أعلنت هيئة الدفاع عن القيادي في حركة "النهضة" التونسية نور الدين البحيري اليوم الإثنين، تقديمها شكوى للنيابة العامة بخصوص "اختطاف" البحيري، ضد الرئيس قيس سعيد، ووزير داخليته توفيق شرف الدين.
وقال عضو هيئة الدفاع، المحامي سمير ديلو، خلال مؤتمر صحافي في "دار المحامي" بالعاصمة تونس: إنه "تم إيداع شكاية للنيابة العامة في اختطاف البحيري ضد شخصين، هما رئيس الجمهورية ووزير الداخلية".
وأضاف ديلو: "تم تقديم عدة شكايات أخرى ضد توفيق شرف الدين كمحام لدى الاتحاد الدولي للمحامين، واتحاد المحامين العرب، والفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي (يتبع للأمم المتحدة)". ولفت إلى أنه سيتم التواصل مع كل الهيئات الحقوقية الإقليمية والدولية بخصوص القضية.
وتابع: "نور الدين البحيري موجود حاليًا بقسم الإنعاش الخاص بمرضى القلب بمستشفى الحبيب بو قطفة ببنزرت (شمال)".
وقال: إن "البحيري دخل في إضراب جوع وامتناع عن أخذ الدواء".
وأوضح ديلو أن "هناك ثلاث احتمالات للأماكن التي كان البحيري محتجزًا فيها قبل نقله للمستشفى". هذه الأماكن إما "ثكنة الرمال بمدينة منزل جميل في محافظة بنزرت، أو مركز تكوين فلاحي بمنزل جميل، والفرضية الثالثة أنه كان محتجزًا بمنزل كان يخصص لاحتجاز المعارضين قبل الثورة".
إخفاء قسري
من ناحيته، قال العميد السابق للمحامين عبد الرزاق الكيلاني، في المؤتمر الصحافي ذاته، إن "وضعية البحيري لا نعرفها قانونًا، فهو ليس في حالة إيقاف ولا احتفاظ"، معتبرًا أنّ "البحيري في حالة إخفاء قسري".
وأضاف: "هذه الممارسات يعاقب عنها القانون الجنائي، ومن أخطر الجرائم التي ترتكب في حق الإنسان"، فيما لم يصدر أي تعليق من السلطات التونسية بعد.
من جهتها، أشارت زوجة البحيري سعيدة العكرمي، في المؤتمر الصحافي إلى أنها لم تدخل لزيارة البحيري في المستشفى "ورفضت توقيع أوراق طلبها منها رئيس الفرقة الأمنية" وأن زوجها "تعرض لأزمة قلبية وهو في قسم الإنعاش بالمستشفى"، وفقًا لـ "فرانس برس".
ومساء الأحد، قال القيادي في "النهضة" رياض الشعيبي: إنه جرى نقل البحيري إلى المستشفى، وهو في "حالة خطرة جدًا" و"يواجه الموت"، مضيفًا أنه "منذ ثلاثة أيام دون طعام وماء ودواء".
"حي وواعٍ"
مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية كان ضمن الوفد التابع للهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، وهي هيئة مستقلة تابعة للدولة، ومن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان الذي قام بزيارة البحيري في مستشفى بنزرت؛ قال إنه "ليس بحالة حرجة".
وأضاف: "إنه حيّ وواع وتم إيواؤه في غرفة بمفرده في قسم أمراض القلب بالمستشفى"، لكنه "يرفض منذ الجمعة الغذاء والدواء ولذلك تم نقله إلى المستشفى وهو تحت المراقبة".
ويشكو البحيري من عدة أمراض مزمنة من بينها السكّري وضغط الدم، وأراد الفريق الطبي نقله إلى المستشفى العسكري تفاديًا لتدهور وضعه الصحي، حسب المصدر نفسه.
وبالتزامن مع اعتقاله، أعلنت وزارة الداخلية في بيان عن قرار بـ"وضع شخصين قيد الإقامة الجبرية عملًا بالقانون المنظم لحالة الطوارئ وحفاظا على الأمن والنّظام العامين".
ولم تكشف الوزارة عن اسمي الشخصين الموضوعين قيد الإقامة الجبرية، لكنها أكدت حرصها على "التقيد بالضمانات المكفولة بمقتضى الدستور، خاصة من حيث توفير ظروف الإقامة الملائمة والإحاطة الصحية اللازمة للمعنيين بهذا القرار".
وكانت حركة "النهضة" قد حمّلت الجمعة، الرئيس سعيّد ووزير الداخلية، المسؤولية المباشرة عما اعتبرتها "عملية اختطاف" القيادي البحيري.