الإثنين 13 مايو / مايو 2024

معركة "مختلفة" في ماريوبول.. زيلينسكي: روسيا ترغب بتدمير دونباس

معركة "مختلفة" في ماريوبول.. زيلينسكي: روسيا ترغب بتدمير دونباس

Changed

يشير الخبير العسكري والإستراتيجي محمد الثلجي عبر "العربي" إلى أن المعركة في ماريوبول مختلفة عمّا جرى في بقية أنحاء أوكرانيا (الصورة: غيتي)
يتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا، التي قال رئيسها إنه دعا ماكرون إلى زيارة البلاد كي يرى بأم العين أن القوات الروسية ترتكب "إبادة جماعية".

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد، روسيا بالرغبة في "تدمير" منطقة دونباس شرقي البلاد بكاملها، واعدًا ببذل كل ما في وسعه للدفاع عنها بدءًا بمدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية.

وقال زيلينسكي في رسالة بالفيديو: "الجنود الروس يستعدون لشن هجوم في شرق بلادنا في مستقبل قريب. إنهم يريدون حرفيًا القضاء على دونباس وتدميرها". 

وأضاف: "مثلما يدمر الجنود الروس ماريوبول، فإنهم يريدون تدمير مدن أخرى ومجتمعات أخرى في منطقتي دونيتسك ولوغانسك".

وتوجّه إلى مواطنيه بالقول: "لا تتعاونوا مع المحتلين. يجب أن تصمدوا أمامهم"، مرددًا على مسامع الغربيين أن "الحاجة إلى فرض حظر على شحنات النفط من روسيا تفرض نفسها كل يوم".

"كي يرى بأم العين"

وفي مقابلة مع محطة "سي إن إن" الأميركية، قال زيلينسكي إنه دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيارة أوكرانيا كي يرى بأم العين أن القوات الروسية ترتكب "إبادة جماعية"، وهو تعبير رفض نظيره الفرنسي استخدامه حتى الآن.

وأضاف: "تحدثت إلى إيمانويل. أعتقد أنه يريد ضمان دخول روسيا في حوار"، وذلك من أجل توضيح رفض الرئيس الفرنسي التنديد بحصول "إبادة جماعية" في أوكرانيا بخلاف الرئيس الأميركي جو بايدن.

واعتبر الرئيس الأوكراني الأربعاء الماضي هذا الرفض "مؤلمًا جدًا". 

وتابع زيلينسكي لشبكة "سي. أن. أن": "قلت له إنني أريده أن يفهم أن هذه ليست حربًا، أن هذه ليست سوى إبادة جماعية. دعوته إلى المجيء عندما تتاح له الفرصة. سيأتي وسيرى، وأنا متأكد من أنه سيفهم".

وبرّر ماكرون الخميس الفائت قراره عدم استخدام مصطلح "إبادة جماعية" بالقول إن "التصعيد الكلامي" لن "يساعد أوكرانيا" وقد يدفع الغربيين إلى التدخل. 

ولفت إلى أن "كلمة إبادة جماعية لها معنى"، و"يجب أن تصدر عن خبراء في القانون وليس عن سياسيين"، مشيرًا إلى أن "الدول التي تعتبر أنها إبادة جماعية يجب أن تتدخل بموجب الاتفاقات الدولية".

إلى ذلك، أفاد زيلينسكي بأنه يرغب في أن يزور بلاده الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أكد الأسبوع الماضي أن القوات الروسية ترتكب "إبادة جماعية".

وقال: "أعتقد أنه سيأتي لكن القرار متروك له، وذلك يعتمد بالطبع على الوضع الأمني".

من جهته، علّق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مقابلة مع "سي. بي. إس" بُثت الأحد بالقول: "سنكون سعداء برؤيته في بلدنا، وستكون رسالة دعم مهمة لنا". 

واعتبر أن "لقاء شخصيًا بين الرئيسَين" بايدن وزيلينسكي "يمكن أن يمهد الطريق أيضًا لنقل أسلحة أميركية جديدة إلى أوكرانيا، ولمناقشات حول تسوية سياسية محتملة لهذا الصراع".

وتفكر الحكومة الأميركية في إرسال مبعوث إلى كييف، لكن البيت الأبيض استبعد قيام الرئيس في الوقت الحالي برحلة دونها مخاطر عالية.

تطورات الميدان

وشهد الميدان في أوكرانيا أمس الأحد عدة تطورات. فقد قُتل خمسة أشخاص على الأقل وأُصيب 20 آخرون في ضربات جوية في خاركيف شمال شرقي البلاد، تسبّبت في اندلاع حرائق، على ما أفاد مسعفون وكالة "فرانس برس".

وأشارت الوكالة إلى سماع دوي قصف وانتشار خمسة حرائق في مناطق سكنية بوسط المدينة.

بدورها، أعلنت القوات الروسية أنها قصفت مصنعًا آخر للأسلحة قرب كييف الأحد لليوم الثالث تواليًا، بعدما هدّدت بتكثيف الضربات ضد العاصمة الأوكرانية ردًا على تدمير سفينة قيادة أسطولها في البحر الأسود.

ويقول الأوكرانيون إنهم تسبّبوا في غرقها عبر قصفها بصواريخ نبتون المضادة للسفن. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" أن السفينة الروسية أُصيبت بصاروخين أوكرانيين الخميس. 

لكن السلطات الروسية لم تقرّ بهذه الرواية، مشددة على أن حريقًا تسبب في انفجار ذخيرة على متن السفينة التي غرقت بعد ساعات أثناء قطرها.

في الشرق، أفادت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد بأن "صواريخ عالية الدقة دمّرت مخازن وقود وذخيرة" في بارفينكوف وفي دوبروبيليا غير البعيدة عن دونيتسك. 

وأعلن الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغيه غايداي الأحد، أن "قصف المنطقة مستمر". وقال إن بلدة "زولوت أُصيبت بشدة اليوم. استهدفوا عمدًا مبنى من خمس طبقات.. قُتل شخصان وأصيب خمسة".

"هدف إستراتيجي كبير"

تعليقًا على التطورات، يشير الخبير العسكري والإستراتيجي محمد الثلجي إلى أن المعركة في ماريوبول مختلفة عمّا جرى في بقية أنحاء أوكرانيا.

ويقول في حديث إلى "العربي" من عمّان: إن هذه المدينة بناها الروس في الأصل، ومصنعا إيليتش وآزوف ستال اللذان يتحصّن فيهما المقاتلون الأجانب وكتيبة آزوف ومن يرافقهم من الجيش الأوكراني بنتهما روسيا وتعرف تفاصيلهما تمامًا، فهما محصنان جدًا.

ويلفت إلى ما يُحكى عن أن مصنع آزوف ستال من حيث أنه عبارة عن مدينة مصغرة داخل ماريوبول، وأن فيه سبع طبقات تحت الأرض يتحصّن فيها هؤلاء المقاتلون.

ويعتبر أن استعصاء هذه المدينة على القوات الروسية يأتي من التوقع والتحضير المسبق لما سيجري، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية توقعت ووجدت أنها هدف إستراتيجي كبير جدًا كانت تقصده القوات الروسية منذ بدء العمليات.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close