السبت 20 أبريل / أبريل 2024

"قضية الفتنة" في الواجهة من جديد.. تقييد إقامة الأمير حمزة واتصالاته

"قضية الفتنة" في الواجهة من جديد.. تقييد إقامة الأمير حمزة واتصالاته

Changed

متابعة "العربي" لآخر المستجدات المتعلقة بقضية الأمير حمزة بن الحسين (الصورة: غيتي)
أعلن الديوان الملكي الأردني الموافقة على تقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته، ووجه الملك عبدالله رسالة في هذا الشأن إلى "الأسرة الأردنية الواحدة".

يعود ما عُرف بـ"قضية الفتنة" في الأردن إلى دائرة الضوء، بعدما بدا أنها اتجهت إلى الحل داخل الأسرة الهاشمية، وبمضيّ قرابة الشهرين على توجيه الأمير حمزة رسالة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني معتذرًا فيها عن "خطئه".

وترجع قضية الفتنة إلى أبريل/ نيسان من العام الماضي، عندما أعلنت الحكومة الأردنية أن الأمير حمزة (41 عامًا) وأشخاصًا آخرين ضالعون في "مخططات آثمة"، هدفها "زعزعة أمن الأردن واستقراره". 

حينها، أوقفت السلطات 16 شخصًا إلى جانب رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد، وبينما أُفرج عن الموقوفين لاحقًا، حوكم الأخيران وحُكم عليهما بالسجن 15 عامًا.

أما الأمير حمزة الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية فلم يحاكم، وأعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك أوكل إلى عمه الأمير حسن مهمة التعامل مع موضوعه في إطار الأسرة الهاشمية.

وفي جديد فصول هذه القضية، أفادت وسائل إعلام أردنية بأن الإرادة الملكية السامية صدرت بالموافقة على توصية المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته. 

ولفتت إلى أن التوصيات رفعها المجلس للملك عبد الله الثاني منذ الثالث والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

بموازاة ذلك، نشر الإعلام الأردني ما قال إنها رسالة وجهها الملك إلى "الأسرة الأردنية الواحدة"، بعد صدور الموافقة على توصية المجلس. 

الملك عبد الله والأمير حمزة
صورة أرشيفية تجمع الملك عبد الله والأمير حمزة يتوسطهما الأمير فيصل بن الحسين (غيتي - أرشيف)

"سوء نوايا وتشكيك"

وفي الرسالة، أشار العاهل الأردني إلى أنه كان قاد اختار، عندما تم كشف تفاصيل قضية "الفتنة"، التعامل مع الأمير حمزة في إطار العائلة، على أمل أن يدرك خطأه ويعود لصوابه، عضوًا فاعلًا في العائلة الهاشمية.

وأضاف: "لكن، وبعد عام ونيف، استنفد خلالها كل فرص العودة إلى رشده والالتزام بسيرة أسرتنا، خلصت إلى النتيجة المخيبة أنه لن يغيّر ما هو عليه".

ولفت إلى أنه تأكد بأن أخاه الأمير حمزة "يعيش في وهم يرى فيه نفسه وصيًا على إرثنا الهاشمي، وأنه يتعرض لحملة استهداف ممنهجة من مؤسساتنا"، قائلًا إن مخاطبات أخيه المتكررة "عكست حالة إنكار الواقع التي يعيشها، ورفضه تحمل أي مسؤولية عن أفعاله". 

وأردف: "ما يزال أخي حمزة يتجاهل جميع الوقائع والأدلة القاطعة، ويتلاعب بالحقائق والأحداث لتعزيز روايته الزائفة".

وأفاد بأن "قضية الفتنة في أبريل من العام الماضي لم تكن بداية لحالة ضلال حمزة، فقد اختار الخروج عن سيرة أسرته منذ سنين طويلة، حيث ادّعى أنه قبِل قراري الدستوري بإعادة ولاية العهد إلى قاعدتها الدّستوريّة الأساس، ولكن أظهرت كلّ تصرّفاته منذ ذلك الوقت غير ذلك، حيث انتهج سلوكًا سلبيًا، بدا واضحًا لكلّ أفراد أسرتنا، وأحاط نفسه بأشخاص دأبوا على ترويج معارضة القرار من دون تحريك ساكن لإيقافهم".

ولفت إلى أنه حاول وأفراد أسرته مساعدة الأمير حمزة "على كسر قيد الهواجس التي كبّل نفسه بها، ليكون فردًا فاعلًا من أفراد أسرتنا في خدمة الأردن والأردنيين، وعرض عليه مهمات وأدوارًا عديدة لخدمة الوطن، لكنه قابل كل ذلك بسوء النوايا والتشكيك". 

