الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"لا معين لنا سوى الله".. رمضان الشمال السوري يحلّ ثقيلًا بعد الزلزال

"لا معين لنا سوى الله".. رمضان الشمال السوري يحلّ ثقيلًا بعد الزلزال

Changed

نافذة إخبارية تسلط الضوء على كلفة إعادة الإعمار في سوريا بعد زلزال تركيا (الصورة: غيتي)
حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنه ما لم يحصل على تمويل إضافي، سيضطر إلى قطع المساعدات عن 3.8 ملايين شخص بحلول يوليو المقبل.

يحلّ شهر رمضان المبارك هذا العام ثقيلًا على عدد من السوريين الذين شرّدهم الزلزال المدمّر الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا في السادس من فبراير/ شباط الماضي.

بغصّة، تروي أم عصمت، كيف ألحق الزلزال أضرارًا جسيمة بمنزلها، وجعلها بين ليلة وضحاها تقيم مع عائلتها في خيمة في شمال سوريا.

 بعد أن أنهت التسوّق مع ابنتها من دكان مجاور في بلدة الشيخ حديد في منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، ترتّب أم عصمت داخل الخيمة التي باتت منزلها، ما اشترته من أكياس أرز وبرغل وزيت وتمور وحلاوة. وتُحضر من منزلها المجاور أوانٍ منزلية نجت من تداعيات الزلزال.

داخل خيمتها الخالية إلا من الفرش والمدفأة، قالت بحرقة: "يختلف شهر رمضان هذا العام عن رمضان السابق والعام الذي قبله. رمضان هذا العام صعب علينا لأن معنوياتنا كُسرت وبتنا نعيش في خيمة".

وألحق الزلزال أضرارًا جسيمة بمنزلها الذي انهارت بعض جدرانه وتصدّع بعضها الآخر. ولم تجد خيارًا إلا نصب خيمة أمام المنزل المحاط بأشجار زيتون.

والأسبوع الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن شهر رمضان يحلّ هذا العام في وقت بلغت الاحتياجات الغذائية في سوريا أعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع قبل 12 عامًا. ويعاني 12.9 مليون شخص حاليًا انعدام الأمن الغذائي.

شهر رمضان في إدلب
سيُمضي النازحون من إدلب شهر رمضان في الخيم بعد الصعوبات الاقتصادية بسبب الزلزال- غيتي

كما حذّر من أنه ما لم يحصل على تمويل إضافي، سيضطر إلى قطع المساعدات عن 3.8 ملايين شخص من إجمالي ثمانية ملايين بحلول يوليو/ تموز.

بدوره، توقّع البنك الدولي انكماش الاقتصاد السوري بواقع 5.5% هذه السنة بفعل الزلزال، بينما قدّرت مؤسسات مالية حجم كلفة إنعاش الاقتصاد وإعادة الإعمار بنحو 8 مليارات دولار.

"لسنا بخير"

بعد حصول الزلزال مباشرة، أقيم مخيم على عجل في ريف جنديرس، إحدى المناطق الأكثر تضررًا بالزلزال في شمال سوريا. هناك، يبيع هلال محمّد السفرجلي ألواح الشوكولا والبسكويت والسكاكر على طاولة وضعها بين الخيم، من أجل تأمين قوته اليومي بعدما خسر منزله بسبب الكارثة.

وقال الرجل النازح أساسًا من دمشق: "لا أعلم كيف أقول كل عام وأنتم بخير، ونحن والله لسنا بخير بعد الزلزال"، مضيفًا: "نحن مُشرّدون ولا نشعر باستقرار. لسنا بخير على الإطلاق ولسنا مرتاحين في الخيم. لا معين لنا سوى الله".

وفي المخيم ذاته، تتحسّر أم جمعة على شهر رمضان الذي يحلّ عليها، وقد خسرت زوجها الذي قُتل في الزلزال.

وقالت: "يحلّ علينا شهر رمضان من دون زوجي، سيأتي صعبًا للغاية. لقد فقدناه وهو كان ربّ البيت".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close