سجلت المملكة المتحدة اليوم الأربعاء للمرة الأولى أكثر من مئة ألف إصابة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، وسط تفشي المتحورة أوميكرون التي قد تدفع إلى فرض قيود جديدة بعد عيد الميلاد.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للوفيات في البلد الذي يعتبر من الأكثر تضررًا جراء الوباء، 147,573 وفاة منذ بدء الأزمة الصحية، مع تسجيل 140 من الوفيات خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأصيب أكثر من 11,6 مليون شخص بالوباء منذ ظهور الفيروس في بريطانيا في مطلع 2020، بينهم 106,122 أصيبوا الأربعاء.
تريث بفرض تدابير أكثر صرامة
وفي مواجهة هذه الطفرة الجديدة للوباء، حذّر رئيس الوزراء بوريس جونسون الإثنين من أنه "لن يتردد" في فرض تدابير أكثر صرامة من الإجراءات المطبقة حاليًا مثل وضع الكمامات في وسائل النقل العام وفي المحلات والتوصية بالعمل من بعد، غير أنه اختار التريث قبل القيام بمثل هذه الخطوة.
كما خفّضت الحكومة الأربعاء مدة الحجر الصحي للملقحين الذين يصابون بكوفيد-19 في إنكلترا من عشرة إلى سبعة أيام. وسيكون بإمكان من يخضعون لفحصي مستضدّات تكون نتائجهما سلبية في اليومين السادس والسابع من إصابتهم، إنهاء الحجر.
وأوضحت الحكومة أن ذلك سيسمح لعدد أكبر من الأشخاص بقضاء عيد الميلاد مع أفراد عائلاتهم بدون المجازفة بنقل الفيروس إليهم.
وبعد اسكتلندا الإثنين، أعلنت ويلز التي تقرر بنفسها سياستها الصحية على غرار كل من المقاطعات البريطانية، تشديد التدابير قبل عيد الميلاد، ومن ضمنها حصر عدد الاشخاص المسموح لهم بالتجمع في الحانات والمطاعم ودور السينما بستة. وأعلنت حكومة إيرلندا الشمالية تدابير مماثلة، فضلًا عن إغلاق المراقص.
تلقيح الأطفال المعرضين للخطر
ويتم بذل جهود في جميع أنحاء المملكة المتحدة لتسريع التلقيح مع توزيع حوالى مليون جرعة معززة يوميًا.
وأتاحت حملة التلقيح توزيع جرعات معززة على ثلاثين مليون شخص، ما يقارب 54% من مجموع السكان ما فوق الثانية عشرة، والهدف هو تلقيح كل من هم فوق الثامنة عشرة بالجرعة المعززة بحلول نهاية العام.
ووافقت الهيئة البريطانية الناظمة للأدوية الأربعاء على صيغة معدلة للقاح فايزر/بايونتيك للأطفال بين الخامسة والحادية عشرة، غير أن العلماء الذين يقدمون النصح للحكومة أوصوا في الوقت الحاضر بحصر التلقيح بالأطفال المعرضين للخطر.
وفيما اعتمدت المملكة المتحدة حتى الآن موقفًا شديد الحذر من تلقيح الأطفال، اعتبرت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية أن لقاح فايزر "آمن وفعال" للأطفال ما بين الخامسة والحادية عشرة، مشيرة إلى أن البيانات تظهر "نسبة إيجابية بين الفوائد والمخاطر".
وقالت المديرة العامة للوكالة جون راين في بيان "لم يتم كشف أي مخاوف جديدة على صعيد السلامة". وأوصت اللجنة المشتركة حول التلقيح والتحصين التي تنصح الحكومة، بإتاحة اللقاح للأطفال من هذه الفئة العمرية المعرضين للخطر أو الذين يعاني أحد أفراد عائلاتهم نقصًا حادًا في المناعة.
الاستعانة بالأدوية المضادة للفيروسات
ونصحت اللجنة بتلقيح هؤلاء الأطفال بجرعتين من 10 ميكروغرام، وهي ثلث الكمية المستخدمة لتلقيح البالغين، مع فارق زمني لثمانية أسابيع بين الجرعتين. وسيتم لاحقًا إصدار التوصيات لكل الأطفال من هذه الفئة من الأعمار.
ولفت البروفسور واي شين ليم الرئيس المشارك للجنة إلى أنه رغم أن معظم الأطفال من هذه الفئة يظهرون "خطرًا ضئيلًا جدًا أن يصابوا بشكل بالغ من المرض"، فإن الخطر أكبر على من يعانون "مشكلات صحية ثانوية".
من جهة أخرى، أوصت اللجنة بأن تشمل حملة الجرعات المعززة الأطفال الأكبر سنًا والبالغين الذين يستوفون الشروط.
كذلك، أعلن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد الأربعاء توقيع عقدين جديدين مع ميرك وفايزر لشراء 1,75 مليون و2,5 مليون قرص إضافي من عقاريهما المضادين للفيروسات مولنوبيرافير وريتونافير لمعالجة كوفيد.
وتخفض مضادات الفيروسات قدرة الفيروس على التكاثر، فتحد من تطور المرض. ويمكن تناول هذه الأدوية في المنزل، وهي تشكل سلاحًا جديدًا وأساسيًا في مكافحة كوفيد-19.