الخميس 2 مايو / مايو 2024

وسط الخروقات والاتهامات المتبادلة.. ما فرص نجاح التهدئة بالسودان؟

وسط الخروقات والاتهامات المتبادلة.. ما فرص نجاح التهدئة بالسودان؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تبحث في تعاظم النزاع السوداني وانسداد أفق الحل (الصورة: غيتي)
تكثر التساؤلات حول مدى توفر فرص حقيقية لنجاح التهدئة في السودان وسبل تمديدها، على وقع الخروقات المستمرة والاتهامات المتبادلة.

تتكرر الهدنات في السودان وتتعدد، ومع كل هدنة يتنفس المواطنون الصعداء إلا أن الأمل يتبدد بسرعة مع خروقات تشوب ساعاتها الأولى.

واليوم تدخل الهدنة الأخيرة يومها الخامس، وسط خروقات يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عنها.

وقد تركزت خارطة الاشتباكات في مدينتي الخرطوم والفاشر حيث توزعت في مناطق مختلفة من المدينتين، بدورها، شهدت مدينة أم درمان اشتباكات.

وفي تطور لافت، تستعد وزارة الدفاع السودانية لتسليح الجنود السابقين، وكذلك المدنيين الراغبين في القتال.

تورط مجموعة "فاغنر"

وعلى ضوء استمرار الحرب وامتدادها، توجه واشنطن اتهامًا صريحًا لمجموعة "فاغنر" الروسية بالعمل على إمداد قوات "الدعم السريع" بصواريخ أرض جو لاستخدامها في القتال ضد الجيش السوداني، الذي يعتمد في القتال أساسًا على تكتيك تكثيف توجيه الضربات الجوية في سعيٍ لتشكيل قوة ردعٍ لدى قوات حميدتي.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية: إن وجود مجموعة "فاغنر" في القارة الإفريقية، يمثل قوة مزعزعة للاستقرار لأي دولة توجد فيها، رغم النفي السابق للمجموعة الروسية لأي دور لها في النزاع الحالي في السودان.

ووسط تعثر مساعي الحل والتهدئة، تبعث كل من السعودية والولايات المتحدة تطمينات بقولهما: إن درجة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار قد "تحسنت"، لكن يظل الإصرار المتواصل للطرفين على إنهاء الصراع بقوة السلاح، وليس المفاوضات، تُثار الشكوك بإمكانية تحقيق نجاحٍ في الوصول إلى حل للأزمة.

"تقييم نسبي"

متابعةً لهذا الملف، ترى الصحافية السودانية فاطمة غزالي أن الحديث عن تحسن التزام الطرفين بوقف إطلاق النار ليس دقيقًا، والشاهد على ذلك بحسب رأيها استمرار المعارك سواء في الخرطوم أو بإقليم دارفور.

 فالاشتباكات المتقطعة تدل على أن وقف إطلاق النار نسبي، وأن المشهد أصبح أكثر احتقانًا على حد وصف غزالي مع دعوة الجيش للمدنيين والمتقاعدين من القوات المسلحة لحمل السلاح.

وتتابع من واشنطن: "هذا الوضع يدل على أن الالتزام بالهدنة قليل، ولكن استمرار المعارك وغياب المعابر الآمنة لتقديم المساعدات الإنسانية شاهد على أن هذه الهدنة كسابقاتها تعرضت للانتهاك وإن كان بتقييم نسبي ذكرته المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة".

وتلفت غزالي إلى أن استمرار معاناة الناس هو ما يعبّر في أرض الواقع، عن مدى التزام الجيش وقوات "الدعم السريع" بوقف إطلاق النار في السودان.

"الخروج الآمن"

بدوره، يشير الباحث في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والإستراتيجية صلاح خليل إلى أن اتفاق الهدنة الأخير في السعودية، يعتبر أحسن الهدنات التي تم التوصل إليها على مدار 45 يومًا من القتال.

ويلفت خليل إلى أن شروط هذه الهدنة تضمنت أن يكون هناك مراقبة عبر الأقمار الاصطناعية، وإشارة صريحة لخروج من وصفهم بـ"ميليشات الدعم السريع" من المستشفيات والمناطق السكنية.

ويؤكد الباحث في مركز "الأهرام" للدراسات في حديثه إلى "العربي" أن الهدنة اخترقت من قبل الطرفين، إلا أن الوتيرة كانت أكبر من قبل "الدعم السريع" على حدّ قوله.

 ويتابع من القاهرة أنه عند اندلاع الصراع "كان القتال ينحصر في مناطق الخرطوم قبل أن يتحول إلى أطراف مدينة أم درمان، مع مناوشات عسكرية جنوب الخرطوم وشمال بحري".

وبتقييم خليل للأحداث العسكرية التي بدأت منذ منتصف أبريل/ نيسان الفائت، "فشلت محاولات قوات الدعم السريع للانقلاب بعتادها العسكري وقوتها العسكرية الموجودة في الوسط".

وبالتالي، تحاول "الدعم السريع" اليوم القتال من أجل الخروج الآمن، "ولا مخرج لها إلا من منطقة أم درمان.، ما يعني أن اختراق الهدنة دائمًا يتم من الجهة التي ترى نفسها غير قادرة على الصمود والبقاء مكتوفة الأيادي".

في المقابل، يرى الجيش أن عليه التعامل مع اختراقات "الدعم السريع" للهدنة بنفس الأسلوب ولديه "إستراتيجية يبني عليها هذا الصراع"، بحسب خليل.

"طرف ثالث"

أما العضو في المكتب الاستشاري لقوات "الدعم السريع" عمران عبد الله حسن فيرّد على هذه الاتهامات بالتشديد على أن قوات "الدعم السريع" ليست هي من بدأت الحرب، وأنها لم تخترق الهدنات السابقة والحالية.

ويردف حسن من لندن: "جميعنا تأملنا في هذه الهدنة، وكانت هي أمل وتطلع الشعب السوداني وكانت بمثابة طوق النجاة بما فيها من رقابة دولية وكل الوعود الأخرى".

ويتحدث العضو في المكتب الاستشاري لقوات "الدعم السريع" عن وجود طرف ثالث يتمثل على حد تعبيره "بالمؤتمر الوطني" وعناصر "الحركة الإسلامية" بقيادة قوات الشعب المسلّحة، وهذا الطرف هو "من يزعزع الاستقرار وهو المستفيد من استمرارية الحرب" وعدم نجاح الهدنة.

ويرى حسن أن "عناصر المؤتمر الوطني والحركة والإسلامية كانوا طيلة شهر رمضان ينادون بالحرب مباشرة ويهددون الناس.. والجيش السوداني اليوم مختطف وليس جيشنا الوطني الذي نعرفه بحيث أن من يحكمه الآن هو عناصر الحركة الإسلامية وحتى البرهان نفسه لا يمتلك قراره".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close