Skip to main content

كشف "خبايا" حوار الرياض وطهران.. فؤاد حسين لـ"العربي": نحتاج لفك العقد

الثلاثاء 26 أبريل 2022

أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أنّ التدخل التركي في العراق يعود إلى عام 1991 في زمن النظام السابق، مشيرًا إلى أنّ الحوار مع الجانب التركي هو السبيل الوحيد لحل المشاكل العالقة.

وكشف حسين في مقابلة خاصة مع "العربي"، ضمن برنامج "حديث خاص"، أنّ الجانب الإيراني أبلغ العراق أنّ "لديه دلائل" على وجود مقر للموساد الإسرائيلي في الموقع الذي استهدفه في أربيل، لكنّ العراق لم يتوصّل إلى ذلك، ولم يحصل على أيّ أدلة تثبت ذلك.

وأعلن أنّ الجولة الخامسة من المباحثات السعودية الإيرانية في العراق كانت جيدة جدًا وحققت اتفاقًا على عدد من النقاط الهامة، جازمًا في سياق متصل، أنّ الجولة المقبلة من المباحثات السعودية الإيرانية ستكون على مستوى رفيع.

وأكد وزير الخارجية العراقي أنّ السياسة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تمثّلت في الضغط على إيران، وهو ما أدّى كذلك إلى ضغط على إيران، معربًا عن اعتقاده بأنّ الأمور اختلفت اليوم.

وفي الملف الداخلي، وصف حسين الانسداد السياسي في البلاد بـ"الخطير"، مؤكدًا الحاجة إلى حوار داخلي شيعي شيعي وكردي كردي لفكّ العقد، على حدّ تعبيره.

وشدّد على أنه لا يوجد استعداد لدى أي دولة للعمل على حل العقد السياسية في العراق، كما أعرب عن اعتقاده بأنّه لا يمكن التوصل إلى حلول في إقليم كردستان إلا عبر الحوار بين القوى الكردية.

"ليس لدينا سوى الحوار" مع تركيا

وانطلق وزير الخارجية العراقي في حديثه لـ"العربي" من العمليات العسكرية التركية على الحدود العراقية، مشيرًا إلى أنّ الموقف واضح، وأنّ الجيش العراقي لم يدخل تركيا، ولا يمكن أن يفعل ذلك.

وأكد أنّ هناك تواصلًا مع الحكومة التركية حول هذه المسألة التي وصفها بـ"المعقّدة"، كاشفًا أنّ العراق قدّم احتجاجًا على التدخل التركي. وأشار إلى أنّ التدخل التركي في العراق قديم، وهو يعود في الواقع إلى عام 1991 في زمن النظام السابق.

ولفت إلى أنّ الجانب التركي يقول إنّ لديه "مبرّراته" للتدخل، ربطًا بوجود حزب العمال الكردستاني، الذي أشار إلى أنّه أيضًا مسألة غير شرعية وغير قانونية، معتبرًا أن وجود هذا الحزب في العراق يخلق مشكلة دستورية لبغداد.

وحول كيفية حل هذه المشكلة، شدّد وزير الخارجية العراقي على أنّه "ليس لدينا سوى الحوار"، موضحًا أنّ الحوار مع الجانب التركي هو السبيل الوحيد لحل المشاكل العالقة.

وزير الخارجية العراقي خلال مقابلته مع مراسل "العربي" في بغداد

إيران لم تقدّم "الدليل" على وجود مقر للموساد

وحذر وزير الخارجية العراقي من أنّ خلاف ذلك سيؤدي إلى "تعقيدات" في العلاقة بين تركيا والعراق، متحدّثًا عن ضغط من البرلمان والأحزاب والرأي العام العراقي تجاه التدخل العراقي، وكذلك القصف الإيراني الأخير.

