الأحد 5 مايو / مايو 2024

مخاوف من صدمة مقبلة.. مناقصات لـ"روسنفت" من دون مشترين

مخاوف من صدمة مقبلة.. مناقصات لـ"روسنفت" من دون مشترين

Changed

تقرير يرصد تداعيات القرار الروسي ببيع النفط مقابل الروبل مع الدول غير الصديقة (الصورة: غيتي)
بدأ التجار الأجانب في العزوف عن السوق الروسية قبل تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد صناعة النفط الروسية، المقرر أن تبدأ منتصف مايو/ أيار المقبل.

فشل عملاق صناعة النفط الروسية "روسنفت" في بيع كمية ضخمة من النفط، ما ينذر بـ"صدمة" كبيرة تصيب الاقتصاد الروسي "المنهك" الذي يواجه مشكلات بالفعل جراء العقوبات الغربية على روسيا لهجومها على أوكرانيا

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن متعاملين ووثيقة، أن "روسنفت"، التي تملك الحكومة الروسية حصة كبيرة فيها، وجدت صعوبات خلال الأيام الماضية في إيجاد مشترين للكميات الهائلة من النفط الروسي.  

عطاءات لكن دون مشترين

ووفقًا للتجار والوثيقة، قدمت الشركة عطاءات لبيع نحو 5.1 مليون طن من جبال الأورال- أو حوالي 38 مليون برميل، وهو ما يكفي لملء 19 ناقلة كبيرة. كما طالبت الشركة بالدفع بالروبل، وهو تطور غير معتاد، مشيرة إلى أن النفط سيتمّ تحميله على ناقلات بموانئ في بحر البلطيق والبحر الأسود في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران المقبلين. كما تم عرض كميات أصغر من خامات أخرى- بما في ذلك "سيبيريا لايت" و"إسبو" و"سوكول".

وأوضح أشخاص مطلعون على الصفقة أن مناقصة "روسنفت" كانت محاولة لتصدير النفط الخام الذي لم تعد الشركات التجارية مستعدة للتعامل معه.

وبدأ التجار الأجانب في العزوف عن السوق الروسية قبل تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد صناعة النفط الروسية، المقرر أن تبدأ منتصف مايو/ أيار المقبل.

واعتبرت الصحيفة أن الصعوبات التي تُواجهها الشركة تعطي "مؤشرًا مبكرًا على أن العقوبات الأوروبية المتوقعة بدأت في عرقلة قدرة روسيا على شحن النفط الخام من حقول النفط إلى المشترين الأجانب.

"صدمة أخرى"

وأضافت الصحيفة أنه إذا استمرّت مشكلات "روسنفت"، ستحدث "صدمة" أخرى للاقتصاد الروسي الذي أصبح معزولًا عن مصادر التمويل والتجارة الغربية.

وتقول الشركة إنها أكبر دافع ضرائب في روسيا، حيث تساهم بخمس إيرادات الميزانية. وإجمالًا، تشكل مبيعات النفط والغاز الروسية 45% من الميزانية الحكومية.

وقال آدي إمسيروفيتش، زميل معهد أكسفورد لدراسات الطاقة: "إذا لم يتمكنوا من البيع، سيتعين عليهم البدء بالإغلاق".

وتركّز "روسنفت" على التنقيب عن النفط والغاز وتكرير النفط الخام وتحويله إلى وقود صالح للاستخدام. ومنذ فترة طويلة، قامت الشركة بالاستعانة بمصادر خارجية لمعظم عمليات البيع الفعلية لعدد قليل من التجار، من بينها شركات "ترافيغورا غروب"، و"فيتول"  و"غلينكور"، التي بدورها تشحن النفط إلى المشترين في جميع أنحاء العالم.

ومع ذلك، ينسحب التجار من السوق الروسية قبل دخول عقوبات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ. وقال أشخاص مطلعون على القرار: "فيتول"، أكبر متداول نفط مستقل في العالم، والموجودة في موسكو منذ ثلاثة عقود، تتوقّع وقف تداول النفط الروسي بحلول نهاية العام.

وعلى عكس الولايات المتحدة، ليس لدى روسيا مساحة كبيرة لتخزين النفط، مما يدفع المنتجين إلى تقليص الإنتاج. وبمجرد إغلاق الآبار، قد يكون من الصعب إعادتها إلى طاقتها السابقة.

وبالإضافة إلى مشكلات البيع، قال محللون: إن "روسنفت" ومنتجين صغار من القطاع الخاص سيواجهون مشكلات طويلة الأمد ناجمة عن العقوبات المفروضة على مبيعات التكنولوجيا لروسيا.

وانخفض إنتاج النفط الروسي منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، ويصعب معرفة الخسائر بما أن موسكو تفرض حظرًا على نشر بيانات عدد من القطاعات.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close