الخميس 16 مايو / مايو 2024

قضية حفلات بارتي غيت.. تحقيق يتهم جونسون بتضليل البرلمان البريطاني

قضية حفلات بارتي غيت.. تحقيق يتهم جونسون بتضليل البرلمان البريطاني

Changed

تقرير حول استقالة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون من مجلس العموم بعد تداعيات "بارتي غيت" (الصورة: غيتي)
وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون اتهامه بتضليل البرلمان"عمدًا" في تحقيق "بارتي غيت" بأنه "اغتيال سياسي".

انتهى تحقيق برلماني الخميس إلى نتيجة مفادها أنّ بوريس جونسون ضلل البرلمان البريطاني "عمدًا"، خلال عدّة مراحل من قضية "بارتي غيت" المرتبطة بحفلات أقيمت خلال فترة الإغلاق جراء كوفيد في مقرّه في داونينغ ستريت عندما كان رئيسًا للوزراء.

لكن جونسون وصف هذه الخطوة بأنها "اغتيال سياسي".

واستقال الزعيم المحافظ السابق الذي سيبلغ قريبًا 59 عامًا من مقعده في البرلمان الأسبوع الماضي بعد إخطاره بنتائج التحقيق الذي استمرّ 14 شهرًا.

وندّد جونسون حينها بـ"حملة اضطهاد"، مهاجمًا رئيس الوزراء ريشي سوناك. ثم أطلق العنان لغضبه مرّة أخرى الخميس مبديًا العزم على عدم المغادرة بهدوء.

وعبّر في بيان طويل وشديد اللهجة أنّ "اللجنة لم تجد أدنى دليل" ضده، وإنه لم يرتكب أي خطأ، وشجب "كذب" اللجنة واستنتاجاتها، واتهمها بالرغبة في أن توجه له "ما يُراد بها أن تكون الطعنة الأخيرة في اغتيال سياسي مطول".

"لجنة مشكّلة بشكل سليم"

وأضاف: "إنه يوم مظلم للنواب وللديمقراطية. هذا القرار يعني أنه لا يوجد نائب في مأمن من الثأر أو الطرد على أساس اتهامات ملفقة من أقلية صغيرة".

وتتمتع اللجنة المكونة من سبعة أعضاء وتضم أغلبية من حزب المحافظين، بصلاحيات التوصية بفرض عقوبات على من يخالف القواعد ويجب أن يصوّت عليها النواب.

وسعت اللجنة لتحديد ما إذا كان بوريس جونسون قد كذب على البرلمان عبر تأكيده مرارًا أنّ جميع القيود الصحية قد تمّ اتباعها في داونينغ ستريت. وكانت الشرطة فرضت عليه غرامة في إطار في هذه القضية التي كانت عاملًا رئيسيًا وراء مغادرته داونينغ ستريت العام الماضي.

ورفض المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك التعليق على هجوم جونسون، قائلًا إن اللجنة "مُشكَّلة بشكل سليم... وتعمل بأمر من البرلمان". وخلصت لجنة الامتيازات إلى أنّ جونسون مذنب "بتكرار ازدراء (البرلمان)... والسعي لتقويض العملية البرلمانية".

وذكرت في تقريرها المؤلّف من 106 صفحات أنّ "الازدراء كان أكثر خطورة لأنه ارتكب من رئيس الوزراء، وهو أرفع أعضاء الحكومة شأنًا". وأضافت: "لا توجد سابقة قام خلالها رئيس وزراء عمدًا بتضليل البرلمان".

وتابعت: "لقد ضلّل مجلس النواب في قضية ذات أهمية قصوى للمجلس والجمهور، وفعل ذلك بشكل متكرّر".

"تقويض العمليات الديمقراطية"

ولكن بما أنّ جونسون لم يعد يشغل مقعدًا في مجلس العموم، فهو لم يعد يخاطر بالكثير. ويفيد التقرير الصادر عن اللجنة بأنّها كانت ستوصي بتعليق عضويته لمدة 90 يومًا في حال لم يستقِل من مقعده في البرلمان.

وتطلب الوثيقة، التي ستخضع للنقاش والتصويت البرلماني الإثنين، أن يُسحب من جونسون حق الدخول إلى مباني البرلمان، الممنوح عمومًا لرؤساء الوزراء السابقين. وإضافة إلى تضليل البرلمان، يعتبر التقرير أنّ رئيس الحكومة الأسبق "قوّض العمليات الديمقراطية" وظهر على أنّه "شريك في حملة ترهيب" ضد عمل لجنة الامتيازات.

وندّد التقرير كذلك بخطاب استقالة بوريس جونسون ووصفه بأنّه "هجوم على المؤسسات الديمقراطية البريطانية".

من جهتها، قالت جمعية ضحايا كوفيد-19: إنّ بوريس جونسون "يجب أن لا يُسمح له مرّة أخرى بالترشّح لأي منصب". وبعدما استمعت إليه اللجنة لمدة ثلاث ساعات في مارس/ آذار، أكد جونسون و"يده على قلبه" أنّه لم يكذب على البرلمان.

حروب داخل حزب المحافظين

وبعد عام من استقالته من داونينغ ستريت، حيث قضى ثلاث سنوات شابتها فضائح كثيرة، تحول مغادرته المدوية دون عودته إلى السلطة.

كما أعادت قضيته إحياء الحروب داخل حزب المحافظين الذين يتولون السلطة منذ 13 عامًا ويتقدّمهم حزب العمّال في استطلاعات الرأي.

ويحتفظ بوريس جونسون بحلفاء مؤثرين داخل الحزب، كما أنّه يملك تأثيرًا مهمًا على قاعدة "المحافظين"، الأمر الذي مكنه من تحقيق فوز تاريخي في الانتخابات التشريعية عام 2019 ثمّ التوصّل إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عندما بدا أنّ هذا الخروج قد وصل إلى طريق مسدود.

غير أنّ العداء بات أكثر علانية مع حكومة ريشي سوناك الذي كان وزير ماليّة في حكومة جونسون، ويُنظر إليه على أنه خائن إذ إنّ استقالته التي تبعتها استقالات وزراء آخرين، أدت إلى مغادرة جونسون الحكم في الصيف الماضي.

وعادت التوترات في الأيام الأخيرة بسبب الخلاف حول قائمة الأسماء التي يقترح جونسون منح أصحابها امتيازات، والتي خلت من بعض الشخصيات التي كان يتوقّع أن تضمّها.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close