الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

في يوم المرأة العالمي.. ما تأثير الجائحة على عدم المساواة بين الجنسين؟

في يوم المرأة العالمي.. ما تأثير الجائحة على عدم المساواة بين الجنسين؟

Changed

تقرير لـ"العربي" حول ارتفاع معدلات العنف ضد النساء في الأردن خلال جائحة كوفيد (الصورة: غيتي)
يعاني العالم من جائحة كوفيد-19 منذ أكثر من عامين. وقد أفادت باحثتان أن الأزمة الصحية أظهرت عواقب وخيمة لتشارك غير عادل في الواجبات المنزلية على الصحة العقلية للمرأة.

أدى عامان من جائحة كوفيد-19 إلى تدهور ظروف عيش النساء في كل أنحاء العالم، من تصاعد العنف الجنسي وصعوبة عودتهن إلى العمل وإلى تراجع الصحة العقلية. وقد دقت، في يوم المرأة العالمي، دراسات عدّة ناقوس الخطر.

ونشرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، دراسة شملت 16,154 امرأة في 13 بلدًا متوسط الدخل (كولومبيا وأوكرانيا والمغرب وبنغلادش..)، وقالت نحو 45% منهن إنهن كن ضحايا عنف أو يعرفن امرأة كانت كذلك منذ بداية الجائحة.

وأوضحت لين ماري ساردينيا وأفني أمين، وهما باحثتان في منظمة الصحة العالمية، أن "عدم اليقين الاقتصادي وإغلاق المدارس والعبء الذهني بسبب الواجبات المنزلية، أحدثت بيئة مؤاتية للنزاعات داخل الأسرة".

وكما الحال قبل الوباء، كانت النساء ضحايا للعنف عبر الإنترنت أكثر من الرجال.

وأوضحت مورييل سالمونا، وهي طبيبة نفسية متخصصة في دراسة اضطرابات ما بعد الصدمة، أن "الانتقام الإباحي" أي نشر صور أو فيديوهات جنسية عبر الشبكات الاجتماعية بهدف الانتقام من حبيب أو شريك سابق، والخطر المتعلق بجرائم الاعتداء على الأطفال، "ازدادا بطريقة مقلقة جدًا".

تدهور الصحة العقلية 

إلى ذلك، كشفت دراسة الأمم المتحدة أن اثنتين من كل خمس نساء شعرن بتأثير سلبي للوباء على صحتهن العقلية.

والسبب وراء ذلك، هو العبء الذهني الناجم عن القيام بالواجبات المنزلية "والمرتبط بارتفاع خطر الإجهاد والاكتئاب لدى النساء مقارنة بالرجال"، بحسب لين ماري ساردينيا وأفني أمين.

ويعزّز هذا العبء الذهني العمل عن بعد، وبقاء الأطفال في المنزل، والقيود المفروضة على الخروج.

كذلك، فإن الدراسات حول تحركات النساء أثناء الجائحة وبعدها، تعكس تدهور الصحة العقلية للمرأة.

خلال فترات الإغلاق، كان عليهن إبلاغ السلطات عن خروجهن، مثل الرجال، لكن أيضًا في كثير من الأحيان إبلاغ أزواجهن، على ما قالت ماريون تييّو المحاضرة في الجغرافيا ودراسات النوع الاجتماعي في جامعة باريس 8.

وهذا الإطار بالتحديد قد يكون لجم "ثقة النساء اللواتي لا يجرؤن الآن على الابتعاد" عن منزلهن وينطوين على أنفسهن.

صعوبة العمل عن بعد

أشارت لين ماري ساردينيا وأفني أمين إلى تعارض العمل عن بعد والواجبات المنزلية، نظرًا إلى عدم مرونة أصحاب العمل.

وأكدت الباحثتان أن "عددًا أكبر من النساء أُجبرن على الاستقالة، لأنهن لم يستطعن تحمل الضغط المزدوج لمهنتهن والعبء الذهني الذي يفرضه المنزل".

وتظهر دراسة عن تحركات النساء أثناء الجائحة أنهن أمضين وقتًا في القيام بالواجبات المنزلية أكثر من الوقت الذي أمضيناه في وظائفهن، مقارنة بالرجال وبما كانت عليه الحال قبل الوباء. وتكشف هذه الدراسات أن "التفاوتات اتسعت وتراجعنا عشرين عامًا إلى الوراء"، وفق تيلوس.

وقد أدى العمل عن بعد بالتأكيد إلى انخفاض في الاعتداءات في وسائل النقل العام، كما قال خبراء لوكالة "فرانس برس".

لكن العودة إلى المكتب بالحافلات أو المترو رافقتها زيادة في الشعور بعدم الأمان. فثلاث من كل خمس نساء شاركن في استطلاع الأمم المتحدة، يعتبرن أنهن ضحايا تحرش جنسي في وسائل النقل العام أكثر مما كن عليه العام 2020.

وقالت سالمونا: "يمكننا التحدث عن جهد حقيقي (للجمعيات والسلطات العامة) لتكون أكثر استجابة وفاعلية في مواجهة العنف المنزلي" منذ الجائحة.

وبالنسبة إلى الباحثتين، أظهرت الأزمة الصحية عواقب وخيمة لتشارك غير عادل في الواجبات المنزلية على الصحة العقلية للمرأة.

لكنهما أضافتا أن "الوباء أتاح الفرصة لتخيّل مستقبل مختلف وأكثر إنصافًا للنساء، لا سيما بالنسبة إلى من يواجهن أكبر قدر من الإقصاء أو التهميش".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close