قُتل نحو 200 مدني بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب أكثر من ألف شخص آخر منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل ثلاثة أيام، حسبما أعلن وزير الصحة الأوكراني فيكتور لياشكو.
وقال لياشكو على فيسبوك: "للأسف، بحسب البيانات، قتل 198 شخصًا على أيدي الغزاة، من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 1115 شخصًا آخر من بينهم 33 طفلًا".
وأصيب صباح اليوم السبت، مبنى سكني كبير في العاصمة الأوكرانية كييف بصاروخ، على ما أفادت خدمة الطوارئ، من دون تقديم معلومات عن أي ضحايا محتملين في الوقت الراهن.
من جانبه، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو: إن المبنى أصيب بصاروخ. وأشار في مقطع فيديو إلى أن الليلة كانت "صعبة" في العاصمة حيث توجد "وحدات تخريبية" روسية.
وكشف كليتشكو صباح اليوم السبت أن عشرات الأشخاص أصيبوا في قتال خلال الليل (الجمعة) في كييف.
استهداف البنى التحتية العسكرية الأوكرانية
في المقابل، تؤكد موسكو أنها تستهدف المواقع العسكرية، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن قواتها استهدفت منشآت عسكرية أوكرانية بصواريخ كروز أطلقت جوًا وبحرًا.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف: "خلال الليل نفذت القوات المسلحة للاتحاد الروسي ضربة بواسط أسلحة دقيقة بعيدة المدى أطلقت جوًا وبحرًا ضد بنية تحتية عسكرية في أوكرانيا".
وأكّد أنه في شرق البلاد، حيث تدعم روسيا القوات الانفصالية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، أحرزت الأخيرة تقدمًا، دون التمكن من التحقق من المعلومات بشكل مستقل.
وأضاف كوناشينكوف أن الجيش الروسي سيطر أيضًا "بشكل تام على مدينة ميليتوبول" في جنوب أوكرانيا على مقربة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.
وتقول القوات الروسية إنها دمرت منذ بداية الغزو 821 بنية تحتية عسكرية، بما فيها 14 مطارًا.
معارك في العاصمة الأوكرانية
ومنذ صباح اليوم السبت، تتعرّض كييف لقصف صاروخي روسي فيما تدور معارك في العاصمة الأوكرانية، حيث دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي شعبه إلى القتال ضد قوات موسكو، مؤكدًا أن الحلفاء الغربيين يرسلون أسلحة إضافية إليهم.
وأعلن زيلينسكي السبت أن شركاءه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات لأوكرانيا، قائلًا: إن "التحالف ضد الحرب فاعل" وذلك بعد مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ودعا ألمانيا والمجر إلى "التحلي بالشجاعة" ودعم استبعاد روسيا من نظام "سويفت" المصرفي لمعاقبة موسكو على غزو بلاده.
الحرب "ستطول"
وفي وقت سابق اليوم السبت، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن الحرب في أوكرانيا "ستطول" و"يجب أن نستعد لها"، مشيرًا إلى أن الحكومة تعد "خطة صمود" لمواجهة العواقب الاقتصادية للأزمة.
وقال ماكرون لدى افتتاح المعرض الدولي للزراعة في باريس: "عادت الحرب إلى أوروبا (...) هذه الحرب ستطول"، مشددًا على أنها "لن تكون بلا عواقب على عالم الزراعة".
وأضاف: "من المؤكد أنه ستكون هناك عواقب على صادراتنا في القطاعات الرئيسية"، مثل النبيذ والحبوب والعلف موضحًا "نحن بصدد وضع خطة صمود".
وتحدث ماكرون لمدة عشرين دقيقة أمام قادة المنظمات المهنية. وهو اختصر زيارته للمعرض الذي يستمر حتى 6 مارس/ آذار بسبب الأزمة الدولية.
وكثفت روسيا هجماتها على كييف في إطار هجومها العسكري على أوكرانيا الذي انطلق فجر الخميس، في ظل ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.
ودفع الهجوم الروسي ملايين الأوكرانيين إلى الفرار، وبلغ عدد النازحين حوالي مئة ألف شخص فيما غادر عشرات الآلاف أوكرانيا، بحسب الأمم المتحدة، باتجاه حدود الاتحاد الأوروبي خصوصا إلى بولندا والمجر ورومانيا.