الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

مقتل الظواهري.. واشنطن تحذّر رعاياها وطالبان تندد بانتهاك سيادة أفغانستان

مقتل الظواهري.. واشنطن تحذّر رعاياها وطالبان تندد بانتهاك سيادة أفغانستان

Changed

نافذة إخبارية تحليلية لـ"العربي" عن تداعيات وأبعاد قتل الظواهري على يد واشنطن (الصورة: رويترز)
دعت الخارجية الأميركية المواطنين في الخارج إلى التيقظ عند السفر إلى الخارج خوفًا من تعرضهم لأعمال عنف، كردّ على عملية قتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في كابل.

حذّرت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها في الخارج، من أخطار متزايدة بالتعرض لأعمال عنف، وذلك بعد قتل القوات الأميركية لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

فقد قالت الوزارة في بيان: إن "المعلومات الحالية تشير إلى أن المنظمات الإرهابية تواصل التخطيط لهجمات إرهابية ضد المصالح الأميركية في مناطق متعددة في جميع أنحاء العالم".

وأضافت أن هذه الهجمات قد تستخدم مجموعة متنوعة من التكتيكات بما في ذلك العمليات الانتحارية والاغتيالات والخطف والتفجيرات، لذلك، حضت مواطنيها على "الحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة وتقدير المواقف بشكل جيد عند السفر إلى الخارج".

واستهدفت واشنطن الظواهري في غارة بطائرة مسيّرة في كابل نهاية الأسبوع، بضربة نفذتها الـ"سي أي أي" وتعد الأكبر ضد تنظيم القاعدة منذ مقتل زعيمه أسامة بن لادن عام 2011، ما دفع بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى الإعلان أن "العدالة تحققت" لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.

أما أيمن الظواهري البالغ 71 عامًا، فكان على شرفة منزل من ثلاثة طوابق في العاصمة الأفغانية عندما استُهدف بصاروخين من طراز هلفاير بعيد فجر الأحد، في أول ضربة أميركية في أفغانستان يتم الإعلان عنها منذ انسحاب قوات واشنطن من البلاد يوم 31 أغسطس/ آب العام الماضي، وعودة طالبان إلى السلطة.

رسالة أميركية لطالبان

في هذا السياق، قال مسؤول الاتصال في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: إن الولايات المتحدة أبلغت حركة طالبان من خلال قنوات اتصال متعددة، بانتهاكها اتفاق الدوحة لإيوائها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

وتابع كيربي للصحفيين في البيت الأبيض، أن الظواهري كان يستخدم الأراضي الأفغانية لتشجيع أتباعه على تخطيط هجمات على أهداف ومصالح أميركية، مؤكدًا في الوقت عينه وجود عدد محدود للغاية من أفراد تنظيم القاعدة في أفغانستان.

كذلك اعتبر مسؤول الاتصال في مجلس الأمن القومي، أن القضاء على الظواهري وسط كابل يرسل إشارة قوية جدًا لحركة طالبان وإلى كل من يقوم بإيواء إرهابيي القاعدة في المستقبل، على حد تعبيره.

وينص اتفاق الدوحة الموقع عام 2020 بشكل واضح، على عدم السماح بأن تصبح أفغانستان ملاذًا آمنًا لمن تتهمهم واشنطن بالإرهاب. 

تنديد طالبان بانتهاك سيادة أفغانستان

من جانبها، نددت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد بالهجوم الأميركي الذي استهدف الظواهري واعتبرت أنه انتهاك للسيادة، وعدّته تعديًا صريحًا على سيادة البلاد، إلا أنها لم تأت على ذكر أي ضحايا أو الظواهري.

وكانت المخابرات الأميركية قد حددت مكان أيمن الظواهري في وقت سابق هذا العام، وفي خطاب من البيت الأبيض تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم السماح لأفغانستان بأن تصبح مجددًا ملاذًا آمنًا للإرهابيين.

فيبدو إذًا أن تصفية زعيم القاعدة ستلقي بظلالها بشدة على مسار الحوار المستمر بين واشنطن وكابل، للإفراج عن أموال الأخيرة المحتجزة كما يمثل عودة أميركية غير مباشرة للعمل في بلدٍ انسحبت منه بشكلٍ دراماتيكي، لا تزال تداعيته ماثلة.

ما بعد الغارة الأميركية

ومن إسطنبول، يقول الباحث في المركز العربي للدراسات عبد الرحمن الحاج: إن أول أمر أكّدته الغارة الأميركية الأخيرة هو أن هنالك علاقة بين طالبان وتنظيم القاعدة، حيث اتضحت الصورة اليوم بعد تكهنات عديدة.

ويضيف في حديث مع "العربي": "تبين أيضًا أن هنالك مشكلة وهي وجود رابط ما أعمق من الرابط السياسي بين القاعدة وطالبان.. كما فضحت العملية الأميركية عدم التزام الحركة بكامل الاتفاق مع واشنطن".

وعن كشف الإدارة الأميركية عن وجود عناصر من القاعدة في أفغانستان، يرى الحاج أن هذه الخلية وإن كانت صغيرة بحسب تصريح الأميركيين، إلا أنها "قادرة على التخطيط والتأثير".

ويضيف أن "التنظيم أصبح متهالكًا رغم أنه يمتلك رمزية خاصة بالنسبة للحركة الجهادية السلفية في العالم"، شارحًا أن العملية الأميركية الأخيرة يمكن وصفها بالاستهداف الرمزي، إذ "ليس هنالك مؤشرات على أن القاعدة تستطيع أن تفعل شيئًا لكن وجود بيئة حاضنة في أفغانستان أثار مخاوف من لملمة التنظيم لصفوفه مرة أخرى".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close