الأحد 26 مايو / مايو 2024

عين على إفريقيا.. تنظيم "الدولة" يستخدم تطبيق مواعدة لتمويل عملياته

عين على إفريقيا.. تنظيم "الدولة" يستخدم تطبيق مواعدة لتمويل عملياته

Changed

تقرير يرصد مخاطر الجماعات المسلّحة على إفريقيا (الصورة: غيتي)
استخدم عناصر من تنظيم "الدولة" الإصدار الجنوب-إفريقي من تطبيق المواعدة، لخداع بعض المستخدمين وابتزازهم للحصول على أموال لتمويل أعمالهم في القارة السمراء.

كشف تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أن تنظيم "الدولة" لجأ إلى تطبيق "تيندر" (Tinder) الشهير للمواعدة في حيلة جديدة لتمويل أنشطته الإرهابية.

وتتزامن المعلومات مع القلق المتزايد من أن جنوب إفريقيا أصبحت المحرّك غير المتعمد لتجديد نشاط التنظيم منذ هزيمته في الشرق الأوسط.

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان على موقعها الإلكتروني، فرض عقوبات على أربعة "أعضاء كبار" في خلية تابعة للتنظيم، والتي كانت "ذات أهمية ناشئة في تحويل الأموال من قيادة داعش إلى المنتسبين في جميع أنحاء إفريقيا".

حسابات مزيّفة وإبتزاز

وذكرت "التايمز" أن عناصر من التنظيم استخدموا "الإصدار الجنوب-إفريقي من تطبيق المواعدة"، لخداع بعض المستخدمين وإبتزازهم للحصول على أموال لاستخدامها لتمويل أعمالهم في القارة السمراء.

ونقلت الصحيفة عن نيسشال ميوالال، رئيس مركز معلومات المخاطر المصرفية في جنوب إفريقيا، قوله إن عناصر من التنظيم لجأوا إلى "حسابات شخصية مزيفة، مستخدمين صور ممثلين لجذب الضحايا"، مضيفًا أن التنظيم أنشأ قواعد في أكثر الاقتصادات الصناعية في إفريقيا لجمع التبرّعات المالية وتجنيد العناصر.

وأوضحت أن مجلس الأمن أفاد بأن فريق المراقبة التابع له "اكتشف عددًا من المعاملات بأكثر من مليون دولار يتمّ توجيهها عبر جنوب إفريقيا من قبل قيادة داعش إلى الشركات التابعة لها في إفريقيا"، بما في ذلك الإرهابيون في موزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

"مستقبل الخلافة"

كما اطلع الباحث بمعهد الدراسات الأمنية في بريتوريا مارتن إيوي، مجلس الأمن على أن "تنظيم الدولة" وسّع نفوذه في إفريقيا التي من المحتمل أن تكون "مستقبل الخلافة".

وذكرت الصحيفة أن إفريقيا أصبحت "موقعًا مثاليًا للتنظيم لإعادة تجميع صفوفه بفضل ثروات القارة من الموارد الطبيعية، والفقر الذي يعاني منه عشرات الملايين من المواطنين، وضعف المؤسسات، وسهولة اختراق الحدود".

وفي أغسطس/ آب الماضي، قال إيوي لمجلس الأمن إن قوات التحالف التي شلّت عمليات التنظيم في العراق وسوريا "لم تلاحق مقاتلي التنظيم عندما فرّوا جنوبًا، تاركة إفريقيا لتحمّل العواقب".

وأشارت الصحيفة إلى أن الروابط الدولية الممتازة في جنوب إفريقيا والبنية التحتية للاتصالات تجعلها ملاذًا مثاليًا، خاصّة وأن هياكلها الأمنية قد تعرّضت للإضعاف عمدًا لتسهيل نهب الدولة أثناء رئاسة جاكوب زوما.

ونقلت الصحيفة أن مصادر قالت لمحققين من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظّمة العابرة للحدود المحلية، إن جهاز شرطة جنوب إفريقيا يضمّ ضابطًا واحدًا لتحليل البيانات التي تمّ الاستيلاء عليها خلال مداهمات ضد التنظيم الإرهابي.

هدف للإرهاب ومركز تحريكه

وأشارت الصحيفة إلى تضاعف حالات الابتزاز والاختطاف مقابل فدية، حيث تمّ الإبلاغ، في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، عن ما معدّله 1143 حالة اختطاف لعناصر من الشرطة، أي ضعف المتوسط الشهري للفترة نفسها من العام الماضي.

ومن الأمثلة التي تؤكد أن إفريقيا تجذب المتطرّفين: البريطانية سامانثا ليوثويت المعروفة باسم "الأرملة البيضاء"، التي تحوّلت إلى الإسلام، وأرملة أحد مفجّري لندن عام 2005. ويشتبه في أنها ساعدت "حركة الشباب" في التخطيط لهجومها عام 2014 على مركز "ويست غايت" (Westgate) التجاري في نيروبي، والذي قُتل فيه 67 شخصًا.

وتبيّن لاحقًا أنها كانت تعيش في جنوب إفريقيا منذ عام 2008 على الأقل، لكن لم يتمّ تعقّبها قبل عام 2013، عندما أصدر الإنتربول إشعارًا بالقبض عليها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية قولها إن عددًا من الجنوب إفريقيين تدرّبوا في معسكرات بالشرق الأوسط، بينما يقاتل العشرات في تمرّد يزداد سوءًا في شمال موزمبيق، حيث سيطر تنظيم "الدولة" على جيب من الصراع لترسيخ نفوذه.

وحذّرت الصحيفة من أن الفوضى تُهدّد منطقة ظلّت حتى الآن بمنأى عن التطرّف، كما أن قيام رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا بنشر قوات لدعم الجهود ضد المسلحين في موزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية يزيد أيضًا من خطر أن تصبح جنوب إفريقيا هدفًا للإرهاب بالإضافة إلى مركز تحريكه.

وقالت ياسمين أوبرمان، الخبيرة في التطرّف والعنف السياسي، للصحيفة البريطانية، إن الظروف مهيأة الآن لجعل الهجوم الإرهابي "أمرًا حتميًا" في جنوب إفريقيا.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close