السبت 11 مايو / مايو 2024

مبعوث الفاتيكان ينتقد ساسة لبنان: قلة تتربح من معاناة الكثرة

مبعوث الفاتيكان ينتقد ساسة لبنان: قلة تتربح من معاناة الكثرة

Changed

الكاتب السياسي توفيق شومان يتحدث لـ"العربي" عن أبعاد زيارة عدد من رؤساء الكنائس في لبنان إلى الفاتيكان في يوليو الماضي (الصورة: الرئاسة اللبنانية)
حذّر المطران غالاغير من التدخل الأجنبي في شؤون لبنان، وقال: "توقفوا عن استغلال لبنان والشرق الأوسط لمصالح ومكاسب خارجية".

انتقد أمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير الساسة اللبنانيين أثناء زيارته بيروت اليوم الثلاثاء، داعيًا في الوقت ذاته إلى وضع "نهاية لتربح القلة من معاناة الكثرة"، وسط أزمة مالية زادت بدرجة كبيرة معدلات الفقر في البلاد.

وجاءت تصريحات المطران غالاغير بعد أسبوع من انتقاد البنك الدولي للطبقة الحاكمة اللبنانية واتهامه لها "بتدبير" إحدى أسوأ حالات الكساد الاقتصادي الوطني في العالم بإحكام قبضتها الاستغلالية على الموارد.

"لا للمزيد من أنصاف الحقائق"

وقال المطران بعد لقائه مع الرئيس ميشال عون في القصر الرئاسي في بعبدا: "يتعين وضع نهاية لتربح القلة من معاناة الكثرة. لا للمزيد من أنصاف الحقائق التي تحبط طموحات الشعب".

ويعاني لبنان من أزمة مالية بدأت عام 2019 عندما انهار النظام المالي تحت وطأة ديون هائلة.

ويقر الساسة اللبنانيون بوجود فساد في البلاد، لكن لم يتحمل أحد المسؤولية الفردية، ويقولون إنهم يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ اقتصاد البلاد.

التحذير من التدخل الأجنبي

وحذّر المطران غالاغير كذلك من التدخل الأجنبي في شؤون لبنان، وقال: "توقفوا عن استغلال لبنان والشرق الأوسط لمصالح ومكاسب خارجية".

وقال المطران: "يجب إعطاء الشعب اللبناني الفرصة لرسم مستقبل أفضل على أرضه دون تدخل لا داعي له".

ولم يذكر حزب الله المدعوم من إيران، لكن تصريحاته تأتي في وقت يحاول فيه لبنان تحسين العلاقات مع دول الخليج عبر تقديم ردّه على الورقة الكويتية لتحسين علاقاتهما وإنهاء الأزمة في البلد.

وتقول دول خليجية إنّ حزب الله يساعد جماعة الحوثي في اليمن التي تقاتل التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والإمارات.

البابا يرغب في زيارة لبنان قريبًا

وأشار المطران غالاغير إلى أن "أي إضعاف للحضور المسيحي، من شأنه أن يدمر التوازن الداخلي وهوية لبنان، وأود أن انتهز الفرصة لأعبر عن تعاطفي مع ضحايا الانفجار المروع الذي ضرب مرفأ بيروت، وعسى أن يحظى جميع اللبنانيين وأهالي الضحايا بالتعزية وتحقيق العدالة".

وأضاف: "البابا فرنسيس سبق وقال: إن لبنان كان ولا يزال ويجب أن يبقى مشروع سلام، ورسالته هي أن يكون للتسامح والتعددية وواحة للأبدية حيث تلتقي كل الطوائف والأديان واضعة المصلحة العامة فوق مصالحها الخاصة".

وتابع أن البابا فرنسيس يرغب في زيارة لبنان قريبًا.

من جهته، قال الرئيس عون: نبذل جهودنا لكي يبقى لبنان وطن الرسالة للشرق كما للغرب، ونسعى للحفاظ عليه وفق هذه الرؤية على الرغم من الصعوبات.

وأضاف أن  الدور الذي يقوم به الكرسي الرسولي هو لمصلحة جميع اللبنانيين ونتطلع لمواصلته.

"قلق شديد" إزاء أزمة لبنان

وكان البابا فرنسيس عبّر خلال زيارته إلى قبرص في 2 ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن "قلق شديد" إزاء الأزمة التي يواجهها لبنان المجاور، وذلك في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم بطريركها بشارة الراعي من لبنان للمشاركة في استقباله.

كما التقى البابا فرنسيس رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتعهد بفعل كل ما في وسعه لمساعدة البلاد على "النهوض مجددًا".

وفي أغسطس/ آب الماضي، طالب البابا فرنسيس المجتمع الدولي بتقديم "مبادرات ملموسة" من أجل لبنان، بعد عام على الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت وأسفر عن 214 قتيلاً.

كما استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان في يوليو/ تموز الماضي، تسعة من رؤساء الكنائس في لبنان، ووجّه رسالة أمل إلى الشعب اللبناني، داعيًا اللبنانيين إلى "عدم القنوط".

وفي حديث سابق مع "العربي" اعتبر الكاتب السياسي توفيق شومان أن لقاء البابا برؤساء الكنائس في لبنان، لا يتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي في البلاد، بل يتعلق بشكل أساسي في الوجود المسيحي بصورة خاصة في لبنان وصورة عامة في الشرق الأوسط.

ويعاني لبنان منذ أكثر من عامين أزمة اقتصادية حادة صنفها البنك الدولي واحدة من أشد 3 أزمات شهدها العالم، حيث أدت إلى انهيار مالي ومعيشي، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close