الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

وقف إفراز هرمون الجوع.. تجربة بريطانية مبتكرة لعلاج البدانة

وقف إفراز هرمون الجوع.. تجربة بريطانية مبتكرة لعلاج البدانة

Changed

"العربي" يسلط الضوء على طريقة جديدة لعلاج البدانة (الصورة: غيتي)
ابتكر العلماء طريقة تقلل إنتاج الهرمون المسؤول عن الشهية، بهدف علاج البدانة من دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي.

أصبحت البدانة تشكل تهديدًا صحيًا عالميًا وفق منظمة الصحة العالمية، فهي تلحق الضرر بصحة 650 مليون شخص فيما يموت بسببها ما يقدر بنحو 4 ملايين شخص. 

وفي محاولة للحد من خطورة البدانة التي تعد بدورها مشكلة صحية شائعة في بريطانيا، يجري أطباء في "إمبريال كوليج" ومستشفى "سانت ماري" في لندن تجارب سريرية للبحث في مدى نجاح إجراء سهل وسريع وغير جراحي لعلاج البدانة.

هذا الإجراء الجديد وصفه الخبراء بأنه طفيف التوغل في الجسم، وبإمكانه التقليل من إنتاج هرمون غريلين الذي يتحكم بالشهية، والذي ينتج في الجزء العلوي من المعدة.

لذلك، يحاول الأطباء إيقاف هذا الهرمون عن العمل بطريقة مبتكرة من خلال تمرير قسطرة عبر الأوعية الدموية ثم حقن حبوب مجهرية لمنع وصول الدم إلى منطقة في الجزء العلوي من المعدة مكان الهرمون المسؤول عن الجوع، ليصبح بإمكان الشخص التحكم في شهيته، بحسب ما يشرح روبرت توماس اختصاصي الأشعة التداخلية.

ويعد هرمون غريلين من الهرمونات التي لا يمكن السيطرة عليها مباشرةً بالأدوية، أو الحميات والمكملات الغذائية، لذلك يعتبر وقف الهرمون عن العمل طريقة مبتكرة ورخيصة لعلاج من يعانون من السمنة الزائدة في أقل من ساعة.

علاج من دون جراحة

ولعل ما يميز هذا العلاج أيضًا، أنه لا يحتاج لعملية جراحية كبرى، بل فقط لإبرة يضعها الأطباء في الذراع باستخدام تخديرٍ موضوعي فقط.

ويشرح الطبيب الجراح أحمد أحمد، أنهم لاحظوا عند علاج نزيف القرحة في المعدة عبر إغلاق الشرايين التي تغذي المعدة باستخدام حبيبات صغيرة فقد المرضى أوزانهم، "وهذا ما ساعدنا في التوصل إلى هذه التقنية".

يذكر أنه ستجرى تجربة في المعهد الوطني للبحوث الصحية، لتكشف ما إذا كان هذا الإجراء أكثر فعالية في إنقاص الوزن من التمارين الرياضية وتغيير النظام الغذائي.

من قد يستفيد من هذا العلاج؟

ومن عمّان، يلفت الخبير الدولي في التغذية الدكتور منصور الدلقموني أن هذه التقنية الجديدة يمكن أن يتم اللجوء إليها فقط لحالة من السمنة تستدعي تدخلًا طبيًا، وليس مثل الأساليب التقليدية لتنقيص الوزن.

ويردف في حديث مع "العربي": "يفرز الجسم هرمونات في تعمل إما على تحفيز الشعور بالجوع أو الشبع، ولها دور كبير في موضوع السمنة.. فاختارت الطريقة الجديدة استهداف هرمون غريلين الذي يجعل الإنسان يشعر بالجوع. كل ما أفرزه بكميات أكبر سيحث الفرد على تناول الطعام أيضًا بشكل أكثر".

ويرى الدلقموني، أن هذا العلاج هو أفضل من العمليات الجراحية في هذا المجال مثل عملية ربط المعدة وغيرها، فبعض المرضى لا يتجاوبون مع هذه العلاجات وقد يعاودون اكتساب الوزن من جديد أو يعانون من آثار جانبية من جراء الجراحة.

آثار جانبية لعلاج البدانة الجديد؟

ويردف الخبير الدولي في التغذية: "الطريقة المتبعة في العلاج الجديد شبيهة جدًا بعملية قسطرة القلب فهي لا تحتاج إلى جراحة معقدة"، لكنه في المقابل نبه إلى من أنه المبكر الحديث الآن عن الآثار الجانبية لهذه التقنية قبل اكتمال الدراسات.

فتوقع من وجهة نظره أن تكون الآثار السلبية قليلة جدًا، على أن تستخدم فقط للحالات المرضية التي تستدعي تخفيف السمنة بشكل سريع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close