الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

أعمال الإنقاذ تصل إلى نهايتها.. دعوات لزيادة المساعدات إلى سوريا

أعمال الإنقاذ تصل إلى نهايتها.. دعوات لزيادة المساعدات إلى سوريا

Changed

نافذة سابقة تسلط الضوء على عراقيل جهود إغاثة ضحايا الزلزال شمال غربي سوريا (الصورة: غيتي)
بدأت الجرافات وسيارات الشحن برفع الأنقاض والركام في بعض المدن التركية تمهيدًا لتنظيفها من الحطام، والبدء في إعداد خطة إعادة الإعمار وتنفيذها.

دعت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا، وبشكل عاجل، بالتزامن مع وصول قافلة لها إلى المنطقة المنكوبة، تحمل خيامًا للنازحين والمشرّدين من جراء الزلزال.

وطالبت المنظمة بزيادة الإمدادات الإنسانية لأنّ ما يصل إلى مناطق سيطرة المعارضة لا يوازي حجم ما كانت عليه قبل وقوع الزلزال، مشيرة إلى أنّ ما وصل من مساعدات في الأيام العشرة التي أعقبت الزلزال أقلّ من معدّلها الأسبوعي في العام الماضي.

في غضون ذلك، اتهم الدفاع المدني السوري فريقًا من الأمم المتحدة بتهديد المنظمات الإنسانية السورية، موضحًا أنّ فريقًا من الأمم المتحدة أبدى انزعاجه من الاتهامات التي وُجّهت للمنظمة الدولية بالتقصير في الاستجابة لكارثة الزلزال بسوريا.

كما اتهم الأمم المتحدة بـ"تسييس المساعدات" بطلبها موافقة النظام على فتح المعابر، مشيرًا إلى وجود سند قانوني يتيح للأمم المتحدة تنفيذ العمليات عبر الحدود من دون الحاجة إلى تفويض من الدول أو حتى من مجلس الأمن.

وكان مدير برنامج الأغذية العالمي قال إنّ البرنامج لا يحصل على تيسيرات الدخول التي يحتاجها من السلطات في شمال غربي سوريا، وإنّ العراقيل تبطئ وصول المساعدات. وحذر من قرب نفاد الأموال المخصصة لجهود الإغاثة من الزلزال التي لا تكفي سوى لمدة 60 يومًا.

حصيلة الضحايا تتجاوز 46 ألفًا

وارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب مدن الجنوب التركي والشمال السوري إلى أكثر من 46 ألفًا، إثر انتشال جثث المزيد من الضحايا من تحت أنقاض المباني المدمّرة في كلا البلدين.

وبلغ عدد وفيات الزلزال في تركيا أكثر من 40600، في حين تجاوز العدد في سوريا 5700، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين. ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرّة في مناطق عدّة بتركيا، بينما أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ وقف البحث عن ناجين ابتداء من مساء اليوم.

يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إنّ زلزالًا بقوة 5.2 درجات هزّ منطقة وسط تركيا مساء أمس السبت، من دون أنباء عن وقوع أضرار.

وقالت إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا، إنّ أكثر من ستة آلاف هزة ارتدادية ضربت جنوبي البلاد بعد الزلزال، تزامنًا مع الإعلان أنّ أعمال الإنقاذ وصلت إلى نهايتها مع تضاؤل الأمل بالعثور على ناجين.

وفي ولاية هاتاي، بدأت الجرافات وسيارات الشحن برفع الأنقاض والركام ونقله إلى خارج المدينة تمهيدًا لتنظيفها من الحطام، والبدء في إعداد خطة إعادة الإعمار وتنفيذها.

آلاف السوريين يعودون "طوعًا" إلى بلادهم

وسط ذلك، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الأحد، إن 10 آلاف و633 سوريًا عادوا إلى بلادهم بشكل طوعي بعد الزلزال، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال جولة تفقدية على مخافر حدودية جنوبي البلاد، رفقة رئيس الأركان التركي يشار غولر.

ولفت أكار إلى أن بعض الجهات المغرضة أطلقت ادعاءات بأن "هناك تدفقًا للاجئين عبر الحدود" إلى ولاية هاتاي، التي تضررت بشكل كبير من الزلزال. لكنّه أكد أنه "تبيّن أن تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة كليًا"، وأنه لا توجد عمليات عبور للاجئين باتجاه تركيا سواء من البوابات الحدودية أو الشريط الحدودي.

وفي مستهل جولته، زار أكار معبر يايلاداغي الحدودي مع سوريا، بولاية هاتاي، حيث أكد مسؤولون في المعبر له عدم وجود أي عبور للاجئين باتجاه تركيا من هذه البوابة، وأنه على العكس هناك عمليات عودة نهائية إلى سوريا.

مناطق "بلا مخزون" 

ويثير إيصال المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، غضبًا واسعًا خصوصًا مع تأخر وصول قوافل الأمم المتحدة وضعف إمداداتها.

وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" استنفدت مخزونها في إدلب بعد وقوع الزلزال، عبر تقديم حوالي 12 طنًا وأربعة آلاف متر مكعب من المعدات الجراحية والأدوية لمستشفيات إدلب.

وقال رئيس بعثة المنظمة إلى سوريا حكيم خالدي في البيان: "أفرغنا مخزون الطوارئ لدينا خلال ثلاثة أيام إلا أننا لم نر أي دعم من الخارج. المساعدات تأتي بكميات ضئيلة في الوقت الحالي".

ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال غرب البلاد، والتي طالها الزلزال، أكثر من أربعة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين، ويعتمد 90% منهم على المساعدات الإنسانية. إلا أنه بعد وقوع الزلزال، تأخرت مساعدات الأمم المتحدة بالدخول إليها أربعة أيام، ولم تصل بداية سوى كميات محدودة جداً منها.

خذلان الأمم المتحدة

وتدخل مساعدات الأمم المتحدة إلى تلك المناطق عبر معبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن مرور المساعدات الأممية العابرة للحدود من دون موافقة النظام السوري. وبإمكان منظمات إنسانية أن تستخدم معابر أخرى خارج هذه الآلية، على غرار قافلة أطباء بلا حدود اليوم.

وبعدما أقر مسؤول فيها بأنها "خذلت" سكان شمال غرب سوريا، أعلنت الأمم المتحدة في 13 شباط/فبراير أنها حصلت على "موافقة النظام" لإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة، والراعي الحدوديين مع تركيا لمدة ثلاثة أشهر.

وبعد الزلزال، أرسلت وكالات الأمم المتحدة أكثر من 170 شاحنة إلى شمال غرب سوريا. وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود أنه في العام 2022 وحده، عبرت 7566 شاحنة محملة بالمساعدات من تركيا إلى شمال غرب سوريا، أي بمعدل 145 شاحنة في الأسبوع.

احتياجات الشمال

وشددت المنظمة على أن الأولوية يجب أن تكون لتأمين المأوى والمياه، وأدوات الصرف الصحي، فضلاً عن الإمدادات الطبية اللازمة لما بعد العمليات الجراحية.

وبدأت المنظمة، التي يتواجد فريق لها في إدلب منذ 2012، بعد الزلزال بتغطية تكاليف ثلاث مستشفيات وبنك دم لمدة ثلاثة أشهر.

ومن المفترض أن ترسل لاحقًا قافلة ثانية محملة بالمساعدات الطبية إلى شمال غرب سوريا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close