الأحد 19 مايو / مايو 2024

لا شرقية ولا غربية: الكنيست لا يحدد شكل مجتمعنا

لا شرقية ولا غربية: الكنيست لا يحدد شكل مجتمعنا

Changed

الكنيست ليس مكانًا لتحديد هوية مجتمعنا أو النقاش بذلك، والهويات أصلا لا تحدد من قبل قائمة انتخابية، بل يصنعها كل فرد منا من خلال ممارساته وتعامله مع الآخرين.

من المفترض أن تكون الانتخابات البرلمانية في أي دولة فرصة هامة لإثراء النقاش السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وأن يقدّم كل حزب أو قائمة برنامجه ورؤيته ومشروعه؛ وتزداد هذه الأهمية في ظروف شعب يواجه احتلالا واستعمارا وتهويدا. وفي ظروفنا تحديدًا، فإن انتخابات الكنيست ليست على وجه المجتمع، وكأن الأحزاب العربية تتصارع على الحكم والهيمنة على مؤسسات الدولة؛ بل يجب أن يكون التنافس على برامج سياسية واضحة، لكن هناك من لديه فائض من الطموحات الشخصية والسياسية، ويريد جرّنا إلى معارك مجتمعية مصطنعة ووهمية، والأكيد أن الانتخابات للكنيست الإسرائيلي ليست مكانًا لمناقشتها.

تحويل معركة انتخابية للبرلمان الإسرائيلي إلى معركة مصطنعة على هوية المجتمع وشكله، ليست إلا تعبيرًا عن عجز حقيقي عن تقديم طرح سياسي جديد ومغاير عمّا سبقه، سواءً لجهة الفلسطنة أو لجهة الأسرلة.

وإذا تجاهلنا حجم الكذب والتضليل والتحريض من معظم الأطراف في حملاتها الانتخابية هذه الأيام، وتحويل شبكات التواصل الاجتماعي إلى منصّات للتحريض وخطاب الكراهية والفتنة الطائفية، إلا أنه لا يمكن تجاهل الادّعاء الخطير الذي تردّده الحركة الإسلامية الجنوبية بأن المعركة الحالية هي على شكل وطبيعة مجتمعنا، وكأن مجتمعنا تحسم هويته في البرلمان الإسرائيلي، وليس في ميادين العمل الوطني والاجتماعي والثقافي والإعلامي أيضًا. هوية مجتمعنا تتشكل أولًا من خلال الصراع مع الصهيونية وليس من خلال اللعبة الديمقراطية البرلمانية الإسرائيلية؛ وتاريخيًا تشكلت الهوية الفلسطينية في القرن العشرين وحتى يومنا هذا، من خلال الصدام مع الصهيونية، ورسَم ملامِحَها المناضلون في الميادين، سواءً قبل قيام إسرائيل، أو بعد انطلاق الثورة الفلسطينية في الستينيات والسبعينيات، وفي مقدمتها حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح)، الذين لم يكونوا لا علمانيين ولا إسلاميين، بل كانوا مناضلين وثوريين، واعتبروا الثورة هي الهوية الجامعة.

تحويل معركة انتخابية للبرلمان الإسرائيلي إلى معركة مصطنعة على هوية المجتمع وشكله، ليست إلا تعبيرًا عن عجز حقيقي عن تقديم طرح سياسي جديد ومغاير عمّا سبقه، سواءً لجهة الفلسطنة أو لجهة الأسرلة. الهروب من السياسية يكون مرّة على شكل بدع إعلامية مضلّلة وخطيرة، ومرّة على إشعال قضايا مجتمعية لا تشغل بال الناس أساسًا، وانتخابات الكنيست ليست المكان ولا الزمان الصحيحين لطرحها. هذا خطر سيرتّد على مُشْعِلِهِ وسيكتوي بناره؛ هو لعب بالنار. هذا الأمر الأول.

لقراءة المقال كاملاً على موقع عرب 48
المصادر:
عرب 48

شارك القصة

سياسة - لبنان
يقدّر مجلس الجنوب عدد المنازل المهدّمة كليًا بـ1700 منزل
يقدّر مجلس الجنوب عدد المنازل المهدّمة كليًا بـ1700 منزل - الأناضول
شارك
Share

يستغل سكان جنوب لبنان الهدوء النسبي المؤقت الذي يسجّل خلال مراسم تشييع لتفقد منازلهم والإتيان بأغراض لم يفكروا بحملها معهم عندما هربوا تحت القصف.

سياسة - فلسطين
انخفض الناتج المحلي الإجمالي لغزة بنسبة 86% في الربع الأخير من عام 2023
انخفض الناتج المحلي الإجمالي لغزة بنسبة 86% في الربع الأخير من عام 2023 - غيتي
شارك
Share

مع استمرار حرب غزة، ينتشر الجوع في كل أنحاء القطاع بحسب تقارير لجماعات حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة التي أشارت إلى استخدام إسرائيل للجوع سلاحًا.

سياسة - أوروبا
 اقترحت الرئيسة إدخال تعديلات على التشريع محذّرة في الوقت نفسه من أي مفاوضات غير جدية - غيتي
اقترحت رئيسة جورجيا إدخال تعديلات على تشريع "التأثير الأجنبي" محذّرة في الوقت نفسه من أي مفاوضات غير جدية - غيتي
شارك
Share

اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن فيتو رئيسة جورجيا بشأن قانون "التأثير الأجنبي" يمنح الحكومة مساحة "للتفكير بشكل أعمق".

Close