الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

عملية أصفهان.. ما احتمالات التصعيد بين إيران وإسرائيل؟

عملية أصفهان.. ما احتمالات التصعيد بين إيران وإسرائيل؟

Changed

حلقة من برنامج "تقدير موقف" تلقي الضوء على هجوم أصفهان الأخير وتداعياته على المنطقة (الصورة: رويترز)
تتصاعد الضغوط في سياقات متعددة على طهران؛ تقييد اقتصادي وخرق أمني وشلل بالملف النووي، إضافة لغضب أوروبي من انغماسها في دعم روسيا وتأييدها في حربها على أوكرانيا.

دوّت رسالة في الداخل الإيراني الأسبوع الماضي، على متن طائرات مسيرة استهدفت منشأة عسكرية في أصفهان وسط البلاد.

البيان الرسمي لإيران وصف الهجوم بـ"الفاشل الذي لم يسفر عن وقوع ضحايا، ولم ينتج عنه سوى بعض الأضرار بسقف المصنع".

دور أوكراني؟

غير أن الأنظار لم تتجه إلى تداعياته الميدانية فقط، بل صبّت معظمها في النتائج السياسية والإستراتيجية مع تحديد مصدر انطلاق الطائرات ومضمون الرسالة التي حملتها.

هنا أجمعت المصادر على أن الهجوم يحمل إمضاء إسرائيليًا؛ فعلى الرغم من التزام تل أبيب الصمت وعدم تباهيها باستهداف أصفهان، إلا أن الإعلام الأميركي كان السباق في الإعلان عن وقوف الموساد الإسرائيلي وراء الهجوم، إما بشكل مباشر أو عبر تقديم المساعدة.

وفي فرضية المساعدة، تُفتح الاحتمالات على ضلوع طرف آخر إلى جانب تل أبيب في عملية التخطيط والتنفيذ، وفي توقيت الحدث تكون كييف الفرضية الأقرب إلى الواقع، إذ يتزامن الاستهداف مع سلسلة اتهامات تطال طهران بتزويد موسكو بطائرات مسيّرة تستخدمها في الحرب على أوكرانيا.

هذه الفرضية عززتها تغريدة لمستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لمّح من خلالها أن تكون ضربة المنشأة العسكرية نتاج تحذير أوكراني مسبق لإيران.

اتهامات للحكومة الإسرائيلية

وبعيدًا عن المشاركة من عدمها، تبقى إسرائيل المتهم الأول نظرًا إلى سوابقها في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة.

وإن صحّت الادعاءات، تكون بذلك عملية أصفهان الأولى لإسرائيل في ظل الحكومة اليمينية الجديدة، بقيادة بنيامين نتنياهو، التي تعتبر إيران أكبر تهديد يواجهها، خاصة من خلال أذرعها الممتدة في العراق ولبنان وسوريا، التي تقوم تل أبيب باستهدافها بشكل دائم.

إلا أن عملية أصفهان تسلط الضوء على إستراتيجية جديدة تعتمدها إسرائيل، وهي تشبه إلى حد كبير أفكار الحكومة المتطرفة.

إنها إستراتيجية اتباع حرب السهام المباشرة، وليس فقط حرب الظل التي تدور رحاها بين الطرفين على مدى سنين طويلة في منطقة الشرق الأوسط.

وتتصاعد الضغوط في سياقات متعددة على طهران؛ تقييد اقتصادي وخرق أمني وشلل بالملف النووي، بالإضافة إلى غضب أوروبي من انغماسها في دعم روسيا وتأييدها في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا، وبالتالي، خسارة الوسيط الأوروبي في الملف النووي، الذي بات بحسب المعطيات، بحاجة إلى عملية إنعاش مستعجل، قبل أن تدخل المنطقة في نفق مظلم لا عودة منه.

سياقات المواجهة

في هذا السياق، يرى مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر محجوب الزويري أن المواجهة بين إيران وإسرائيل تجري في 3 سياقات مختلفة.

ويوضح الزويري، في حديث إلى "العربي"، أن "أول سياق هو الحرب الخفية السيبرانية المستمرة على إيران منذ عام 2010، التي لعبت إسرائيل فيها دورًا بارزًا بدعم أميركي".

ويلفت الزويري إلى أن "السياق الثاني متعلق بالتغيّرات الداخلية في إيران، والفجوة المتنامية بين النظام والرأي العام، حيث فشل قادة البلاد في حماية البرنامج النووي، ما يطرح سؤالًا حول مدى قدرتهم على حفظ ماء الوجه أمام الضربات المستمرة في إيران وسوريا".

ويشير إلى أن "السياق الثالث هو الحرب الروسية الأوكرانية؛ فدخول إيران على خط مساعدة موسكو أدخل طهران في معترك الاستهداف، لأن إسرائيل والغرب عرفوا أن الأزمة مع إيران ليست فقط في طاقتها النووية، بل في تصنيعها للأسلحة أيضًا".

ويقول: "كل هذه السياقات أوصلت إلى استهداف إيران، بهدف إيصال رسالة لها".

حرب إعلامية

من جهته، يوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة العلامة الطبطبائي مسعود أسد اللهي أن الهجوم الأخير في أصفهان يختلف عن العمليات التي حصلت ضد إيران في سوريا سابقًا.

ويشير أسد اللهي، في حديث إلى "العربي" من طهران، إلى أن عملية أصفهان حصلت باستخدام طائرات تجارية تُحمّل بكمية صغيرة من المتفجرات.

ويوضح أن "هذه العمليات لا تقوم بها إسرائيل مباشرة، بل تدرّب عناصر في إقليم كردستان، ثم يعودون إلى الداخل للتنفيذ".

ويقول: "الحمولة في هذه الطائرات كانت ضعيفة جدًا، لذا لا يُعتبر ما حصل هجومًا عسكريًا قويًا، بل هو ضمن سياق الحرب الإعلامية فقط".

مواجهة بين طهران وتل أبيب

بدوره، يشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن ريتشارد تشاسدي إلى أنه "من المبكر توجيه أصابع الاتهام إلى جهة بشكل مباشر".

ويلفت تشاسدي، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن "الهجمات كانت موجهة إلى منشآت تُعنى بإنتاج الصواريخ البالستية التي تقدّم إلى روسيا".

ويقول: "هناك قلق في الغرب من أن تتجه المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ردود فعل لا يُمكن السيطرة عليها".

ويضيف: "جميع الأحداث تحصل وسط عدم استقرار في الداخل الإيراني، تزامنًا مع تغيرات تعيشها إسرائيل في ظل الحكومة الجديدة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close
The website encountered an unexpected error. Please try again later.