أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، عن "أسفه" لنهاية المباحثات أمس الأحد من دون التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة بين جماعة الحوثي من جهة والحكومة اليمنية وقوات التحالف من جهة أخرى.
وقال غروندبرغ إنه تقدم بمقترح للأطراف المعنية في الأول من الشهر الجاري لتمديد الهدنة لمدة ستة أشهر بعد أن جرى تمديدها مرتين، مع إضافة عناصر جديدة حيث تضمّن المقترح دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية وفتح طرق محددة في تعز ومناطق أخرى، وإطلاق عملية سياسية شاملة بعد تثبيت وقف إطلاق النار.
كما ثمّن المبعوث الأممي تعاطي الحكومة الإيجابي مع المقترح، داعيًا جميع الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء.
وفي أثناء استقباله غروندبرغ، ندد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، بموقف الحوثيين من المفاوضات الجارية للوصول إلى اتفاق لتمديد الهدنة، مؤكدًا التزام المجلس والحكومة بمساعي السلام والهدنة، مشددًا على أهمية زيادة الضغوط الدولية على جماعة الحوثي للتعاطي الجاد مع المبادرة و"تغليب مصالح اليمنيين على مصلحة إيران"، على حد قوله.
من جانبها، اتهمت جماعة الحوثي الأمم المتحدة بالتلكؤ وعدم طرحها مقترحًا حول الهدنة يرقى لمطالب الشعب اليمني ولا يؤسس لعملية سلام، مشيرة في بيان إلى أنها تدرس كل الخيارات للتعامل مع المرحلة الحالية.
وقالت إنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما استمر الحصار، محذرة الشركات النفط العاملة في دول التحالف وشركات تشغيل الموانئ والمطارات، من مواصلة أعمالها في حال عدم تمديد التهدئة.
"شرعنة الانقلاب"
بدوره، رأى عضو مجلس النواب اليمني نجيب غانم أن جماعة الحوثي تريد "شرعنة انقلابها" ومكاسبها التي حققتها على الأرض بقوة السلاح، معتبرًا أنها لم تلتزم بأي اتفاقات سابقة من بينها الهدنة وإنهاء الحصار عن تعز، كما وضعت أيديها على موارد الدولة وزرعت أيضًا نحو مليوني لغم في اليمن.
وأشار غانم في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أن الحكومة قامت بواجباتها تجاه الشعب اليمني منها فتح مطار صنعاء والسماح بدخول المشتقات النفطية التي تأتي بها إيران عبر ميناء الحديدة يستخدمها الحوثيون في حربهم، متهمًا الجماعة في الوقت نفسه بإيقاف صرف رواتب الموظفين.
المعركة مستمرة
وقال مستشار وزارة الإعلام بحكومة صنعاء توفيق الحميري: إن المعركة لن تنتهي إلا بتحرير كامل الأراضي اليمينة "من المحتل السعودي والإمارات والقوات الأميركية وبعض الوجود الصهيوني" بحسب تصريحاته.
وأضاف الحميري في حديث إلى "العربي" من صنعاء: "نحن تواقون للسلام ولكننا تواقون للحرية والاستقلال بشكل أكبر"، إلا أنه اعتبر أن الهدنة كانت من جانب "طرف واحد" فقط.
وأكد أن هناك ثلاثة محددات من أجل تحقيق السلام في اليمن هي إيقاف العدوان والإخلاء العسكري للجمهورية اليمنية وورفع الحصار، وإلا فإن المعركة مستمرة.
