الجمعة 10 مايو / مايو 2024

يكلّف مليارات الدولارات.. هل الوقت بات مناسبًا للبدء بإعادة إعمار أوكرانيا؟

يكلّف مليارات الدولارات.. هل الوقت بات مناسبًا للبدء بإعادة إعمار أوكرانيا؟

Changed

نافذة لـ"العربي" حول تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا والمساعدات العسكرية والاقتصادية الغربية لكييف (الصورة: غيتي)
فقدت العملة الأوكرانية أكثر من ثلث قيمتها منذ بداية العام الحالي، فيما يُتوقع أن ينكمش الاقتصاد 40% هذا العام.

تتلقى أوكرانيا حزم مساعدات متتالية في ظل خطر الانهيار الذي يهدد اقتصاد الدولة التي تواجه هجومًا روسيًا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

وتأتي المساعدات العسكرية والاقتصادية بعد أسابيع من الانتقادات التي وجهها مسؤولون أوكرانيون لبطء تحويل الأموال بلغت حد المطالبة بتطبيق خطة "مارشال" لانتشال البلاد من الوضع الذي تعاني منه.

وخطة مارشال أو "مشروع مارشال" هو المشروع الاقتصادي لإعادة إعمار أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأميركي منذ يناير 1947  للإشراف على إنفاق 12.9925 مليار دولار أميركي.

خطة مارشال

وجرى في ما بعد الاعتراف بـ"خطة مارشال" على أنها جهد إنساني عظيم، وأصبح جورج مارشال الجنرال الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للسلام.

كما قامت خطة مارشال بإضفاء الطابع المؤسسي والشرعي على مفهوم برامج المساعدات الخارجية الأميركية، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأميركية.

وكانت العملة الأوكرانية فقدت أكثر من ثلث قيمتها منذ بداية العالم الحالي، مسجلة 37 هريفنيا مقابل الدولار الواحد، كما يُتوقع أن ينكمش الاقتصاد 40% هذا العام.

350 مليار دولار

وقدر البنك الدولي والمفوضية الأوروبية وكييف في بيان مشترك، تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا بنحو 350 مليار دولار.

هذا التقييم وجد أن الأضرار المالية قاربت 100 مليار دولار خاصة في قطاعات الإسكان والنقل والتجارة والصناعة.

ومن بين حزمة بقيمة 9 مليارات يورو أقرت في مايو الماضي، وافق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي على إقراض أوكرانيا 5 مليارات يورو لمساعدتها في مواصلة تشغيل المدارس والمستشفيات.

وقبل ذلك في مطلع أغسطس/ آب الماضي قدمت الدول الأوروبية مليار يورو، لتبقى 3 مليارات تنتظر قرار صرفها.

بدورها، أعلنت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 675 مليون دولار إلى جانب توجه لتوفير مليارين ومئتي مليون دولار أخرى ضمن تمويل عسكري طويل الأمد.

كذلك أعلن البنك الدولي عن مساعدة كييف بنحو 4 مليارات ونصف المليار دولار لتأمين الخدمات والرواتب وسعي لجمع 13 مليارًا أخرى لصالح التمويل الطارئ.

هل الوقت مناسب لإعادة الإعمار؟

وفي هذا الإطار، اعتبر الباحث في الشؤون الأوروبية ناجح العبيدي أن ما صدر عن البنك الدولي والمفوضية الأوروبية وأوكرانيا هي تقديرات أولية حول كلفة إعادة إعمار البلاد، لأن الحرب لم تنتهِ بعد في ظل خسائر فادحة تكبدها الاقتصاد الأوكراني.

ورأى في حديث إلى "العربي" من برلين أن الحديث عن إعادة إعمار أوكرانيا في الوقت الحاضر مناسب جدًا في ظل وجود تغيرات في الميدان على الصعيد العسكري تتمثل في تعثر الهجوم الروسي وقيام الجيش الأوكراني بهجوم مضاد.

وأكد أن "هذه المتغيرات قد تغير قواعد اللعبة وتسمح ببدء مفاوضات تؤدي إلى إنهاء الحرب وبالتالي تطرح مسألة إعادة الإعمار على جدول الأعمال".

وقال: إن هناك جدية كبيرة لدى الدول الغربية لمساعدة أوكرانيا اقتصاديًا، فضلًا عن الوعد بضمها إلى الاتحاد الأوروبي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close