الأحد 19 مايو / مايو 2024

مهاجرون في وضع صعب.. دعوات إلى وقف "الطرد الجماعي" من تونس

مهاجرون في وضع صعب.. دعوات إلى وقف "الطرد الجماعي" من تونس

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش أبعاد تصاعد أزمة المهاجرين في تونس وأبرز تأثيراتها على المجتمع التونسي (الصورة: غيتي)
ذكرت "هيومن رايتس ووتش" أن الأشخاص المطرودين هم من دول إفريقية عديدة هي ساحل العاج والكاميرون ومالي وغينيا وتشاد والسودان والسنغال.

شددت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الخميس، على أن على تونس وقف عمليات الطرد الجماعي، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المهاجرين الأفارقة الذين طردوا إلى منطقة خطرة على الحدود التونسية الليبية، وسط أزمة هجرة غير مسبوقة تعانيها تونس.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قالت منظمة حقوقية محلية وبرلماني لوكالة "رويترز"، إن السلطات التونسية نقلت مئات المهاجرين من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء إلى منطقة مقفرة على الحدود مع ليبيا، وأفاد شهود بأن عشرات آخرين استقلوا قطارات متجهة إلى خارج صفاقس بعد أيام شهدت عنفًا وتوترًا.

واستمرت الاضطرابات بين المهاجرين والسكان عدة أيام في مدينة صفاقس، وقتل تونسي خلالها. ويشتكي السكان من سلوك غير لائق وفوضى من المهاجرين، بينما يقول المهاجرون إنهم يتعرضون لمضايقات عنصرية.

"الطرد الجماعي ينتهك القانون الدولي"

وذكرت "هيومن رايتس ووتش" أن الأشخاص المطرودين هم من دول إفريقية عديدة هي ساحل العاج والكاميرون ومالي وغينيا وتشاد والسودان والسنغال، ومن بينهم 29 طفلًا وثلاث نساء حوامل.

وقالت لورين سيبرت الباحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين في "هيومن رايتس ووتش": "ليس فقط من غير المعقول الإساءة للناس والتخلي عنهم في الصحراء، ولكن الطرد الجماعي ينتهك القانون الدولي".

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إلى أنه على الرغم من التحديات في الوصول إلى المنطقة، فقد تمكنت من تقديم بعض المساعدة الطبية الطارئة لبعض المهاجرين.

سُجلت زيادة في الهجرة عبر البحر المتوسط من تونس بعد حملة مطلع العام الجاري ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء
سُجلت زيادة في الهجرة عبر البحر المتوسط من تونس بعد حملة مطلع العام الجاري ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء - غيتي

وتدفق الآلاف من المهاجرين الأفارقة إلى صفاقس في الأشهر الأخيرة بهدف الانطلاق إلى أوروبا في قوارب يديرها مهرّبو البشر، وهو ما دفع إلى أزمة هجرة غير مسبوقة للدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

وبينما نقلت السلطات المئات بالقرب من الحدود الليبية، أفاد شهود "رويترز" بأن عشرات المهاجرين الأفارقة الآخرين يبيتون في الشارع بالقرب من مسجد لخمي في صفاقس بعد أن طردهم السكان المحليون من منازلهم هذا الأسبوع. وأظهرت مقاطع فيديو بعض الأهالي يزودون هؤلاء المهاجرين بالطعام والماء.

وسُجلت زيادة في الهجرة عبر البحر المتوسط من تونس بعد حملة مطلع العام الجاري ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء الذين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني.

وتتعرض تونس لضغوط من أوروبا لمنع أعداد كبيرة من مغادرة سواحلها. لكن الرئيس قيس سعيّد قال إن تونس لن تكون حرس حدود ولن تقبل توطين المهاجرين في البلاد.

مهاجرون في وضع صعب بعد طردهم من صفاقس

في غضون ذلك، يعيش مئات المهاجرين من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء وضعًا صعبًا في منطقة صحراوية جنوب تونس بعد طردهم من مدينة صفاقس، بحسب وكالة "فرانس برس".