وبالنسبة لهذا القصف، أشار حسين إلى أنّ "الجانب الإيراني أبلغنا أن لديه دلائل على وجود مقر للموساد الإسرائيلي" في الموقع الذي تمّ استهدافه في أربيل. لكنه لفت إلى أنّ اللجنة التي تمّ تشكيلها توصّلت إلى أنه لا يوجد أي مقر لأي جهة في الموقع المذكور، "فذهبنا بهذه المعلومات إلى طهران، لكن الجانب الإيراني أصرّ على موقفه، من دون تقديم أي دليل".

وإذ شدّد حسين على أنّ إيران لم تقدّم دليلًا على وجود مقر للموساد في الموقع المستهدف بأربيل، لفت إلى أنّ المقاربة الإيرانية خاطئة برأيه، لأنه "إذا كان هناك خرق أمني في دولة معينة أو مجتمع معين، فهذا لا يعني أن سياسة الدولة المعنية هي ضد إيران".

وجزم أنّ سياسة الدولة العراقية ليست ضدّ إيران على الإطلاق، مضيفًا: "لدينا مشتركات مع إيران، ولا يمكن التعامل مع الوضع العراقي بلغة الصواريخ".

ولفت وزير الخارجية العراقي إلى أنّ الموقف الأميركي من القصف الإيراني كان واضحًا، لجهة نفي أن يكون قد حصل أيّ استهدف لمصالح واشنطن في بغداد، وهو ما نفته طهران كذلك.

وتحدّث حسين عن "تفاهمات جيدة" بين الجانبين في إشارة إلى مفاوضات الاتفاق النووي، موضحًا أنّ هناك مسألة واحدة فقط لا تزال عالقة بين الجانبين، وتتعلق بالحرس الثوري الإيراني، ومطالبة طهران بإخراجه من "قائمة الإرهاب" الأميركية.

تبادل بعثات دبلوماسية بين السعودية وإيران

وتطرق وزير الخارجية العراقي إلى الجولة الخامسة من المحادثات السعودية الإيرانية التي استضافها العراق مؤخرًا، واصفًا إياها بأنها كانت جيدة جدًا.

ولفت حسين إلى أنّ هذه الجولة حققت اتفاقًا على عدد من النقاط المهمّة، وقال: "نحن كوزارة خارجية أعلنّا أنّ المباحثات انتهت وكانت جيدة جدًا"، مضيفًا: "المباحثات كانت على مستوى الأشخاص الأمنيين، وقد توصّلنا إلى مجموعة نقاط مشتركة جيدة جدًا".

وكشف أنّ القرار اتُخِذ أن يكون الاجتماع المقبل بين أطراف دبلوماسية أو بمستوى وزير الخارجية أو وكيل وزير الخارجية ودبلوماسيين، مشدّدًا على وجوب الخروج من "السر إلى العلن" في الجولة المقبلة من المباحثات.

وأكد أنّ الجولة المقبلة من المباحثات السعودية الإيرانية ستكون على مستوى رفيع، متحدّثًا عن اتجاه نحو تبادل البعثات الدبلوماسية بين الجانبين في المستقبل.

هل ينضمّ العراق إلى مجلس التعاون الخليجي؟

وجزم وزير الخارجية العراقي أنّ العلاقات بين بغداد ودول الخليج أصبحت "قوية جدًا"، لافتًا إلى أنّ العراق يعتبر أنّ أمنه مرتبط بأمن المنطقة، ولذلك بنى سياسة خارجية تقوم على التعاون مع دول المنطقة، ولا سيما دول الجوار.

وأشار إلى أنّ علاقات بغداد كانت جيدة مع كل الأطراف في دول الخليج، حتى في المرحلة التي عصفت فيها الخلافات بين بعض هذه الدول. ولفت إلى أنه حضر اجتماع مجلس التعاون الخليجي الأخير، مشدّدًا على أنّ الاستثمارات الخليجية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا جدًا في العراق.

لكنّه أكد في سياق آخر، أنّ مسألة انضمام العراق على مجلس التعاون الخليجي لم تُطرَح، وقال: "نحتاج أن نتعامل مع كل الدول في الإقليم من أجل إيجاد الحلول".

