الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

موجات جفاف وفيضانات.. مليارات الأشخاص يعانون من شح المياه

موجات جفاف وفيضانات.. مليارات الأشخاص يعانون من شح المياه

Changed

نافذة ضمن "صباح جديد" تسلط الضوء على تداعيات ذوبان الأنهر الجليدية على الحياة البشرية (الصورة: غيتي)
يواجه 3,6 مليارات شخص صعوبة في الحصول على مياه كافية في شهر على الأقل من السنة. ويتوقع أن يزداد هذا العدد إلى أكثر من 5 مليارات شخص بحلول عام 2050.

حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من أن مليارات الأشخاص يعانون من شح المياه، حيث شهدت جميع مناطق العالم ظواهر مناخية قصوى مرتبطة بهذا المورد الثمين في العام الماضي. 

وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقريرها السنوي الأول عن حالة موارد المياه العالمية أن مناطق كبيرة من العالم عرفت جفافًا زاد عن الظروف الطبيعية في عام 2021 بسبب تغيّر المناخ وظاهرة "إل نينيا" الجوية.  

ويساعد هذا التقرير في تقييم آثار التغير المناخي والبيئي والمجتمعي على الموارد المائية في العالم.

ويهدف هذا التقييم السنوي إلى دعم مراقبة وإدارة موارد المياه العذبة العالمية في عصر يشهد طلبًا متزايدًا وإمدادات محدودة.

وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس في بيان: "غالبًا ما نشعر بتغير المناخ من خلال الظواهر المائية - موجات جفاف أكثر حدة وتواترًا وفيضانات شديدة وأمطار موسمية غير منتظمة بشكل متزايد وذوبان الأنهار الجليدية المتسارع - إلى جانب آثار متعاقبة على الاقتصادات والنظم البيئية وجميع جوانب حياتنا اليومية. ومع ذلك، ليس هناك فهم كافٍ للتغيرات في توزيع موارد المياه العذبة وكميتها ونوعيتها".

ظواهر متطرفة

وبحسب التقرير، يواجه 3,6 مليارات شخص صعوبة في الحصول على مياه كافية في شهر على الأقل من السنة، في الوقت الحالي. ويتوقع أن يزداد هذا العدد إلى أكثر من 5 مليارات شخص بحلول عام 2050.

كما أشار التقرير إلى أن 74% من جميع الكوارث الطبيعية كانت مرتبطة بالمياه بين عامي 2001 و2018. وأُبلغ عن "ظواهر فيضانات كبيرة أسفرت عن العديد من الضحايا".

وقال التقرير: "سجلت مناطق شاسعة من الكرة الأرضية ظروفًا أكثر جفافًا من المعتاد في عام 2021، مقارنةً بمتوسط فترة الأساس الهيدرولوجية البالغة 30 عامًا".

وشملت هذه المناطق منطقة ريو دي لا بلاتا في أميركا الجنوبية، حيث أثّر الجفاف المستمر على المنطقة منذ عام 2019، وجنوب نهر الأمازون وجنوب شرق نهر الأمازون، وأحواض الأنهار في أميركا الشمالية بما في ذلك أحواض أنهار كولورادو وميزوري وميسيسيبي.

أمّا في إفريقيا، فقد كان التصريف في أنهار مثل النيجر وفولتا والنيل والكونغو أقل من المعدل الطبيعي في عام 2021. كذلك، كان معدل التصريف في أنهار في أجزاء من روسيا وغرب سيبيريا وآسيا الوسطى أقل من المتوسط في عام 2021.

كما شهدت إثيوبيا وكينيا والصومال عدة سنوات متتالية من هطول الأمطار بمعدل أقل من المتوسط، مما تسبب في حدوث جفاف إقليمي.

وفي المقابل، أُبلغ عن ظواهر فيضانات كبيرة أسفرت عن الكثير من الضحايا في عدة مناطق منها الصين (مقاطعة خنان) وشمال الهند وأوروبا الغربية والبلدان المتضررة من الأعاصير المدارية مثل موزمبيق والفلبين وإندونيسيا.

أهمية الموارد الجليدية

وإذ يشير التقرير إلى تزايد ذوبان الأنهار الجليدية على مستوى العالم في عام 2021، يلفت إلى أن الغلاف الجليدي (الأنهار الجليدية والغطاء الثلجي والصفيحة الجليدية والتربة الصقيعية حيثما وُجدت) هو أكبر خزان طبيعي للمياه العذبة في العالم. ويُعد مصدر الأنهار وإمدادات المياه العذبة لما يُقدر بنحو 1,9 مليار شخص.

وتؤثر التغييرات في موارد مياه الغلاف الجليدي على الأمن الغذائي وصحة الإنسان وسلامة النظم البيئية والحفاظ عليها، مما يتسبب في انعكاسات كبيرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وكان باحثون في سويسرا قد أطلقوا جرس الإنذار بسبب تأثير تغّير المناخ على الأنهار، حيث عبروا عن خشيتهم من "أسوأ معدل لذوبان الأنهار الجليدية منذ أكثر من 100 عام"، بعد فقدان كميات كبيرة من الجليد بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري هذا الصيف.

وفقدت الأنهار الجليدية السويسرية هذا العام 6% من حجمها المتبقّي، وهو ضعف الرقم القياسي السابق لعام 2003 تقريبًا، وفقًا لشبكة مراقبة الأنهار الجليدية السويسرية.

وأشار الخبير والمستشار في قضايا البيئة والتغيرات المناخية سعيد شكري في حديث سابق إلى "العربي" من مدينة طنجة المغربية، إلى أن العلم كان قد تنبأ بالظواهر التي تسمى بالمتطرفة، وقد بنى سيناريوهات ودراسات أكدت أن هذه الظواهر مقبلة.

وأوضح أن ذوبان الثلوج التي تتراكم على مستوى الجبال والتي تعتبر بمثابة خزانات، وتغذي الأنهار، ستُفقد البشرية مجموعة من الامتيازات التي كانت عندها قبل ظاهرة الذوبان هذه.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close