أفادت وكالتان إيرانيتان، تسنيم وفارس للأنباء، اليوم الخميس، بمقتل أحد أعضاء منظمة الباسيج شبه العسكرية الموالية للحكومة طعنًا في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد أمس الأربعاء.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد قوات الأمن التي قُتلت في الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ مقتل الشابة مهسا أميني إلى 5.
وتوفيت أميني (22 عامًا) الأسبوع الماضي بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة". ودخلت في غيبوبة خلال احتجازها. وقالت السلطات إنها ستفتح تحقيقًا للوقوف على سبب الوفاة، لتندلع بعدها احتجاجات واسعة، شاركت النساء في قيادة معظمها.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم أمس: "نقف إلى جانب شعب إيران الشجاع والإيرانيات الشجاعات، الذين يتظاهرون اليوم دفاعًا عن أبسط حقوقهم".
إضرام النار في مركزين للشرطة
وتستمر الإضرابات في إيران لليوم السادس على التوالي، إذ أضرم محتجون في طهران وعدة مدن أخرى النيران في مركزين، ومركبات للشرطة اليوم الخميس.
واحدة من أكبر المظاهرات ضد الحكم في #إيران منذ سنوات.. حرق صورة سليماني في مدينة كرمان مسقط رأسه تزامناً مع توسع رقعة الاحتجاجات في إيران وقع خلالها 8 قتلى ونحو 100 مصاب، تنديداً بوفاة #مهسا_أميني بعد اعتقالها من قبل “شرطة الأخلاق” pic.twitter.com/kQEYEGEVeD
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) September 22, 2022
وبات مقتل الشابة أميني شرارة حقيقية، لاندلاع واحدة من أسوأ الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ عام 2019، وتركزت معظمها في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد، لكنها امتدت أيضًا إلى العاصمة وما لا يقل عن 50 مدينة، وبلدة في أنحاء الجمهورية الإسلامية. واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين.
وأظهر مقطع فيديو قيام محتجين في شمال شرق البلاد بالهتاف: "نموت نموت وتعود إيران" بالقرب من مركز للشرطة تشتعل فيه النيران، والتي اندلعت في مركز شرطة آخر في العاصمة طهران.
وكانت اضطرابات عام 2019 قد اندلعت احتجاجًا على ارتفاع أسعار البنزين، وهي الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية. وذكرت وكالة "رويترز" أن تلك الاحتجاجات شهدت حينها سقوط 1500 قتيل.
حرق للحجاب وقص للشعر، احتجاجات واسعة ضد وفاة الشابة الإيرانية #مهسا_أميني يصل صداها خارج #إيران pic.twitter.com/2G26VHovVp
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) September 20, 2022
كما أعرب المحتجون عن غضبهم إزاء الزعيم الأعلى علي خامنئي. وشوهد حشد يهتف في طهران "مجتبى، نتمنى أن تموت قبل أن تصبح زعيما أعلى"، في إشارة إلى نجل خامنئي الذي يعتقد البعض أنه قد يخلف والده على رأس المؤسسة السياسية الإيرانية.
ارتفاع عدد الضحايا
وأفادت تقارير لمنظمة هنجاو الكردية الحقوقية، بأن ثلاثة متظاهرين قتلوا على أيدي قوات الأمن أمس الأربعاء، فيما أفاد التلفزيون الرسمي بأن حصيلة القتلى ارتفعت إلى17. وينفي المسؤولون أن تكون قوات الأمن هي من قتلت المحتجين، وتقول إنهم ربما قُتلوا برصاص مسلحين معارضين.
وفي ظل غياب المؤشرات على تراجع حدة الاحتجاجات، قامت السلطات بتقييد الوصول إلى الإنترنت، وفقا لهنجاو وسكان ومرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت.
وتتميز هذه الاحتجاجات عن غيرها التي شهدتها البلاد، بحملها قضايا اجتماعية من حيث الحريات الفردية والشخصية، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يترنح تحت وطأة العقوبات.
أما النساء الإيرانيات اللواتي يشكلن الدور الأكبر فيها، فقد قمن بخطوات احتجاجية بارزة، كالتلويح بأغطية رؤوسهن الإلزامية في الدولة أو حرقها، كما تقوم بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة.
وفي شمال إيران، أظهر مقطع فيديو قيام حشود مسلحة بهراوات وحجارة بمهاجمة رجلي أمن على دراجة نارية وسط ترديد للهتافات.