لم يكن ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا بانتظار البت في أوضاعهم، أسوأ قرار للحكومة المحافظة في بريطانيا.
فمنذ أن وضعت قضية الهجرة على رأس أجندتها، لم يتوقف دفق القصص الصادمة التي تعكس ما وصفته منظمات حقوقية بالاستعداء الممنهج للاجئين.
#بريطانيا… السلطات تجبر اللاجئين على استخدام أجهزة تعقب لمراقبتهم على مدار الساعة#تواصل pic.twitter.com/2w8WfFkCMf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 15, 2023
"اختطفوا من أمام الفنادق"
فبحسب تحقيق لصحيفة "الغارديان" البريطانية، شجّعت هذه السياسة شبكات الجريمة المنظمة على اختطاف عشرات اللاجئين من الأطفال غير المصحوبين بذويهم.
وفي أقل من عامين جرى الإبلاغ عن اختفاء 136 طفلًا من فندق تديره وزارة الداخلية في مدينة برايتون، ولا يزال 79 طفلًا في عداد المفقودين.
وكان متعاقد مع وزارة الداخلية كشف أن عشرات الأطفال غير المسجّلين اختطفوا في سيارات من أمام الفنادق.
وأفاد بأن المتاجرين يستغلون سياسة ترحيل طالبي اللجوء أداة للتجنيد، ويخبرون الأطفال أنهم سينقلون إلى رواندا إذا مكثوا في الفندق.
وفي حين دأب على مدار عام كامل على إبلاغ الشرطة عن حالات اختفاء الأطفال دون فائدة، اضطر المتعاقد بعدما فقد الأمل إلى إبلاغ الإعلام عن كذب مزاعم وزارة الداخلية بأن جميع المهاجرين القصّر يتمتعون في رعايتها بالدعم والأمن الذي يحتاجونه.
دعوات لمحاسبة وزيرة الداخلية
إلى ذلك، عُد اختفاء عشرات الأطفال المهاجرين فضيحة، وسط مطالبات بمحاسبة وزارة الداخلية.
فوزيرة الداخلية في حكومة الظل إيفيت كوبر، التي استنكرت ما وصفتها بالفضيحة المروعة، اتهمت الحكومة المحافظة بالتقصير.
ودعتها إلى الكشف عن عدد الأطفال المفقودين، وما الذي تفعله للعثور عليهم ولتوفير إجراءات حماية للأطفال الآخرين. كما وصفت الكاتبة مونيشا راجيش، ما حدث بأنه جريمة تستوجب اعتقال وزيرة الداخلية.
أما منظمة الحماية من الاتجار بالبشر، التي ترى أن الداخلية البريطانية "تستمر في العمل خارج نطاق القانون منذ أن قررت استيعاب الأطفال داخل الفنادق قبل عامين"، فوصفت من جانبها ما حدث بـ"الإخفاق الفضائحي" في حماية الأطفال.