الأمير حمزة
الأمير حمزة الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني وولي العهد الأردني السابق (غيتي)

"تشهير لكسب الشعبية"

وأشار العاهل الأردني إلى أنه لم يجد في رسالة أخيه الخاصة التي أرسلها له في 15 يناير/ كانون الثاني الماضي، "إلا التّحريف للوقائع والتأويل والتّجاهل لما لم ينسجم مع روايته للأحداث، لا بل ذهب به الخيال حد "تقويلي" ما لم أقله قط".

وأضاف أن أخاه "قدّم سردًا مشوهًا عن دوره في قضية الفتنة، متجاهلًا ما تكشّف للملأ من حيثيّات لعلاقته المريبة واتّصالاته مع خائن الأمانة باسم عوض الله، وحسن بن زيد"، لافتًا إلى أن الأمير حمزة كان يعلم جيدًا أنّ هذا الأخير "طرق أبواب سفارتين أجنبيتين مستفسرًا عن إمكانية دعم بلديهما، في حال ما وصفه بحدوث تغيير في الحكم".

وفيما اعتبر أن الأمير حمزة "اختار التّشهير بالأردن سبيلًا لكسب الشّعبية وإثارة المشاعر والاستعراض"، قال: "إنه يلبس ثوب الواعظ ويستذكر قيمنا الهاشمية، في الوقت الذي خرقتها أفعاله وتصرفاته". 

ولفت إلى أنه قدم لأخيه النصح "محاولًا مساعدته على الخروج من الحالة التي وضع نفسه فيها، لكنّه لم يتغيّر، على العكس من ذلك، ظلّ على ضلاله الذي وصل قاعه العام الماضي"، مشيرًا إلى أنه تيقّن بأن أخاه الصّغير "سيظل يعيش في حالة ذهنية أفقدته القدرة على تمييز الواقع من الخيال"، وتيقن "صعوبة التعامل مع شخصٍ يرى نفسه بطلًا وضحيةً في الوقت نفسه".

الأردن
الأمير حمزة وزوجته الأميرة بسمة (غيتي)

"سيبقى في قصره"

وأكد الملك عبدالله الثاني أنه رغم ذلك بذل المزيد من الجهد لإعادة أخيه إلى صوابه، كاشفًا أنه قدّم للأمير حمزة خارطة طريق لإعادة بناء الثّقة، تتضمّن خطوات واقعيّة يقود التزامه بها إلى عودته عضوًا فاعلًا في الأسرة المالكة، وأعطاه حرّية الاختيار كاملة. 

وقال إنه "تفاءل خيرًا حين اختار حمزة أن يقرّ بما فعل، وبعث له رسالة اعتذر فيها للوطن والشعب وللملك عمّا قام به. وللأسف، ما هي إلا أسابيع حتى أثبت الأمير حمزة سوء نيته، وعاد إلى استعراضيته ولعب دور الضّحية كما عوّدنا"، وفق وصفه.

وشرح أن أخاه لم يخرج من قصره مدّة شهر كامل، ولم يستخدم التسهيلات التي مُنحت له، بل خرج ببيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي معلنًا فيه تخلّيه عن لقبه، وهو يعرف تمامًا أن منح الألقاب واستردادها صلاحية حصرية للملك.

وأشار إلى أن الأمير حمزة، وفي الوقت الذي أعلن قراره التّخلي عن لقبه، بعث له برسالة خاصة يطلب فيها الاحتفاظ بمزايا لقبه المالية واللوجستية خلال الفترة المقبلة.

كما لفت إلى أن أخاه "حاول فرض احتكاك مع نشامى الحرس الملكي صبيحة عيد الفطر المبارك؛ في مؤشر قاطع على أنه مستمر في سعيه افتعال القلاقل وإشعال الأزمات، على غرار ما فعل مع رئيس هيئة الأركان المشتركة العام الماضي". 

وشدد على أن "لا وقت نضيعه في التعامل مع تقلبات الأمير حمزة وغاياته. فالتّحدّيات كبيرة، والصّعاب كثيرة، وعملنا كلّه منصبّ على تجاوزها، وعلى تلبية طموحات شعبنا وحقه في الحياة الكريمة المستقرة".

وبينما أكد أن الأمير حمزة "سيبقى في قصره التزامًا بقرار مجلس العائلة، ولضمان عدم تكرار أي من تصرفاته غير المسؤولة، والتي إن تكررت فسيتم التعامل معها"؛ لفت إلى أنه سيتم توفير كل ما يحتاجه لضمان العيش اللائق.

غير أنه شدد على أن أخاه "لن يحصل على المساحة التي كان يستغلها للإساءة للوطن ومؤسساته وأسرته، ومحاولة تعريض استقرار الأردن للخطر"، وقال إنه لن يرضى أن "يكون الوطن حبيس نزوات شخص لم يقدم شيئًا لبلده". 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close