شيّع المئات في مدينة البصرة جنوبي العراق أمس الخميس، اثنين من مقاتلي سرايا السلام، الفصيل المرتبط بالتيار الصدري. وردّد المشيعون هتافات غاضبة تنديدًا باغتيال المقاتلين.
وكان 4 مسلحين قد لقوا مصرعهم الأربعاء بعد اشتباكات في البصرة، بين عدد من الفصائل الشيعية.
وجاء ذلك بعدما شهدت العاصمة بغداد احتجاجات واشتباكات وفوضى أمنية خلّفت ما لا يقل عن 30 قتيلًا و380 جريحًا، منذ أن أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائيًا.
إلى ذلك، قرّرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق تحديد يوم الأربعاء المقبل موعدًا لإصدار الحكم النهائي في الدعوى المقامة أمامها بشأن حل مجلس النواب.
وكانت المحكمة قد أرجأت البت في تلك الدعوى إلى الثلاثين من أغسطس/ آب الماضي، إلا أنها لم تنظر فيها معللة ذلك بحظر التجول الذي كان مفروضًا في عموم البلاد.
ودعوى حل مجلس النواب رفعها التيار الصدري؛ وتحمل فحواها اتهامات بالإخفاق في انتخاب رئيس للجمهورية والتجاوز على التوقيتات الدستورية لتشكيل الحكومة الجديدة. ويشهد العراق مساعٍ حثيثة لإيجاد مخرج لأزمة سياسية مستمرة منذ أكثر من 10 أشهر.
"القضاء يحاول ألا يكون طرفًا"
وتعليقًا على تلك التطورات، يقول الكاتب والصحافي المجاشع التميمي، إنه لا يتوقع أن تتخذ المحكمة الاتحادية العليا في العراق قرارًا بشأن الدعوى المقامة أمامها حول حل مجلس النواب، لافتًا إلى أن القضاء يحاول هذه المرة ألا يكون طرفًا في الصراع.
ويشير في حديثه إلى "العربي" من بغداد، إلى أن العلاقة كانت قد توترت بين القضاء العراقي، وتحديدًا المحكمة الاتحادية العليا والتحالف الثلاثي، بزعامة الصدر والبارزاني والحلبوسي، بعدما تدخّل في وقت سابق وفسر المادة 59 من الدستور، التي ألزمت مجلس النواب حضور ثلثي أعضائه لانتخاب رئيس الجمهورية.
وبينما يلفت إلى أن القضاء أُحرج بشكل واضح، يضيف "لذا نلاحظ أنه دائمًا ما يُحاول تأجيل الجلسة أملًا بالتوصل إلى حل سياسي".
