الخميس 9 مايو / مايو 2024

"عائلتي في روسيا لا تُصدّقني".. أوكرانيون ضحية المعلومات المضللة

"عائلتي في روسيا لا تُصدّقني".. أوكرانيون ضحية المعلومات المضللة

Changed

تحقيق لـ"أنا العربي" عن الأخبار المضللة الروسية حول الحرب في أوكرانيا (الصورة: تويتر)
كشفت بعض التقارير أن روسيا تروّج رواية أن "الحرب خدعة" لشعبها، فيما تنتشر فيديوهات تدعم الرواية الروسية وتتهم الأوكرانيين بـ"فبركة الأحداث بهدف كسب التعاطف".

بات سلاح المعلومات المفبركة يؤجج الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ كشفت بعض التقارير أن روسيا تروّج لرواية أن "الحرب خدعة" لشعبها، حتى أصبح كثير من الروس لا يصدقون حقيقة ما يجري في أوكرانيا.

ويطغى سيل من الأخبار الكاذبة الصادرة عن وسائل إعلام تابعة للكرملين وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي على الأحداث في أوكرانيا، حيث تصف وسائل الإعلام الروسية ما يجري بـ"الخدعة".

دماء مزيفة و"جثث" تتحرك

وتنتشر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم الرواية الروسية وتتهم الأوكرانيين بـ"فبركة الأحداث بهدف كسب التعاطف الدولي"، من بينها فيديو حصد آلاف المشاهدات على تويتر يظهر شخصًا بدماء مزيفة على وجهه زعم ناشروه أنه أوكراني، ليتبين بعد التدقيق أن الفيديو لا علاقة له بالحرب، بل مأخوذ من مشهد ضمن مسلسل تلفزيوني أوكراني تم تصويره عام 2020.

كذلك استخدم مناصرو الكرملين المؤيدين للهجوم الروسي على أوكرانيا، لقطات تظهر تحرّك ما زعم أنها "جثث الضحايا الأوكرانيين الذين كان من المفترض أنهم قتلوا على يد القوات الروسية". فتبيّن أيضًا بحسب شبكة الـ"سي إن إن" أن الفيديو المتداول أخذ من مظاهرة احتجاجية حول تغير المناخ في فيينا بفبراير/ شباط الماضي.

إلى ذلك، سخّرت روسيا وسائل إعلامها الحكومية للترويج لروايتها، حيث منعت استخدام كلمة "حرب" أو "غزو" أو "هجوم" خلال التغطيات.

كما امتنعت القنوات الرسمية عن عرض القصف الذي تشنه القوات الروسية على المدن الأوكرانية، فيما وصفت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"النازي مدمن المخدرات"، وفق صحيفة "النيويورك تايمز".

وأيضًا تتجنب وسائل إعلام الكرملين الحديث عن الخسائر في صفوف الجنود الروس، كما تمتنع عن تغطية مظاهرات آلاف الروس احتجاجًا على الحرب.

"أبي لا يصدقني"

نتيجة هذا التضييق، بات عدد كبير من الروس لا يصدّقون حقيقة ما يجري في أوكرانيا، إذ وفق "النيويورك تايمز" تشير التقديرات إلى أن نحو 11 مليون روسي لديهم أقارب يعيشون في أوكرانيا، ورغم ذلك كثيرون منهم يفضلون تصديق الرواية الروسية عن الحرب.

وهذا ما أكّدته الأوكرانية أناستازيا بيلوميتسيفا التي تشرح للصحيفة الأميركية أنها تعيش في مدينة خاركيف مع زوجها وأبنائها، لكن أفراد عائلتها في روسيا "لا يصدقونها".

إذ تتحدث أنها تجد صعوبة كبيرة في إقناع عائلتها التي تعيش في موسكو بخطورة ما تتعرض له من قصف عشوائي يستهدفها وعائلتها منذ أيام.

وقالت: "لقد كنت أرسل لهم مقاطع فيديو عن التفجيرات عبر إنستغرام لكنهم يردون فقط بادعاءات الكرملين المتكررة بأن الغزو مجرد عملية عسكرية خاصة وأنه لن يتم استهداف أي مدنيين".

كذلك هي الحال أيضًا مع الشاب ميشا كاتسيورين الذي يعيش في كييف، لكن والده في روسيا يرفض تصديق أن القنابل الروسية تستهدف المباني السكنية.

أما بوتين نفسه الذي كان قد وصف الحرب بـ"حرب المعلومات"، فشن أيضًا حربًا ضد وسائل التواصل ووسائل الإعلام الأجنبية في روسيا طالت حتى وسائل الإعلام الروسية الخاصة وحجبت فيه هيئة تنظيم الاتصالات الروسية موقعي "فيسبوك" و"تويتر".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close