السبت 27 أبريل / أبريل 2024

"نادمون لعدم تلقي اللقاح".. مستشفيات موسكو تشهد احتضار مصابي كورونا

"نادمون لعدم تلقي اللقاح".. مستشفيات موسكو تشهد احتضار مصابي كورونا

Changed

يسجل وباء كورونا انتشارًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم (غيتي)
يسجل وباء كورونا انتشارًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم (غيتي)
تشهد روسيا في الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في عدد الوفيات بكوفيد-19، في حين لا يلتزم السكان بوضع كمامات ولا تشرف السلطات على هذا الجانب.

منذ نحو عشرين شهرًا، يتابع الطبيب يفغيني ريابكوف احتضار مرضى كوفيد-19 في المستشفى الذي يعمل فيه في موسكو، حيث يسجل الوباء انتشارًا كبيرًا كما في جميع أنحاء روسيا، ويؤكد أن كثيرين من المصابين يعبرون عن ندمهم لرفضهم تلقي اللقاح ضد كورونا.

وقال الطبيب لوكالة فرانس برس خلال زيارة قبل أيام لوحدة كوفيد التابعة له في معهد سكليفوسوفسكي بوسط العاصمة الروسية: "عادة ما يبحثون عن أعذار ويقولون إنهم كانوا يريدون القيام بذلك غدًا".

وتشهد روسيا في الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في عدد الوفيات بكوفيد-19. وقد سجلت السبت عددًا قياسيًا جديدًا بلغ 1075 شخصًا خلال 24 ساعة، و37 ألفًا و678 إصابة.

وبذلك بلغ العدد الإجمالي للوفيات بكورونا في روسيا 229 ألفًا و528، وهو الأكبر بين دول أوروبا. لكن هذه الأرقام أقل من الواقع لأن الوكالة الروسية للإحصاء (روستات) تحدثت عن أكثر من 400 ألف وفاة في نهاية أغسطس/ آب.

محاولة لوقف الوباء

وفي مواجهة الموجة الرابعة للوباء منذ الصيف مع انتشار المتحورة دلتا، تأخرت السلطات في التحرك. وقد أمر الرئيس فلاديمير بوتين الأربعاء بأسبوع عطلة اعتبارًا من الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني في محاولة لوقف الوباء.

لكن السلطات الحكومية ما زالت حاليًا ترفض قيودًا أكبر خوفًا من إضعاف الاقتصاد. وفي شوارع موسكو التي تعد بفارق واسع، أكبر بؤرة لانتشار المرض في روسيا، ما زالت الحانات والمطاعم مفتوحة، في حين لا يلتزم السكان بوضع كمامات ولا تشرف السلطات على هذا الجانب.

أما التطعيم فيتقدم ببطء شديد في مواجهة الحذر التقليدي للروس. وتلقى بالكاد ثلث الروس اللقاح منذ أن طرح "سبوتنيك-في" أول لقاح وطني في ديسمبر/ كانون الأول 2020.

رغبة في الصراخ

في مواجهة هذا الوضع لا يخفي الطبيب يفغيني ريابكوف، الذي يقف في الخطوط الأمامية منذ أيام، شعوره بالإحباط.

وقال الطبيب البالغ من العمر 54 عامًا: "عندما أقوم بجولة بالسيارة أرى أشخاصًا بلا كمامات، كبارًا وصغارًا، وهذا يثير غضبي لأنني أعمل معهم. للأسف هم لا يفهمون".

وأضاف الطبيب الذي فقد خمسة من زملائه أودى كورونا بحياتهم: "في هذه الحالات أشعر برغبة في الصراخ".

مسؤولية اجتماعية

من جهته، أكد رئيس وحدة العناية المركزة في المستشفى ألكسندر تشاكوتكو ثقته في جدوى اللقاح. وقال: إن "التطعيم وحده قادر على التغلب على المرض"، مؤكدًا: "نحن بحاجة إلى مسؤولية اجتماعية".

واعترفت مريضة عالجها، وهي المهندسة المعمارية أولغا ريجكو (51 عامًا)، بأنها أرجأت تلقيها لقاحًا مرات عدة مع أنها ليست من معارضي التطعيم، مؤكدة أنها مدينة بحياتها إلى الأبد لأطبائها. وقالت: "ما كنت هنا لو لم ينقذوني".

وفي غرفة العناية المركزة مريض آخر يدعى أناتولي بولياكوف وهو شرطي متقاعد نقل إلى المكان قبل أسبوعين. هو أيضًا لم يتلق اللقاح.

وقال: إنه كان ينتظر مع زوجته وصول لقاح "قوي". وأضاف بأسف: "انتظرنا وانتظرنا طويلًا وهذا ما جنيناه". وأقسم بأنه إذا غادر المستشفى حيًا فسيبلغ "الجميع" بضرورة أخذ اللقاح في أسرع وقت ممكن.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close