اتهمت أوكرانيا روسيا بتدمير مسرح كان يحتمي به أكثر من 1000 شخص في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة جنوب البلاد، دون أن ترشح أي معلومات عن حصيلة الضحايا حتى الآن.
وكانت سلطات المدينة الأوكرانية اتهمت أمس القوات الروسية بقصف المسرح، فيما نفت موسكو وقوع الحادث.
ونشر مسؤولون صورة لمبنى مسرح الدراما الذي تدمّر قسم في منتصفه بالكامل، بينما تصاعدت أعمدة الدخان من الركام. وأفاد مسؤولون بأن قنبلة ألقيت على المبنى من طائرة.
Another horrendous war crime in Mariupol. Massive Russian attack on the Drama Theater where hundreds of innocent civilians were hiding. The building is now fully ruined. Russians could not have not known this was a civilian shelter. Save Mariupol! Stop Russian war criminals! pic.twitter.com/bIQLxe7mli
— Dmytro Kuleba (@DmytroKuleba) March 16, 2022
وفي منشور على تطبيق تلغرام، قال مجلس ماريوبول المحلي اليوم: "دمر الغزاة مسرح الدراما، وهو مكان لجأ إليه أكثر من ألف شخص للاحتماء، لن نغفر هذا أبدًا".
وقبل أيام من تعرض المسرح للقصف، أظهرت صور أقمار اصطناعية لشركة "ماكسار" الخاصة كلمة "ديتي" أو "أطفال" بالروسية محفورة على الأرض على جانبي مبنى المسرح.
وتأتي هذه الحادثة، فيما يستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الـ22 على التوالي، حيث قتل شخص واحد على الأقل وأصيب ثلاثة بهجوم على العاصمة كييف.
Multiple reports that Russian forces dropped a bomb on Mariupol drama theatre where (at least until yesterday) hundreds of people were taking refuge. If confirmed refugees were still inside, this would be potentially the worst civilian harm incident and an undisputable war crime. pic.twitter.com/sDfhHULLCM
— Christo Grozev (@christogrozev) March 16, 2022
"مأساة مرعبة"
من جانبه، وصف رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو الهجوم بأنه "مأساة مرعبة".
وقال في تسجيل فيديو: "كان الناس يختبئون هناك، وقال البعض إنهم كانوا محظوظين لبقائهم على قيد الحياة، لكن للأسف لم يحالف الحظ الجميع".
وأضاف: "الكلمة الوحيدة لوصف ما حدث اليوم هي إبادة جماعية، إبادة لأمتنا وشعبنا الأوكراني، لكني واثق من أن اليوم سيأتي عندما تنهض مدينتنا الجميلة ماريوبول من تحت الأنقاض مرة أخرى".
وتعد المدينة هدفًا إستراتيجيًا رئيسيًا لموسكو، باعتبار أن السيطرة عليها تسمح بربط القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بدونباس، وتمنع وصول الأوكرانيين إلى بحر آزوف.
وعلى مدى أيام قصفت القوات الروسية المدينة التي كان يسكنها نحو نصف مليون نسمة، وقطعت عنها إمدادات الطاقة والغذاء والمياه.
وتحاول سلطات المدينة تحديد عدد الضحايا، لكن تعرّض أحياء سكنية إلى القصف يعرقل جهودها في هذا الصدد.
وجاء في بيان رسمي: "يستحيل العثور على كلمات تصف مستوى الاستخفاف والقسوة التي يدمّر الغزاة الروس من خلالها السكان المسالمين لمدينة أوكرانية مطلة على البحر".
"أكثر من 2500 قتيل"
والإثنين، قال أوليكسي أرتستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني: إنّ أكثر من 2500 من سكان مدينة ماريوبول المطلة على البحر الأسود سقطوا قتلى منذ بدء الهجوم الروسي.
وأضاف أنه يستند في ذلك إلى أرقام من إدارة المدينة، حيث اتهم القوات الروسية بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذّرت من "أسوأ سيناريو" في المدينة، في حال لم يتوصّل الطرفان المتحاربان "بشكل عاجل إلى اتفاق إنساني".
قتلى وجرحى في أوكرانيا
وفي سياق متصل، قالت هيئة الطوارئ الأوكرانية اليوم الخميس: إن شخصًا واحدًا على الأقل قتل وأصيب ثلاثة عندما أصابت شظايا صاروخ تم إسقاطه مبنى سكنياً في العاصمة كييف.
وأضافت في بيان أن المبنى المؤلف من 16 طابقًا أصيب في الساعة 05:02 صباحًا بالتوقيت المحلي وأن 30 شخصًا تم إخراجهم حتى الآن وأُخمد حريق.
وأمس الأربعاء، أعلن مدعون أوكرانيون أن عشرة أشخاص قتلوا بنيران القوات الروسية أثناء انتظارهم في طابور للحصول على الخبر في مدينة شرنيهيف الواقعة شمالًا، عند العاشرة صباحًا (08:00 ت غ).
وأفادت أجهزة إغاثة بأنه تم العثور تحت أنقاض مبنى في شرنيهيف على خمس جثث، تعود ثلاث منها لأطفال.
وفي خاركيف قتل ثلاثة أشخاص وجرح خمسة في سوق من جراء حريق نجم عن قصف طاول المدينة الواقعة في شمال شرق أوكرانيا.
ولأول مرة منذ اندلاع الحرب استهدفت مدينة زابوريجيا التي يلجأ إليها المدنيون الهاربون من المعارك، وقد أصيبت محطة للنقل المشترك فيها بصاروخ واحد على الأقل.
وتضم المدينة أكبر منشأة نووية في أوروبا، علما بأنها تحت سيطرة الروس منذ الرابع من مارس/ آذار.
وخلت كييف التي تحاول القوات الروسية محاصرتها من نصف سكانها على الأقل البالغ عددهم 3,5 ملايين نسمة منذ بدء النزاع في 24 فبراير/ شباط.
وفر أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني من البلاد منذ بدء الحرب، نحو نصفهم من الأطفال، غالبيتهم إلى بولندا.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".