الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

أزمة أوكرانيا.. هل تكفي العقوبات "المتواضعة" في "كبح جماح" روسيا؟

أزمة أوكرانيا.. هل تكفي العقوبات "المتواضعة" في "كبح جماح" روسيا؟

Changed

نافذة خاصة ضمن "الأخيرة" من كييف حول تطورات الأزمة الأوكرانية وقراءة تحليلية للعقوبات الغربية على موسكو (الصورة: غيتي)
عمدت الدول الغربية على إقرار دفعة أولى من العقوبات ردًا على الخطوات الروسية، لكنها تبقى متواضعة مقارنة بتلك التي توعّدت بها في السابق.

بلغت الخشية من تصعيد عسكري في أوكرانيا التي يحتشد عند حدوها 150 ألف جندي روسي بحسب واشنطن، ذروتها مع اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين باستقلال منطقتي لوغانساك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.

وبعيد تلقّيه الضوء الأخضر من النواب، ندّد بوتين مرة جديدة الثلاثاء بممارسات ترتكبها كييف ضد الانفصاليين في دونباس، على ما أفاد.

وأبقى بوتين الغموض على موعد إرسال قوات مسلحة، مطالبًا بجعل أوكرانيا "منزوعة السلاح". وأكد أن "من الأفضل لها" التخلي عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي واختيار "الحياد".

ويبقي بوتين الذي يضبط منذ البداية إيقاع هذه الأزمة، الغموض حول نواياه. وأمامه خيارات عدة إما أن يغزو أوكرنيا بالكامل أو توسيع منطقة سيطرة الانفصاليين أو انتزاع وضع قائم جديد بالتفاوض.

دفعة أولى من العقوبات

وعمدت الدول الغربية على إقرار دفعة أولى  من العقوبات ردًا على الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين حيث تتواجه كييف مع الانفصاليين منذ ثماني سنوات في نزاع أسفر عن سقوط أكثر من 14 ألف قتيل.

وكان أبرز تدبير اتخذ في هذا الإطار، إعلان ألمانيا تعليق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 لنقل الغاز الروسي إلى اوروبا.

وفي البيت الأبيض أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن "دفعة أولى" من العقوبات تهدف إلى منع موسكو من الحصول على أموال غربية لتسديد دينها السيادي.

اما الاتحاد الأوروبي فقد أقرّ حزمة من العقوبات "ستكون موجعة جدًا لروسيا"، على ما قال وزير خارجية التكتل جوزف بوريل.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من جهته عقوبات تطال ثلاثة أثرياء مقربين من الكرملين وخمسة مصارف روسية.

كما أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، قائلًا "سوف نحظر على الكنديين الانخراط في شراء سندات الدين الحكومية الروسية".

إلا أن هذه التدابير تبقى متواضعة مقارنة بتلك التي توعّدت بها دول الغرب روسيا إذا غزت قواتها أوكرانيا.

"الخيار الوحيد" أمام بوتين

ويرى أستاذ العلوم السياسية كيريل كوكيتش من موسكو أنّ العقوبات كانت متوقعة من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنّ الاعتراف الروسي باستقلال منطقتي لوغانساك ودونيتسك الانفصاليتين كان "الخيار الوحيد" أمام موسكو.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، أنّ 30% من الجيش الأوكراني مركّز على حدود هذه الأقاليم ويمكن أن يجتاح هذه المناطق في أي وقت، "ولكن الآن هذه الأقاليم تحت سيطرة الجيش الروسي".

ويلفت إلى أنّ روسيا أعلنت أنّها سوف تدعم دفاع الجمهوريات الاستقلالية الجديدة، وقالت إنها سوف تنقل بعض القوات إلى هذه المناطق إذا اضطرت إلى ذلك، لكنّه يشدّد على أنّه لم يتمّ نقل أيّ قوات حتى الآن.

ويضيف: "هناك منذ ثلاثة أشهر قوات أوكرانية موجودة على حدود هاتين الجمهوريتين وكان يمكن أن يقوموا بتدمير هذه الجمهوريات في خلال خمسة أيام".

ويؤكد أنّ روسيا تحاول أن تستمرّ في المفاوضات ولكنها في الوقت نفسه تحمي هذه المناطق التي كانت تسعى للحصول على الاستقلال من السابق.

العقوبات "غير كافية"

من جهته، يعرب الأكاديمي والباحث السياسي ييكوشيك فالنتين عن اعتقاده بأنّ العقوبات ستؤثر على النظام المالي الروسي، مشيرًا إلى أنّها قد تكون جدية لكنها "غير كافية" لأن روسيا لها قنوات أخرى عبر الصين.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من كييف، إلى أنّ الغرب لا يرغب في تدمير النظام الروسي المالي بشكل كامل لأنه جزء من النظام المالي الغربي وهناك العديد من السياسيين الروس لديهم منازل وعقارات في الغرب.

ويوضح أنّ النظام الروسي المالي هو جزء من الماكينة، "لكن الجزء الأهم هنا هو الرئيس وهذه العقوبات لن تمسّ جوهر المشكلة". ويلفت إلى أنّ بريطانيا هددت ببعض العقوبات التي قد تطال الرئيس الروسي لكن ليس بالقدر الكافي أيضًا.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ الروس قاموا بسحب أموالهم من الغرب بالفعل، مضيفًا أنّ بعض الشخصيات ربما تكون في مناطق موثوق بها مثل هونغ كونع أو غيرها.

ويخلص إلى أنّ هذه العقوبات لن تردع بوتين الذي قرّر أن يتّبع ما يصفه بـ"العجرفة السياسية"، حين قرّر الاعتراف بهذه الأقاليم الانفصالية التي تدعمها روسيا منذ البداية بوصفها جمهوريات مستقلة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close