أعلن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن أنه استهدف منظومة دفاع جوي لجماعة الحوثيين بمحافظة مأرب، التي تشهد أعنف المعارك بين الجماعة وقوات الحكومة اليمنية، بالتوازي مع جهود أممية متسارعة للتخفيف من حدة الصراع.
وأضاف التحالف في بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية الخميس، أن القصف وقع في الجبهة الجنوبية لمدينة مأرب.
وكان التحالف نفسه أعلن في وقت سابق مقتل 125 عنصرًا من الحوثيين في الساعات الأربع والعشرين الماضية في غارات جديدة استهدفت منطقة صرواح غرب مدينة مأرب ومدينة البيضاء، أدت إلى "تدمير 14 من الآليات العسكرية".
ومنذ بداية فبراير/ شباط الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، ومحطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.
مساعدات أممية
وأدى تصاعد المعارك في مأرب إلى بروز تحركات دولية جديدة تهدف لاحتواء الصراع، بالتوازي مع جهود إنسانية لمساعدة الفئات الضعيفة من اليمنيين ولا سيما المتضررين من المعارك.
فقد أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مساء الخميس، تخصيص 45 مليون دولار، لدعم الجانب الإنساني باليمن.
وقال المكتب في حسابه على تويتر إنه خصص مبلغ 45 مليون دولار، "لضمان استمرارية خدمات إنسانية حيوية حتى عام 2022". وأضاف أن "هذا المبلغ يأتي أيضًا لضمان ظروف معيشية كريمة للنازحين وغيرهم من الفئات الضعيفة في اليمن".
وخلال الأشهر الأخيرة، أدت زيادة وتيرة النزاع بين القوات الحكومية والحوثيين في عدة جبهات، خصوصًا في محافظة مأرب، إلى حدوث موجة نزوح غير مسبوقة وتفاقم المعاناة الإنسانية للسكان.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بدأ الإثنين زيارة إلى مدينة تعز جنوب غربي البلاد، التي تقول منظمات حقوقية إنها محاصرة من قبل الحوثيين منذ بدء الحرب، وأجرى لقاءات مع مختلف أطراف الحرب اليمنية دعا خلالها إلى إجراء حوار سياسي شامل بين هذه الأطراف.
مجلس الأمن يتحرك
وأعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إدراج ثلاثة من قادة جماعة الحوثي المسؤولين عن هجوم مأرب على القائمة السوداء، "لتهديدهم السلم والأمن والاستقرار في اليمن"، وهو ما يعرضهم لتجميد للأصول في أنحاء العالم وحظر للسفر وحظر أسلحة.
والأربعاء، شددت الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن على ضرورة الوقف الفوري للتصعيد في محافظة مأرب، وسط اليمن، وانخراط جميع الأطراف في حوار لإنهاء الصراع في البلاد.
وأدان رؤساء بعثات الدول الخمس، هجمات الحوثيين عبر الحدود ضد السعودية، كما أكدوا "على ضرورة التهدئة بما في ذلك الوقف الفوري للتصعيد في مأرب وانخراط جميع الأطراف اليمنية في حوار حقيقي من أجل الوصول إلى حل سياسي شامل".
ويشهد اليمن حربًا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.