"الضغط" على إيران ينعكس على العراق

من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية العراقي أنّ السياسة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تمثّلت في الضغط على إيران.

وأشار إلى أنّ هذا الضغط على إيران أدّى إلى ضغط على العراق وإلى مشاكل في السياسة العراقية، معتبرًا أنّ السياسة الأميركية في عهد الرئيس الحالي جو بايدن باتت مختلفة.

وفيما لفت إلى أنّ انسحاب ترمب من الاتفاق النووي مع إيران خلق مشكلة إقليمية في المنطقة، تمنى أن تتوصل الإدارة الحالية إلى اتفاق مع إيران، معتبرًا أنّ العلاقات في هذه الحالة ستتحسن، وتتسم بهدوء أكبر.

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مشاركته في برنامج "حديث خاص"

"القوي سيبلع الضعيف"

ولفت حسين إلى أنّ العراق على تواصل مع الجانبين الروسي والأميركي، مؤكدًا رفض بغداد "تسييس" المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

ولم ينكر وجود ضغوط في هذا الإطار، لكنه أضاف: "نتعامل مع كل هذه الضغوطات على وقع المصلحة العراقية ومصلحة المنطقة".

وأكد أنّ العراق مبدئيًا ضدّ الحروب، وقد عاني الشعب العراقي الأمرّين من الحروب، وهو لا يزال يدفع ثمن "الحروب العبثية"، ولذلك فإنّ مسألة استخدام العنف مرفوض من جانب بغداد.

واعتبر أنّ "عسكرة" السياسة الخارجية والعلاقات الدولية مسألة خطيرة، لأنّها تعني أن "القوي سيبلع الضعيف"، على حدّ وصفه.

وحذر من إمكانية أن تلجأ روسيا تحت وطأة الضغوط إلى استخدام السلاح النووي، لكنّه لفت إلى أنّ المؤشرات الأخيرة لا توحي بذلك، موضحًا أنّ "هناك حديثًا في روسيا بشأن إمكانية وقف إطلاق النار في أوكرانيا يوم 9 مايو/ أيار".

هل من "رؤية عراقية" تفكّ العقد؟

وفي الملف العراقي الداخلي، كشف حسين أن الانسداد السياسي في البلاد "خطير"، منبّهًا إلى أنّه "إذا استمر هذا الانسداد السياسي، فإن الحكومة الحالية باقية".

وفيما قال إنّه "لا توجد أيّ مفاوضات جدية" بين الأطراف العراقية، أكد الحاجة إلى حوار داخلي شيعي شيعي وكردي كردي لفكّ العقد، على حدّ تعبيره.

وأوضح حسين أنّ الانسداد هو انسداد الأحزاب السياسية. وأضاف: "هناك مشاورات وهناك حديث بين الأطراف ولكن لم يصل إلى مرحلة المفاوضات. نحن نحتاج الى مفاوضات جدية بين الأطراف الشيعية الشيعية، وبين الطرفين الكرديين أيضًا".

ولفت إلى أنّ الانسداد موجود في الإقليم وكذلك في بغداد، "وهذا خطير على الجميع"، داعيًا السياسيين إلى محاولة "فك هذه العقدة والبدء بالمفاوضات".

وشدّد على أنه لا يوجد استعداد لدى أي دولة للعمل على حل العقد السياسية في العراق، مضيفًا: "نحن نحتاج إلى فكّ العقد برؤية عراقية هي الآن غير متوافرة، لكن يمكن أن تتوافر". وحذر من أنّ الموضوع سيطول إذا لم يتمّ فك هذه العقد.

ورفض حسين الحديث عن المرشحين لرئاسة الجمهورية، وأعرب عن اعتقاده بأنه لا يمكن التوصل إلى حلول في إقليم كردستان إلا عبر الحوار بين القوى الكردية.

المصادر:
العربي
شارك القصة