الإثنين 7 أكتوبر / October 2024

6 أشهر من الحرب في أوكرانيا.. محطة زاباروجيا تشعل الصراع وواشنطن تحذّر

6 أشهر من الحرب في أوكرانيا.. محطة زاباروجيا تشعل الصراع وواشنطن تحذّر

شارك القصة

نافذة إخبارية تناقش تطورات الوضع الميداني في أوكرانيا مع دخول الحرب شهرها السابع (الصورة: غيتي)
حذّرت السفارة الأميركية في كييف من أن روسيا قد تضرب منشآت مدنية ومبانيَ حكومية في أوكرانيا في الأيام المقبلة داعية مواطنيها لمغادرة أوكرانيا.

اتّهمت الولايات المتحدة روسيا الثلاثاء بالسعي لتكثيف هجماتها على أوكرانيا مع دخول النزاع شهره السابع، في حين شدّدت موسكو على أنها ستتعامل "بلا رحمة" مع المسؤولين عن اغتيال ابنة المفكر القومي المتشدد المؤيد للكرملين ألكسندر دوغين في عملية ينسبها الكرملين إلى الاستخبارات الأوكرانية.

وقد كشف مسؤول أميركي الثلاثاء أنّ الولايات المتّحدة ستعلن الأربعاء عن مساعدة عسكرية إضافية بقيمة ثلاثة مليارات دولار إلى أوكرانيا، في أكبر حزمة دعم أمني أحادية لكييف منذ بدء الهجوم الروسي.

وأشار إلى أن هذه المساعدة التي يمكن أن تستخدم لتزويد كييف بأسلحة وتدريب قواتها بالإضافة إلى عمليات أخرى، سيعلن عنها البيت الأبيض رسميًا الأربعاء، أي في اليوم الذي تحيي فيه أوكرانيا ذكرى استقلالها عن روسيا ومرور ستة أشهر على بدء الهجوم الروسي على أراضيها.

قلق إزاء محطة زاباروجيا 

وفي مجلس الأمن، تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتعريض محطة زاباروجيا النووية للخطر، في حين دعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش الجانبين إلى وقف كل الأنشطة العسكرية في محيط المنشأة.

وعبّرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو عن قلقها إزاء الوضع الخطير في محطة زاباروجيا النووية. ونادت دي كارلو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي جميع الأطراف للامتناع عن القيام بأي عمليات عسكرية قد تعرّض سلامة المحطة النووية للخطر. 

من جانبه، اتهم المندوب الروسي في مجلس الأمن الجيش الأوكراني بالسعي لاستهداف محطة زاباروجيا بشكل يومي مستخدمًا أسلحة بولندية، موضحًا أن القصف الأوكراني للمحطة النووية يهدد أوروبا بأسرها. 

كما طالب نائب المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة روسيا بالموافقة على زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحطة زاباروجيا. 

وفي حين دعت فرنسا إلى عدم إظهار "أي ضعف" أمام موسكو، أجرى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيرته الفرنسية كاترين كولونا مباحثات حول الزيارة المحتملة لمفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحطة الطاقة النووية الأوكرانية في زاباروجيا.

وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أن هذه الزيارة الرامية إلى "الحد من خطر وقوع حادث نووي خطير في أوروبا" يجب أن تتم "في غضون أيام قليلة إذا نجحت المفاوضات الجارية"، مشيرًا إلى "أضرار إضافية في المنطقة" بعد عمليات القصف التي سجّلت في الأيام الأخيرة.

وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية تنفيذ القوات الروسية ضربات مدفعية وجوية في منطقة زاباروجيا. 

صراع روسيا والناتو

من جانبه، اعتبر الباحث السياسي أوراغ رمضان أن الرئيس الأوكراني يسعى لجعل منطقة زاباروجيا تحت سيطرة المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية. 

وأكد رمضان في حديث إلى "العربي" من كييف أن أوكرانيا تقف على جبهة الدفاع عن سيادتها ومحاولة استعادة السيطرة على أراضيها المحتلة مؤقتًا.

وقال: "إنه في العمق أصبحت أوكرانيا جزءًا من حلف الناتو ولو بشكل غير رسمي. ولكن فعليًا هي جبهة حلف شمال الأطلسي ضد الهجوم والتحرشات الروسية ضد عدد من الدول الأوروبية". 

