اتهم رئيس جبهة الخلاص الوطني في تونس، أحمد نجيب الشابي، الرئيس قيس سعيّد، بمحاولة تحويل السلطة القضائية إلى أداة للنيل من الأحزاب السياسية والاتحاد العام التونسي للشغل. في وقت أعلن فيه القضاة السبت، تعليق العمل في المحاكم لأسبوع ابتداءً من اليوم الإثنين، احتجاجًا على عزل 57 قاضيًا من قبل الرئيس.
وأكد القاضي محمد العفيف الجعيدي أن تعليق القضاة لعملهم، هو حق دستوري مكرّس للمطالبة بالحقوق المهنية ولحماية استقلال القضاء.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من تونس: "نحن لم نعلّق القضاء من أجل مصالح خاصة بل بهدف أن يكون لتونس قضاء يليق بها يحمي الحقوق والحريات".
وأوضح أن أغلب القضاة الذين تمّ عزلهم من أجل قرارات قضائية اتخذوها في ملفات، لم تلائم مواقف السلطة، مشيرًا إلى أن مزاج السلطة السياسية يتجه إلى حجب حق المواطن في التقاضي.
"ترويع وخيانة"
وأعرب الجعيدي عن أمله بأن تصل الرسالة إلى سعيّد بعد احتجاجهم، معتبرًا أن من قواعد "الحكم الرشيد" أن ينصت الحاكم إلى نبض الشارع لأن دولته دولة مؤسسات.
وشدد على أن عملية العزل وحل المجلس الأعلى للقضاء هي محاولة للتدخل والاستيلاء على القضاء وترويع للقضاة، كما أنّ إرساء مجلس مؤقت ليس إلا خيانة لروح الدستور وخرقًا لمبدأ فصل السلطات.
وكان سعيّد قد وجّه اتهامات للقضاة الـ 57، بتغيير مسار قضايا" و"تعطيل تحقيقات" في ملفات إرهاب وارتكاب "فساد مالي وأخلاقي".
