الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

مؤتمر دول جوار العراق.. لقاءات بروتوكولية أم بوابة لعلاقات جديدة؟

مؤتمر دول جوار العراق.. لقاءات بروتوكولية أم بوابة لعلاقات جديدة؟

Changed

يسعى العراق إلى لعب دور إقليمي في إيجاد وفاق أكثر بين دول المنطقة، الأمر الذي يتقاطع مع اهتمام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بفتح صفحة جديدة مع دول الجوار.

رحّب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالمبادرة العراقية لاستضافة قمة دول الجوار أواخر الشهر الحالي، مؤكدًا أن الحوار بين دول المنطقة سيُعزّز استقرارها، بينما يؤدي التدخّل الأجنبي إلى زعزعة أمنها.

وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين سلّم الرئيس الإيراني دعوة للمشاركة في مؤتمر دول جوار العراق الذي ستحتضنه بغداد بعد أيام.

وتحكم الجغرافيا السياسية العلاقة بين طهران وبغداد، إذ تبحث بغداد عن انعكاسات نجاح الوساطة بين الرياض وطهران في الإقليم. وقبل أشهر، احتضنت بغداد انطلاق مباحثات سريّة إيرانية-سعودية، في سعي عراقي لخطوة أخرى نحو الأمام.

واعتبر الكاتب الصحافي الإيراني محمد قادري، في حديث إلى "العربي"، أنه "من خلال دعوة إيران لحضور القمة، يسعى العراق لتأكيد دوره في ترطيب أجواء المنطقة، وتعزيز مكانة العراق في الأيام الأخيرة لحكومة مصطفى الكاظمي".

وتتجاوز العلاقات العراقية-الإيرانية الحكومات، وبعمق العلاقات تتوسّع الملفات. وتستمرّ إيران بالتذكير بضرورة تنفيذ دقيق لقرار البرلمان العراقي بخروج القوات الأميركية، ولا تكف عن إدانة سياسات واشنطن في المنطقة، مع الترحيب بدور العراق الإقليمي.

 وقال الأستاذ في جامعة طهران حسين رويوران، في حديث إلى "العربي": إن العراق "يُريد أن يؤدي دورًا إقليميًا في إيجاد وفاق أكثر بين دول المنطقة"، مشيرًا إلى تأييد إيراني لهذا الدور من منطلق أنه "يخدم مصالح الجميع".

وتزامنت زيارة وزير الخارجية العراقي إلى إيران مع خفض طهران صادرات الغاز إلى العراق، ووقف صادرات الكهرباء كليًا.

ويتقاطع سعي العراق إلى ترطيب الأجواء إقليميًا مع اهتمام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بفتح صفحة جديدة مع دول الجوار.

العراق "ساحة لتصفية الحسابات"

وقال إياد عنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة: إنه بالنظر إلى القمة في العموم، فإنها تُعتبر "بوابة لعلاقات جديدة مع دول الجوار"، لكنّ الحقيقة هي أن العراق "ما زال ساحة لتصفية الحسابات والصراعات ونقل الرسائل بين الأطراف الإقليمية والدولية المتخاصمة، أكثر من كونه ساحة للالتقاء".

وأكد عنبر، في حديث إلى "العربي"، من بغداد، أن الإشكاليات الحقيقية تكمن في الإجابة عن أسئلة على غرار: "هل العراق يطلب بصورة مباشرة إبعاد العراق عن كونه ساحة لتصفية الحسابات، أم يكتفي بلقاءات بروتوكولية وشكلية لا أكثر؟ ماذا عن مستوى الحضور؟ إذا حضر الرئيس الإيراني القمة، هل سيحضر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز؟".

واعتبر أن الكاظمي "يستعرض إعلاميًا" من خلال عقد القمة، "لأن النقطة الأساسية تكمن في التفكير الاستراتيجي لهذه الدول تجاه العراق. فإيران تعتبر العراق منطقة نفوذ ضمن رؤيتها للأمن الإقليمي والوطني الإيراني؛ بينما تنظر السعودية إلى تدخّل إيران في العراق على أنه تهديد للأمن الإقليمي. ومن هذا المنطلق، فإن نقاط التقاطع أبعد من أن يلعب العراق دور نقطة التقارب".

وقال: "لا يُمكن التعويل على هذه القمّة، إذا لم يكن العراق قويًا في الداخل والخارج، وقادرًا على فرض إرادته على الأطراف المتخاصمة". وسأل: "ما الذي جناه العراق من علاقات التودّد واللقاءات الثنائية والرسمية مع دول الجوار؟".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة