الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

عيد الأضحى في فلسطين.. تقاليد متوارثة وطقوس احتفالية فريدة

عيد الأضحى في فلسطين.. تقاليد متوارثة وطقوس احتفالية فريدة

Changed

إطلالة عبر "العربي" على عادة إعداد خبز الصاج في فلسطين استعدادًا لعيد الأضحى المبارك (الصورة: تويتر)
يحتفل الفلسطينيون بعيد الأضحى المبارك من خلال أداء طقوس وإحياء عادات وتقاليد طاعنة في القدم ومتوارثة يحرصون على التمسك بها جيلًا بعد جيل.

ترتفع تكبيرات عيد الأضحى في المسجد الأقصى المبارك، وتصدّر إلى العالم أجواء الفرح من باحاته المزدانة بالبهجة والمزدحمة بالمحتفين.

تلك طقوس اعتادها الفلسطينيون، الذين يحرص من يستطيع منهم إلى الأقصى سبيلًا على إحيائها، لتشكل مجتمعة مع العادات والتقاليد ذات الصلة أسلوبًا احتفاليًا متوارثًا بعيد الأضحى.

إعداد كعك العيد

ففي فلسطين التي كان حجاجها ينطلقون باتجاه الكعبة المشرّفة على ظهور الجمال قبل حلول عيد الفطر لأداء مناسك الحج في موعدها، على ما تقول أم مبارك من بلدة كفركنّا، إرث طاعن في القدم في ما يخصّ الاستعداد للأضحى والاحتفاء به.

أحد الموروثات إعداد كعك العيد، الذي تحضّره أم مبارك بحضور عدد من قريباتها، بأشكال وحشوات مختلفة، ثم تتركه لنار الفرن فتنبعث عند خبزه روائح زكية. 

تستذكر السيدة الفلسطينية أهازيج وداع الحجاج واستقبالهم، فتستعيد ما سمعته في الصغر وفيه: "يا راحلين إلى مِنًى بقيادي = هيّجتمُ يوم الرحيل فؤادي".

وتقول إن من بين الأغنيات الشعبية ما كان يُردد على مسامع الحاجات، ويرد فيه: "مسعدة يا حاجة وزرتي المدينة، ومسعدة يا حاجة يا ليالي الهنا، ومسعدة يا حاجة نلتي هالحجة، وعلى بئر زمزم وتوضا الرسول".

"خبز الصاج لا بديل عنه"

من ناحيتها، تتمسك هاجر النجار وأسر فلسطينية كثيرة، لا سيما في قطاع غزة، بتقليد إعداد خبز الصاج، خصوصًا في عيد الأضحى.

تقول المسنة الفلسطينية إننا درجنا على القيام بذلك منذ القدم، لافتة إلى دور هذا الخبز في إعداد أطباق العيد.

وتشرح أن النسوة يعملن على إعداد خبز الصاج قبل ذبح الأضاحي، ويوزعن بعضه على الجارات اللواتي لا يجدن الخَبز.

بدورها، تشير لطيفة النجار إلى فوائد خبز الصاج المعد من الشعير، فتؤكد أنه لا يتسبب بأي أمراض وطعمه "زاكي"، أي لذيذ وشهي، باللهجة الفلسطينية.

وحيث إن منسف اللحم والفتة من أبرز أطباق عيد الأضحى في فلسطين، فإن خبز الصاج "أساسي ولا بديل عنه" أيضًا، وفق ما توضح المسنّة الفلسطينية.

وتعود بالزمن إلى سنوات خلت، فتشرح كيف أن النار كانت تضرم أمام منازل الفلسطينيين ثلاث مرات يوميًا لإعداد الخبز عند كل وجبة طعام. 

"تغيرات لا تمس العمق"

يؤكد الأكاديمي والمؤرخ مراد اليعقوبي أنه لا يخلو مجتمع بشري من تقاليد وعادات يلتزم بها، لا سيما إذا كانت حياة المجتمع تمتد على فترات طويلة جدًا.

ويتحدث في إطلالته عبر "العربي" من تونس، عن بعض التغيّرات الطفيفة في العادات لا تمسّ عمقها، مذكرًا بأن العادات تتواصل بشكل دائم، لأنها تشكل الإسمنت المستدام للحفاظ على وحدة المجموعة.

ويتوقف اليعقوبي عند الحروب الثقافية، فيشير إلى ما يقوم به الصهاينة في فلسطين من استهداف للثقافة والتقاليد؛ بما فيها من مأكل وملبس وغيرهما في الثقافة الفلسطينية.

ويذكر بأن هذه الشعوب التي جاءت من أقطار الأرض لا علاقة لها بفلسطين، لذلك يريدون سرقة الثقافة الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني. 

ويرى أن ذاك يؤكد أن المجتمعات عندما تنبني تحتاج إلى هذه اللُحمة، التي يخدمها بصورة مباشرة أو غير مباشرة الطابع الاحتفالي وطابع السرور والمرح، الذي يحيط بهذه التظاهرات.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close