تعاني الحيوانات في حدائق لبنان ومنها حديقة الحازمية من الهزال والجوع الشديد بسبب تكاليف الرعاية الباهظة بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان.
يجلس الأسد مستسلمًا خلف قضبان سجنه وقد نهش الجوع أحشاءه في حديقة الحازمية، حيث العديد من الأسود والحيوانات البريّة خائرة القوى في أقفاص مهملة مع كميّات شحيحة من الطعام وانعدام الطبابة.
جهود للحفاظ على حياة الحيوانات
دفع هذا الواقع بمنظمة حيوانات لبنان الخيرية لإكمال سعيها في الحفاظ على حياتها بعد نجاحها في نقل نحو 15 أسدًا ونمرًا إلى الخارج، علاوة على نحو 250 من الحيوانات البريّة والقطط والكلاب على مدى العامين الماضيين.
كما يتجه اثنان من الدببة إلى ولاية كولورادو الأميركية في الأسابيع القادمة وذلك لمنع تكرار ما حدث في حدائق الحيوان في مناطق الصراعات في الدول العربية.
يعبّر مدير منظمة "حيوانات لبنان" الخيرية عن أسفه لرؤية أسدين بالغين بنصف وزنهما الطبيعي. ويقول في حديث إلى "العربي": "هما أسدان في الناحية العلمية للحمض النووي فقط". ويضيف: "يحتاج الأسد البالغ إلى 50 كلغ من الطعام أسبوعيًا، فيما يبلغ سعر الكيلو الواحد من هذا الطعام في لبنان 100 ألف ليرة لبنانية، أي 5 ملايين ليرة شهريًا، ما يعني الحد الأدنى للأجور لعام كامل". ويتابع: "بالتأكيد لا يكفي ثمن تذاكر الدخول إلى الحديقة لإطعام الحيوانات".
الحيوانات أسرى الموت البطيء
وقد انتُزعت الحيوانات البريّة من موطنها الأصلي لتعيش المعاناة اليومية داخل أقفاص حدائق لبنان ولتكون ضحية لانهيار اقتصاد البلاد.
من جهتها تؤكد الناشطة في مجال الدفاع عن الحيوانات، غنى النحفاوي، معاناة الحيوانات في حدائق لبنان الخمس. وتقول في حديث إلى "العربي" من بيروت: "إن هذه الحيوانات هي أسرى الموت البطيء في هذه الحدائق وحتى قبل الأزمة"، حيث لا تستوفي هذه الحدائق الشروط العالمية. وتشير إلى أن الأزمة الاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان فاقمت من أوضاع هذه الحيوانات.
وتطالب النحفاوي بتعاون الجهات الرسمية المتخصصة مع أصحاب الحدائق لتقييم واقع هذه الحيوانات، والعمل على ترحيلها إلى الخارج بالتعاون مع الجمعيات المتخصصة.
كما تلفت الناشطة إلى أوضاع الحيوانات الأليفة التي يتخلّى أصحابها عنها بسبب تعذّر تأمين حاجاتها من طعام ورعاية صحيّة.