وسط تصاعد الأوضاع في القدس منذ بداية شهر رمضان إثر اقتحامات المستوطنين المتشددين يوميًا لباحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، استعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في الأقصى.
ووضع عباس وزير الخارجية الأميركي في صورة آخر التطورات، خاصة ما يجري في مدينة القدس، وشدّد على "أهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الأعمال أحادية الجانب، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة".
" تبعات وخيمة"
وطالب الرئيس الفلسطيني، بسرعة إعادة فتح القنصلية الأميركية في مدينة القدس التي أغلقت على عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وحذر من استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، لافتًا إلى أن "استمرار القتل والانتهاكات الإسرائيلية سيؤدي إلى تبعات وخيمة لا يمكن احتمالها"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وأشارت "وفا"، إلى أن وزير الخارجية الأميركي، أكد أنه قد جرى إبلاغ إسرائيل بضرورة الالتزام بالوضع التاريخي في المسجد الأقصى، وحرية وسلامة وصول المصلين المسلمين إليه.
وأعرب بلينكن عن رفض بلاده لعنف المستوطنين وعمليات هدم المنازل وطرد السكان، هذا إلى جانب مطالبة إسرائيل باتخاذ خطوات لتحسين الأوضاع، مشدّدًا على الحاجة لإيجاد أفق سياسي، وأن يجري إجراء محادثات لتحسين نوعية الحياة للفلسطينيين.
ومنذ الجمعة الماضية، يسود التوتر بمدينة القدس، في ظل اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى، تزامنا مع عيد الفصح اليهودي.
هدوء حذر
وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" أحمد جرادات، من القدس، إن هدوءا حذرًا ساد اليوم الثلاثاء، بعد إغلاق باب المغاربة وانتهاء اقتحامات المستوطنين، بعدما بلغ عدد المقتحمين نحو 600 مستوطن، بحماية من قوات الاحتلال.
ولفت المراسل، إلى أن المستوطنين يعتزمون تنفيذ مسيرة، يوم غد الأربعاء، وسيذهبون إلى باب العمود والمناطق في البلدة القديمة، حتى لو لم يحصلوا على ترخيص رسمي.
وأشار المراسل إلى أن المستوطنين يقومون بعمليات انتهاك عبر تكسير نوافذ المسجد الأقصى وخاصة في المصلى القبلي، كما جرى اقتحامه يوم الجمعة الماضية بأحذية قوات الاحتلال.
ومنذ صباح الثلاثاء، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل بلدات "بُرقة، وسبسطية، وبزاريا، وسيلة الظهر"، بالسواتر الترابية، لتأمين مسيرة المستوطنين.
#صور| تغطية صحفية: "حافلات تنقل المستوطنين قرب بلدة برقة شمال نابلس للمشاركة في مسيرة استيطانية في بؤرة حومش المخلاة". pic.twitter.com/KKLwQAbtc7
— فلسطين بوست (@plespost) April 19, 2022
وانتشر جيش الاحتلال الإسرائيلي على مداخل البلدات الفلسطينية، ومنع المواطنين من الوصول للشارع العام، فيما شوهدت عشرات الحافلات تنقل المستوطنين إلى موقع مستوطنة "حومش" المخلاة.
بدوره قال مراسل "العربي" من نابلس، عميد شحادة، إن هناك نحو 70 إصابة بالاختناق والرصاص المطاطي من أهالي بلدة برقة اليوم الثلاثاء، بعد المواجهات مع قوات الاحتلال احتجاجًا على تنظيم المستوطنين مسيرة باتجاه مستوطنة حوميش المقامة على أراضيهم.
وأضاف المراسل أن قوات الاحتلال قامت بتطويق كل مناطق البلدة، لمنع اعتراض أهالي برقة مسيرة المستوطنين، التي وصلت إلى مستوطنة حوميش التي أخليت عام 2005 مع الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وعاد المستوطنون لإعادة بنائها من جديد.
من جانبه، أوضح مراسل "العربي" من غزة، أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حذّرت من دعوات المستوطنين لتنفيذ مسيرات الأعلام سواء في نابلس أو القدس أو الحرم الإبراهيمي، والتي تأتي بنية مبرمجة من الاحتلال لفرض الأمر الواقع على المناطق المقدسة وتقسيمها زمانيًا ومكانيًا واستمرارا لما يجري من عمليات تهويد في المسجد الأقصى.
