تتزايد شعبية الطعام النباتي البعيد عن اللحوم بسرعة في بعض البلدان، مدفوعة بمخاوف قد تتعلق بالبيئة ورعاية الحيوان.
وتظهر أبحاث أنه بين عامَي 2007 و2018، ارتفع عدد من تخلوا عن اللحوم والبيض والحليب والمنتجات الحيوانية في المملكة المتحدة بنسبة 260%؛ من 150 ألف شخص إلى 542 ألف شخص.
وبينما يروّج مشاهير لهذا الاتجاه، حذر أطباء في جامعة كامبريدج في بريطانيا متتبعي النظام الغذائي النباتي وحده، من خطر الإصابة بكسور في العظام والاكتئاب، ومن حالات إجهاض في غضون أشهر، بسبب الحمية التي يتبعونها.
وأوصى الأطباء بضرورة إجراء فحوصات دورية لمعرفة ما ينقصهم من فيتامينات وتعويضها بالمكملات الغذائية.
وكانت جامعة كوليدج لندن أطلقت تحذيرات مماثلة، من أن نقص العناصر الغذائية في نظام غذائي نباتي يمكن أن يتسبّب في إصابة الأطفال بسوء التغذية وتلف في الأعصاب.
ويأتي دق الخبراء لناقوس الخطر بشأن تزايد شعبية بدائل الألبان كحليب الشوفان واللوز بعيدًا عن الحليب والبيض ومنتجات حيوانية أخرى، بعدما كشفت أرقام حكومية بريطانية أن ما يقرب من نصف الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 و18 عامًا يعانين نقصًا في الحديد.
هشاشة عظام وتقزم
وتلفت أخصائية التغذية ريما تيم، إلى خطر الإصابة بهشاشة العظام في حال استبعاد الحليب، وهو الغني بالكالسيوم والفيتامين د، من النظام الغذائي المتبع.
وتشير في إطلالتها من استديوهات "العربي" في لوسيل، إلى عنصري الحديد والزنك، اللذين وإن تواجدا في النباتات، إلا أن امتصاصهما يبقى من المصادر الحيوانية أفضل، بينما تذكر بأن فيتامين "بي 12" موجود حصرًا في الأطعمة ذات المصادر الحيوانية.
وتحذر من أن النقص في الحديد يؤدي إلى فقر الدم، الذي يتسبب بدوره بمشكلات على المدى القريب والبعيد، لا سيما عند الأطفال.
كما توضح أن نقص الزنك، الموجود في اللحوم الحمراء والبيضاء والكبدة، يؤدي إلى التقزم ويؤثر على النمو.