استشهد الشاب الفلسطيني عدي التميمي برصاص حراس أمن إسرائيليين عند مدخل مستوطنة قرب مدينة القدس، عقب إطلاقه النار على أحدهما، وبعد 11 يومًا من عمليات تمشيط إسرائيلية واسعة بحثًا عنه.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، فتح التميمي النار على حاجز شعفاط العسكري، ما أسفر عن مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة آخر بجروح وصفت وقتها بالخطيرة، قبل أن يلوذ بالفرار.
وقد تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للتميمي التقطته كاميرات المراقبة خلال اشتباكه مع الحراس الإسرائيليين.
رغم الرصاصات التي أصابته ظل يقاتل حتى النفس الأخير.. إنه مشهد للتاريخ إنه موقف تهتز له الأبدان، هذا #عدي_التميمي لحظة اشتباكه مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في #القدس قبل قليل وهذه عمليته الثانية بعد #عملية_شعفاط التي نفذها قبل 10 أيام. pic.twitter.com/lJIKBIv73f
— رضوان الأخرس (@rdooan) October 19, 2022
وبعدما أصيب برصاصة، جلس منفذ عملية شعفاط على الأرض في المكان إلا أنه استمر بإطلاق النار بمسدسه خلال الاشتباك إلى أن استشهد برصاصة قاتلة.
إشادات ببسالة عدي التميمي
وقد أشاد رواد مواقع التواصل ببسالة عدي التميمي الذي لم يستسلم في أصعب الظروف.
وعلى مدى 11 يومًا، لم تتمكن أجهزة الأمن الإسرائيلية من اعتقال التميمي، رغم إطلاقها عمليات تمشيط واسعة داخل مخيم شعفاط وبلدة عناتا المجاورة، تطورت إلى مواجهات عنيفة مع الأهالي، واعتقال عدد من أقاربه.
مشهد مؤثر جداً خلال اشتباك البطل عدي التميمي مع الاحتلال حتى آخر قطرة من دمه قبل أن يرتقي إلى العلا شهيداً !! ما أعظمها من نهاية تليق بالبطل، رحمك الله يا تميم يا فخر فلسطين، بل يا فخر أمة الإسلام أجمعين !! pic.twitter.com/uapa26TshH
— جهاد حِلِّس (@jhelles) October 19, 2022
وفي المواقف، أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن اليوم الخميس سيكون يوم إضراب شامل "حدادًا على روح الشهيد عدي التميمي، وتنديدًا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي".
ودعت الحركة، في بيان مساء الأربعاء، إلى "تصعيد المواجهات على كافة نقاط التماس في محافظات الوطن، وفاء للشهداء، وتأكيدًا على نهج النضال والكفاح الوطني".
كما خرج عشرات الشباب الفلسطينيين، مساء الأربعاء، في مسيرات جابت شوارع مدن رام الله وجنين وبيت لحم ومخيم شعفاط، حيث نددوا باستشهاد التميمي وطالبوا بالرد.
"رسالة تحدي من قلب القدس"
بدورها، أكدت حركة حماس في بيان، أن "استبسال التميمي وإصراره على مقاومة الاحتلال، يثبت أركان ثورة شعبنا ضد الاحتلال المجرم، ويبعث برسالة التحدي له من قلب القدس، وينذره بأيام سوداء يُستهدف فيها جنودهم وحراس مستوطناتهم".
وأضافت: "إن القدس ورجالها ينتصرون لنداء المسجد الأقصى ويؤكدون قدسيته وأحقية شعبنا فيه مسجدًا خالصًا للمسلمين، ولا حق للاحتلال فيه إلى الأبد".
من جانبها، أشارت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أن عدي التميمي "قضى شهيدًا بعد أن أصاب الكيان الصهيوني بحالة من الهستيريا والرعب وأرهق أجهزة الأمن لعدة أيام متواصلة".
ورأت حركة "الجهاد الإسلامي" أن "استشهاد عدي التميمي لن يوقف انتفاضة الاشتباك المشتعلة على امتداد الضفة المحتلة".
وأضافت في بيان أن "جرائم الاحتلال بحق شعبنا في القدس والضفة لن تنجح في كسر عنفوان أهلنا، وإن نموذج الشهيد عدي في كسر المنظومة الأمنية وقهر هيبته سيكون ملهماً لكل مقاومينا وشعبنا".