الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

لا مبالاة وتقصير.. لماذا تباينت ردود الفعل الدولية مع كارثة سوريا؟

لا مبالاة وتقصير.. لماذا تباينت ردود الفعل الدولية مع كارثة سوريا؟

Changed

ناقشت "الأخيرة" أسباب تباين ردود الفعل الدولية على الاستجابة للكارثة جراء الزلزال في سوريا (الصورة: غيتي)
تتصاعد المناشدات بالمساعدة وتقديم الدعم لجهود الإغاثة في الشمال السوري، حيث يواجه عمال الإنقاذ نقصًا في الإمكانات والمعدات الثقيلة ناهيك عن برودة الطقس.

ارتفع عدد ضحايا الزلزال في سوريا إلى 3042، كما بلغ عدد المصابين 5635 شخصًا، في وقت تتصاعد فيه المناشدات بالمساعدة وتقديم الدعم لجهود الإغاثة، خصوصًا في الشمال السوري.

يأتي ذلك، في وقت حذّرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في الشمال السوري بعد كارثة الزلزال.

وقالت فرق الدفاع المدني في شمال سوريا، المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، إن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، في ظل صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة ونقص الإمكانات والمعدات الثقيلة وبرودة الطقس.

لا مبالاة المجتمع الدولي

ويوضح مدير وحدة دراسة السياسات في المركز العربي للأبحاث مروان قبلان، أن زلزال تركيا وسوريا هو مرحلة متأخرة من زلزال ضرب سوريا قبل 12 عامًا، في إشارة إلى الحرب السورية.

ويلفت قبلان، في حديث إلى "العربي"، من لوسيل، إلى أن رد فعل المجتمع الدولي لم يختلف تجاه السوريين منذ ذلك الوقت، مشيرًا إلى بطء تعامل المجتمع الدولي مع المأساة السورية وحالة اللامبالاة التي اعتاد عليها السوريون من قبل دول العالم.

ويضيف أن التقديرات تشير إلى أن الحرب أدت إلى مقتل أكثر من مليون سوري، و15 مليون بين نازح ومهاجر، و90% تحت خط الفقر، و3 ملايين سوري معرّضين لخطر الجوع، غير أن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع السوريين بحالة اللامبالاة ذاتها.

ويرى أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية منذ لحظة وقوع الزلزال، كان أداء الأمم المتحدة بطيئًا وضعيفًا جدًا، فيما تجاهل الرئيس الأميركي الحديث خلال خطاب الاتحاد عن الزلزال، مؤكدًا أن الموضوع إنساني لا نملك فيه ترف الوقت. 

ويشير إلى تخصيص مليارات الدولارات للحرب الروسية على أوكرانيا والتجاوب السريع مع مطالبات كييف بالمساعدة، بينما يتهاونون مع إنقاذ الضحايا الموجودين تحت أنقاض المباني المنهارة في سوريا.

ويخلص إلى أن المجتمع الدولي يفضّل تمويل آلة الحرب والقتل بدلًا من إنقاذ البشر، كما أن العالم ينظر إلى سوريا على أنها دولة غريبة عنه على المستوى الجغرافي والثقافي والحضاري، ويتمّ التعامل معها على هذا الإساس.

تقصير الأمم المتحدة

بدوره، يصف رائد الصالح، مدير الدفاع المدني في الشمال السوري المعروف باسم "الخوذ البيضاء"، ما يجري في الشمال السوري بـ"الكارثي"، حيث يشعر عمال الإنقاذ في بعض اللحظات بالعجز. 

ويقول الصالح، في حديث إلى "العربي"، من إدلب، إن ما يدعو عمال الإنقاذ إلى الصمود هو تكاتف الشعب السوري داخليًا وخارجيًا معهم.

أما بالنسبة إلى الدول الغربية، يشير إلى أن حكومات عدة دول على غرار قطر وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وأميركا تواصلت بشكل رسمي مع فرق الدفاع المدني، إضافة إلى مؤسسات من مختلف دول العالم لتقديم المساعدة، باستثناء الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ويلوم الصالح الأمم المتحدة على تقصيرها، مشيرًا إلى أن المساعدات التي تتحدث عنها المنظمة الأممية هي مجرد كلام.

ويوضح أن الفرق التقنية التابعة للدفاع المدني تعمل على إنهاء الأمور اللوجستية التي تسرّع عملية وصول هذه المساعدات، لكن هناك حاجة لمساعدات لإيواء المشرّدين أيضًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close