كما اعتبر أن "أوكرانيا أصبحت ورشة للصراع القائم بين حلف شمال الأطلسي وروسيا الاتحادية فيما يدفع الشعب الأوكراني الثمن باهظًا".

تحذير أميركي

من جانبها، حذّرت السفارة الأميركية في كييف الثلاثاء من أن روسيا قد تضرب منشآت مدنية ومبانيَ حكومية في أوكرانيا "في الأيام المقبلة"، داعية المواطنين الأميركيين إلى "مغادرة أوكرانيا اعتبارًا من الآن". 

ومنذ تراجع القوات الروسية من محيط كييف نهاية مارس/ آذار الماضي، تتركّز معظم المعارك في شرق أوكرانيا، حيث تباطأ تقدم القوات الروسية قبل أن يتعثر. وتقدّمها بطيء أيضًا في الجنوب حيث تقول القوات الأوكرانية إنها تشنّ هجومًا مضادًا.

وفي غضون ذلك، تواصل روسيا استهداف المدن الأوكرانية بصواريخ بعيدة المدى، لكن الضربات نادرًا ما تستهدف العاصمة أو المناطق المحيطة بها.

وكشفت وزارة الدفاع البريطانية شروع روسيا في بناء جسور عائمة على نهر دنيبرو بجوار جسر أنطونفسكي الرئيسي الذي دمّرته ضربات أوكرانية ويربط منطقة خيرسوف بشرق أوكرانيا. 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليومية عبر الفيديو: "علينا أن ندرك أن غدًا يمكن أن نشهد استفزازات روسية بغيضة وضربات وحشية"، في إشارة إلى احتفال البلاد بذكرى استقلالها عن روسيا.

وكان زيلينسكي قد التقى خلال النهار نظيره البولندي أندريه دودا الذي وصل إلى كييف في الصباح في إطار "منصة القرم" التي تجمع أبرز الدول الداعمة لأوكرانيا.

دعوة لتوحيد الصفوف

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء بأن يتواصل دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا التي تواجه الهجوم الروسي "على الأمد الطويل". 

وبعد ستة أشهر من بدء النزاع، قال ماكرون في خطاب عبر الفيديو أمام المشاركين في مؤتمر منصة القرم في كييف: "لم يتغير تصميمنا ونحن مستعدون لمواصلة هذا الجهد على الأمد الطويل".

وأضاف: "لا يمكن أن يكون هناك أي ضعف أو روح تنازل في مواجهة ذلك، لأن الأمر مرتبط بحريتنا، من أجل الجميع، وبالسلام في كل مكان حول العالم". 

وفي كلماتهم خلال القمة، واصل القادة الغربيون الآخرون إدانة الهجوم الروسي بشدة وحذّروا موسكو من ضم أجزاء أخرى من الأراضي الأوكرانية بعد شبه جزيرة القرم.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس الذي من المقرر أن تقدّم بلاده مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون يورو: "لن نعترف بأي محاولة لتغيير وضع أي جزء من أوكرانيا".

من جانبه، أكّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراهن على أن رد الاتحاد الأوروبي الموحّد على غزوه لأوكرانيا سيتصدّع إذ إن الأسعار المرتفعة تؤثر بشدة على الناخبين الأوروبيين.

وأعربت الأمم المتحدة الثلاثاء عن قلقها حيال المحاكمات المحتملة لسجناء الحرب الأوكرانيين في ماريوبول الذين أسرتهم روسيا في مايو/ أيار الماضي، مشيرة إلى أنه يحظر إنشاء محاكم مخصصة فقط لمحاكمة هؤلاء الأسرى.

"لا يهمّنا أمرها" 

وفي روسيا، حضر مئات الأشخاص الثلاثاء في موسكو جنازة داريا دوغين، ابنة المفكّر الروسي القومي البارز التي اغتيلت بتفجير سيارتها في عملية تتهم روسيا الاستخبارات الأوكرانية بتدبيرها.

ويرجّح أن يكون ألكسندر دوغين، وهو من كبار مؤيّدي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ويقول إن علاقة وطيدة تربطه بالرئيس فلاديمير بوتين، هو من كان مستهدفًا بالانفجار الذي أودى بحياة ابنته البالغة 29 عامًا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "كانت جريمة همجية لا يمكن التسامح معها. لا يمكن أن تكون هناك أي رحمة تجاه أولئك الذين نظّموا وأصدروا الأوامر ونفّذوا" عملية التفجير.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات