السبت 18 مايو / مايو 2024

مورا يزور طهران: نعمل على ردم الفجوات المتبقية في مباحثات فيينا

مورا يزور طهران: نعمل على ردم الفجوات المتبقية في مباحثات فيينا

Changed

تقرير لـ "العربي" بشأن ما بلغته مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي (الصورة: غيتي)
من المقرر أن يصل دبلوماسي الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا إلى طهران مساء السبت، على أن يلتقي الأحد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري.

يصل دبلوماسي الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي يتولى تنسيق مباحثات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، إلى طهران اليوم السبت للعمل على "ردم الفجوات" المتبقية في المفاوضات المعلّقة منذ أسبوعين.

وتخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق العام 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات منذ نحو عام في فيينا، تشارك فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة، التي انسحبت أحاديًا منه في 2018.

ويتولى الاتحاد الأوروبي دور المنسّق في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق، عبر عودة واشنطن إلى متنه ورفع العقوبات التي عاودت فرضها على إيران بعد انسحابها، وامتثال الأخيرة مجددًا لكامل بنوده بعد تراجعها عن الكثير منها ردًا على الخطوة الأميركية.

وأكد المعنيون تحقيق تقدم خلال الأسابيع الأخيرة يجعل التفاهم قريبًا، لكنهم يؤكدون تبقي نقاط تباين تتطلب "قرارات سياسية" من طهران وواشنطن.

"ثمة الكثير على المحك"

ومن المقرر أن يصل مورا إلى طهران مساء اليوم السبت، على أن يلتقي الأحد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، وفق وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وكان مورا قد أعلن عن الزيارة عبر حسابه على تويتر ليل أمس الجمعة.

وكتب "نعمل على ردم الفجوات المتبقية في مباحثات فيينا بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق).. علينا إنجاز هذا التفاوض. ثمة الكثير على المحك".

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، في مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي وضمان سلميته. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران، ما دفع الأخيرة للتراجع عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

وخلال الأشهر الماضية، زادت سرعة برنامج إيران النووي، وتضاعف حجم إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لديها، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويعني إطالة أمد محادثة فيينا تنامي قدرات إيران النووية، واستمرار احتفاظها بمعلومات عمل منشآتها النووية حتى التوصل لاتفاق كما تكرر دائمًا.

وبعيدًا عن قضايا الخلاف أو التلاقي مع الوكالة، استغلت طهران زيارة مدير الوكالة رافائيل غروسي إليها في وقت سابق من هذا الشهر، وانشغال أوروبا بأوكرانيا، لتوجيه رسائل للغرب وتجديد اتهامها لإسرائيل بأعمال تخريبية طالت برنامجها النووي.

"ضرورة الإسراع"

من ناحيتها، تشدد الدول الغربية على ضرورة الإسراع في إنجاز المباحثات وإحياء الاتفاق، في ظل تسارع الأنشطة النووية لإيران وتقلّص المدة التي قد تحتاج إليها لجمع ما يكفي من المواد الضرورية لصنع سلاح ذرّي، علمًا بأن طهران نفت على الدوام سعيها لهكذا أمر.

وبدأت مباحثات فيينا في أبريل/ نيسان من العام الماضي، وعلّقت في يونيو/ حزيران، قبل أن تُستأنف في نوفمبر/ تشرين الثاني. 

وبينما كان المعنيون يؤكدون قرب إنجاز التفاهم، طرأت العقبة المستجدّة والمرتبطة بالهجوم الروسي على أوكرانيا، إذ طلبت موسكو الحصول على ضمانات خطية من واشنطن بأن العقوبات الغربية التي فرضت عليها أخيرًا، بسبب الأزمة مع كييف، لن تؤثر على تعاونها مع طهران.

وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 11 مارس/ آذار الجاري، تعليق مباحثات العاصمة النمسوية بسبب "عوامل خارجية"، مؤكدًا أن الأطراف سيستمرون في مشاوراتهم الجانبية.

وبعد أيام، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده نالت ما تريده، وذلك بعد لقائه نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في موسكو.

وأكدت "إرنا" السبت أن رئيس الدبلوماسية الإيرانية واصل مشاوراته بشأن الاتفاق، حتى بعد عودة الوفود المفاوضة من فيينا إلى عواصمها.

مواضيع "صعبة"

وخلال المباحثات، ركزت الدول الغربية على أهمية امتثال إيران مجددًا لكامل التزاماتها، بينما شددت طهران على أولوية رفع العقوبات والتحقق من ذلك، ونيل ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي أو تبعاته الاقتصادية.

وأشار أمير عبد اللهيان في وقت سابق من مارس، إلى تبقّي "موضوعين" خلافيين مع الولايات المتحدة، من بينهما الضمانة الاقتصادية، لكن من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن الموضوع الثاني.

ويرى خبراء أن النقطة العالقة هي رفع اسم الحرس الثوري من قائمة واشنطن لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، التي أدرجه فيها ترامب عام 2019.

ويثير هذا المطلب الإيراني معارضة سياسية داخلية في الولايات المتحدة، واعتراضًا حادًا من إسرائيل، العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية، علمًا بأن الخبراء يرون أن مفاعيل رفع الحرس من القائمة تبقى رمزية، إذ لن يؤثر ذلك على حزم عقوبات أميركية مختلفة مفروضة عليه.

وشددت واشنطن هذا الأسبوع على أن إيران يجب أن تتخذ قرارات "صعبة" لإنجاز المباحثات وإحياء الاتفاق.

وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء: "المسؤولية تقع على طهران لاتخاذ قرارات قد تعتبرها صعبة"، مضيفًا "هناك عدد من الموضوعات الصعبة، التي ما زلنا نحاول حلّها". 

وأكد أن بلاده تبقي في حسابها احتمال عدم الاتفاق، وأن التفاهم "ليس وشيكًا ولا مؤكدًا، ولهذا السبب بالتحديد نحن نتحضّر خلال العام لأيّ احتمال طارئ".

من جهته، شدد أمير عبداللهيان على أن الكرة في ملعب واشنطن، وعلى الأميركيين أن "يظهروا حسن نيتهم عمليًا" في حال أرادوا إنجاز الاتفاق.

وأشار خلال زيارة له هذا الأسبوع إلى دمشق وبيروت، إلى أن طهران لن تساوم على "الخطوط الحمراء، وهي عدم التضحية بمصالح وحقوق الشعب" الإيراني. وتابع: "نحن متفائلون وجدّيون بشأن مخرجات مباحثات فيينا".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close