وانتشر خطاب الكراهية بشكل متزايد ضد هؤلاء المهاجرين منذ تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد في فبراير/ شباط الفائت والتي انتقد فيها الهجرة غير القانونية واعتبرها تهديدًا ديموغرافيًا لبلاده.

وبعد الصدامات التي وقعت مطلع الأسبوع الحالي، طردت قوات الأمن عشرات المهاجرين الأفارقة من صفاقس في وسط-غرب البلاد.

وأفادت منظمات غير حكومية بأنه تم نقل مئات منهم في حافلات إلى مناطق صحراوية في جنوب تونس، بعضها بالقرب من الحدود مع ليبيا والبعض الآخر من الجزائر.

وكان قد وصل العديد من المهاجرين إلى تونس بشكل غير قانوني من هذين البلدين برّا وسيرا على الأقدام.

ويقول عيسى كوني (27 عامًا) المتحدر من مالي لوكالة فرانس برس: "ليس لدينا ما نأكله أو نشربه. نحن في الصحراء".

ويتابع: "عناصر من الحرس الوطني (التونسي) قبضوا علينا في صفاقس بعد أن اقتحموا منزلنا". ويوضح أنه تم نقله في حافلة بالقرب من الحدود الجزائرية مع عشرات المهاجرين الآخرين الذين كان يعيش معهم في صفاقس.

"محاولة العبور"

وقبل أن يصل إلى تونس حيث كان يعيش من أعمال بسيطة يقوم بها، عمل  كوني لمدة عامين في ليبيا، لكن بسبب النزاع في هذا البلد وغياب الاستقرار والأمن وجد نفسه مجبرًا على الرحيل.

ويعبر كوني عن يأسه، ويقول "جئت لأنني سمعت أن تونس تحترم حقوق الإنسان، لكن ما يحدث يظهر أن هذا ليس واقعًا".

إذ يؤكد كوني وآخرون أن ما لا يقل عن ألف مهاجر على الأقل باتوا موجودين الخميس في هذه المنطقة الصحراوية بعد طردهم من صفاقس.

من جهته، يعتقد مامادو ديمبيلي، وهو مهاجر من مالي يبلغ 31 عامًا، أنه كان في طريقه لتحقيق حلمه في الهجرة إلى أوروبا عندما اعترض خفر السواحل التونسيون الأربعاء القارب الذي كان ينقله في اتجاه السواحل الإيطالية برفقة 46 مهاجرًا آخرين.

وتلاشت أحلام وصوله إلى إيطاليا وعوض أن يصل إلى سواحلها وجد نفسه الخميس وسط الصحراء التونسية، حيث نقلته الشرطة بصحبة العديد من المهاجرين الآخرين.

ووصل إلى تونس قبل خمسة أشهر "لمحاولة العبور" نحو أوروبا. ويؤكد أنه لا يريد "العودة إلى الجزائر" التي بلغها من بلاده في عبور غير قانوني للحدود البرية.

ويضيف: "مكثت ستة أشهر في الجزائر لمحاولة الذهاب إلى أوروبا من هناك، لكن لم أنجح في ذلك، لذا جئت لأجرب حظي من تونس".

ويتابع: "في مالي، هناك صراع، ولهذا غادرت. أردت الذهاب إلى أوروبا للعمل، لمساعدة عائلتي".

وفضلًا عن الذين تم نقلهم قسرًا إلى الصحراء، هرع عشرات من المهاجرين، خوفًا من انتقام السكان المحليين، الأربعاء والخميس إلى محطة القطارات بصفاقس للتوجه إلى مدن تونسية أخرى.

ويوضح سليمان ديالو (28 عامًا) وهو مهاجر من غينيا: "كنت نائمًا الثلاثاء. جاؤوا إلى المنزل ونهبوا كل شيء. وصلت إلى هنا بالأمس في السادسة صباحًا. أريد أن أذهب إلى المنظمة الدولية للهجرة".

ويخلص: "أريد أن أعود إلى بلدي. إنها وجهتي".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close