف التلقائي، مما يحافظ على تفاعل المستخدمين لفترة أطول. ووجدت الاستطلاعات التي أجراها مركز "بيو" للأبحاث، أن نسبة المراهقين الذين قالوا إنهم موجودون على "تيك توك" "بشكل دائم تقريبًا" كانت أعلى بنسبة 50% من أولئك الذين قالوا الشيء نفسه عن "إنستغرام".

ولمنافسة "تيك توك"، أطلقت "إنستغرام" ميزة الفيديو القصير الخاصة بها "ريلز" (Reels) عام 2020، لكنها لم تكن كافية.

 فوفقًا للبيانات التي حصلت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، يقضي مستخدمو "إنستغرام" 17.6 مليون ساعة يوميًا في مشاهدة  الـ"ريلز"  على "إنستغرام"، في مقابل 197.8 مليون ساعة يوميًا على "تيك توك".

وأوضح الموقع أن "إنستغرام" بات أقلّ أهمية بالنسبة لكثيرين على غرار "فيسبوك"، ويكافح من أجل اللحاق بـ"تيك توك".

ما مشكلة "إنستغرام"؟

وأوضح "بزنس إنسايدر" أن مشكلة "إنستغرام" تكمن في تركيز المنصة على مستخدميها المتميّزين مما تسبب بفقدانها اهتمام مشاركة الأشخاص العاديين.

في المقابل، تتمثّل الميزة السرية لـ"تيك توك" في قدرتها على إبقاء المستخدمين على المنصة من دون التضحية بجوهرها.

وأشار الموقع إلى أن ذلك يعني أن "إنستغرام" لن يتمكن من المنافسة.

"تيك توك" نجاح منقطع النظير

في غضون سنوات قليلة فقط، أصبحت منصة "تيك توك" قصة نجاح لا مثيل لها، حيث نمت إلى أكثر من مليار مستخدم حول العالم في جزء بسيط من الوقت الذي استغرقته التطبيقات الأخرى للقيام بذلك.

وتضاعف معدل نمو "تيك توك" تقريبًا مقارنة بالتطبيقات المنافسة التي أطلقت قبله، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى التوقيت، حيث انطلقت المنصّة في بيئة وسائط اجتماعية أكثر نضجًا، كما أن التطبيق قدّم للمستخدمين شيئًا جديدًا.

وقال لي دي بوندي فالدوفينوس كاي، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة "ليدز" ومؤلف مشارك لكتاب عن "تيك توك" للموقع: "عندما دخلت منصّة تيك توك إلى السوق الغربية الدولية، كانت بالفعل راسخة بصفتها منصة فيديو قصير"، مضيفًا: "لقد كانت تتنافس مع منصّات الفيديو القصيرة الأخرى الراسخة إلى حد ما في الصين لبعض الوقت".

على وجه التحديد، تتفوّق "تيك توك" في إشراك المستخدمين بسرعة وإبقائهم على المنصة؛ ويقضي المستخدم العادي وقتًا طويلًا على التطبيق كل يوم مثل طول متوسط الفيلم الروائي، وفقًا للبيانات الداخلية التي راجعها الموقع.

كما أشار الموقع إلى أن جزءًا من مفتاح نجاح "تيك توك" هو في كيفية التوصية بمقاطع الفيديو.

وأوضح الباحث أرفيند نارايانان أن خوارزمية "تيك توك" تتيح لكل مقطع فيديو فرصة متساوية للنجاح، سواء أنشأه حساب لديه 12 متابعًا أو حساب لديه 12 ألف متابع، وهذا يعني أن مقاطع الفيديو أصبحت شائعة بناءً على قيمة الترفيه والمشاركة، وليس على أساس حجم الحساب الذي نشر الفيديو.

ضحية نجاحه 

في المقابل، تعمل خوارزمية "إنستغرام" بشكل مختلف، حيث يتم ترجيح الأشخاص الذين تتابعهم بشكل أكبر من حيث المحتوى الذي تراه، مما يعني أنه من الأسهل على الحسابات التي لديها عدد كبير من المتابعين، النمو والحفاظ على نجاحها حيث يمكن لمنشئيها تقريبًا ضمان أن أي شيء ينشرونه سيتم تقديمه إلى جمهورهم بالكامل.

ولهذا السبب، فإن مستخدمي "إنستغرام" من المؤثرين، بما في ذلك عائلة كارداشيان التي يتمتع أفرادها مجتمعين بأكثر من مليار متابع على المنصّة، ضد تحوّل المنصة لتُصبح أكثر شبهًا بـ" تيك توك" عند إدخال "الريلز". لكن الرئيس التنفيذي لـ"إنستغرام"  آدم موسيري أكد أن الفيديو هو المستقبل وأن التغييرات كانت لصالح جميع المستخدمين.

ولكن بعد يومين، تراجع التطبيق بهدوء عن بعض التغييرات.

أزمة هوية

وقال ماركوس بوش، الباحث في "تيك توك" وزميل في جامعة هامبورغ للعلوم التطبيقية للموقع: "إن تدخّل عائلة كارداشيان أوقف تحوّل إنستغرام إلى استنساخ واقعي من تيك توك".

وأضاف الموقع أن أي تغيير كبير في النظام الأساسي لإنستغرام سيؤدي إلى كارثة للتطبيق، الذي بات عالقًا في مكان ما بين نموذج "إنستغرام" الأصلي وشكل "تيك توك" على حد سواء، ولم ينجح تمامًا في أي من المجالات.

وأوضح بوش أن "إنستغرام" يواجه "أزمة هوية بين ثلاثة أجيال على الأقل من التطبيق: الإصدار الأول، الذي كان يعتمد إلى حد كبير على الصور، والثاني الذي قدم القصص (stories)، والثالث الذي يركز على ريلز".

وقال الموقع إن هذه الأزمة ستكون كافية لإخراج أي شركة من سباق وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذا لم يحصل لـ "إنستغرام" نظرًا لأهمية المنصّة لشركة "ميتا"، مضيفًا أن الشركة بحاجة إلى الاستمرار في طرح الأفكار، وتزويد "إنستغرام" بموارد جيدة لمحاولة العثور على الشيء الذي يساعده على اللحاق بـ"تيك توك"، وتجاوزه.

وأكد الموقع أنه للقيام بذلك، سيحتاج التطبيق إلى إيجاد حلّ يبقي قاعدة مستخدميه المضطربة سعيدة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close