الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

التحالف ضد تنظيم "الدولة" يدعو إلى مواجهة "التهديد الإرهابي" في إفريقيا

التحالف ضد تنظيم "الدولة" يدعو إلى مواجهة "التهديد الإرهابي" في إفريقيا

Changed

تغطية "العربي" للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة (الصورة: غيتي)
أكّد "التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة"، عزمه على محاربة التنظيم عبر خطة شاملة، بعد تقارير عن عودة نشاطه في المنطقة.

جدد أعضاء "التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة" عزمهم على محاربة التنظيم عبر خطة متعددة الأطراف، ومواصلة التصدي "للتهديدات المتزايدة" التي بات يمثلها، وذلك خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي في مدينة مراكش بالمغرب اليوم الأربعاء.

وشدّد التحالف خلال الاجتماع على ضرورة اتخاذ الخطوات المناسبة لمواجهة خطط التنظيم الذي ينشط من جديد في القارة الإفريقية، ووقف عودته في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره.

فقد دعا ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي إلى عقد هذا المؤتمر إلى جانب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وشارك فيه نحو 40 من وزراء الخارجية في عدة بلدان غربية وعربية وإفريقية، تباحثوا في أحد فنادق منطقة النخيل السياحية الفخمة بمدينة مراكش، في ظل حراسة أمنية مشددة.

وكان من المتوقع أن يترأس أنتوني بلينكن المؤتمر مع نظيره المغربي، لكن حضوره تعذر بسبب إصابته بكوفيد-19 ونابت عنه المسؤولة الثالثة في وزارته فيكتوريا نولاند.

ملايين الدولارات لإعادة إعمار "المناطق المحررة"

وقالت نولاند القائمة بأعمال مساعدة وزير الخارجية الأميركية، إنه "خلال السنوات السبع الأخيرة، تم إضعاف تنظيم الدولة في العراق وسوريا، لكن تهديد التنظيم لا يزال قائمًا، وتحين له الفرصة لإعادة بناء نفسه.. في القارة الإفريقية والعالم بأسره".

وكشفت نولاند أن الولايات المتحدة ستخصص 700 مليون دولار هذا العام لإعادة إعمار المناطق التي تم "تحريرها" من سيطرة التنظيم.

وأشارت إلى أن بلادها "خصصت في العام الماضي 45 مليون دولار لمساعدة شمال سوريا و60 مليون دولار للعراق لإعادة إعمار "المناطق المحررة من داعش".

واستشهدت نولاند بالهجوم الذي شنه نحو مئة من عناصر التنظيم الإرهابي على سجن يديره المقاتلون الأكراد شمالي شرق سوريا في يناير/ كانون الثاني، معتبرةً أن هذا الهجوم الأكثر دموية منذ هزيمة التنظيم قبل ثلاثة أعوام.

وأضافت: "كان ذلك جرس إنذار يكشف إلى درجة أن الوضع الحالي لا يطاق في شمال شرق سوريا".

وفي حديث خاص مع "العربي" قالت جيرالد قاسم الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، إن مؤتمر مراكش يبرز الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للحفاظ على هزيمة التنظيم في العراق وسوريا، ومنع ظهور فروعٍ ناشطة له في القارة الإفريقية.

بوريطة: لم نهزم التنظيم بعد

بدوره، دعا ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، إلى "رد متعدد الأطراف"، قائلًا: "كلنا عزم على جعل هذا الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش مرحلة فارقة في تعبئة الشركاء وبلورة خطة عصرية لمواجهة التنظيم على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته الإرهابية خصوصًا في إفريقيا".

كما استعرض بوريطة تجربة المغرب في محاربة الإرهاب، وخطته "الاستباقية"، مشيرًا إلى أن المغرب فكك "أكثر من 210 خلايا إرهابية منذ 2002".

وقال بوريطة إن الإرهاب "أثر على التنمية حيث بلغ الأثر الاقتصادي للإرهاب على القارة خلال العقد الماضي 171 مليار دولار مما كان له تأثير مباشر على الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول الأفريقية".

وأردف: "على الرغم من هذا التصميم القوي إلا أننا لم نهزم بشكل كامل داعش وخطره في جميع أنحاء العالم".

كذلك، عرض المؤتمرون "المبادرات المتخذة في ما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات التنظيم"، بحسب ما أعلنت الخارجية المغربية، بالإضافة إلى سبل "مواجهة الدعاية إلى التطرف التي ينهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب".

واعتبر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أن هذا الاجتماع يشكل حدثًا ذا أهمية سياسية كبيرة في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا "التزام إيطاليا والمغرب بتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء".

المشاركون في مؤتمر "التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة" بمراكش – تويتر
المشاركون في مؤتمر "التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة" بمراكش – تويتر

إفريقيا "هدف للإرهاب"

وارتفع عدد "الحوادث الإرهابية" في منطقة الساحل الإفريقي بمعدل 43% ما بين 2018 و2021، وفق أرقام أميركية رسمية.

ووصل مجموع القتلى إلى 30 ألفًا "في هجمات إرهابية بالمنطقة على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية"، وفق بوريطة الذي لفت إلى "وجود 27 كيانًا إرهابيًا متمركزًا في إفريقيا على قائمة عقوبات مجلس الأمن للأمم المتحدة باعتبارها جماعات إرهابية".

والأربعاء، قتل خمسة جنود مصريين وسبعة مقاتلين متطرفين في هجوم جديد بمنطقة سيناء، التي تواجه مخاطر تمرد للمتطرفين، وفق الجيش المصري.

وتوعد تنظيم "الدولة" بالانتقام لمقتل زعيمه السابق أبو إبراهيم القرشي في غارة أميركية بسوريا في فبراير/ شباط. كما دعا أنصاره إلى استغلال الحرب في أوكرانيا لتنفيذ هجمات في أوروبا.

أما وزير خارجية موريتانيا محمد سالم ولد مرزوك، فقال إن التنظيم في الصحراء الكبرى وغرب إفريقيا، دخل مرحلة إعادة تنظيم نشاطه من خلال توسيع مناطق عملياته، محاولًا إنشاء أربع ولايات ضمن ما يسميه "خلافة إفريقيا" في منطقة بحيرة تشاد.

 التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة

وتأسس التحالف عام 2014 بهدف القضاء على التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، الذي سيطر في أوج تمدده على أكثر من 110 آلاف كيلومتر مربع.

ويضم التحالف اليوم 85 عضوًا بعد انضمام جمهورية بينين لاجتماع الأربعاء، فضلًا عن منظمات دولية، منها حلف شمال الأطلسي والشرطة الدولية (إنتربول).

وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها في بلد إفريقي، بينما بات التنظيم المتطرف يسعى الى تعزيز وجوده في منطقتي الساحل الإفريقي وخليج غينيا. حيث شارك 19 بلدًا إفريقيًا في الاجتماع.

كما يعد هذا الاجتماع، الأول على مستوى الوزراء بعد لقاء سابق جمع المديرين السياسيين "للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة" عام 2018.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close