الأحد 19 مايو / مايو 2024

أمر "غير ممكن".. ماكرون يرد على طلب روسيا دفع ثمن الغاز بالروبل

أمر "غير ممكن".. ماكرون يرد على طلب روسيا دفع ثمن الغاز بالروبل

Changed

الباحث الاقتصادي مازن رشيد يشرح لـ "العربي" إيجابيات وسلبيات قرار روسيا بدفع ثمن غازها بالروبل (الصورة: غيتي)
اعتبر الرئيس الفرنسي أن قرار روسيا بدفع ثمن شحنات الغاز بعملتها المحلية محاولة للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، مؤكدًا أن الأمر "لا تنص عليه العقود".

ردّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة، على مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدفع ثمن شحنات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بالروبل وليس بالدولار أو اليورو، معتبرًا أن الأمر "غير ممكن" و"لا تنص عليه العقود".

وقال ماكرون ردًا على سؤال وجه له إثر القمة الأوروبية في بروكسل، حول الإعلان الذي أصدرته موسكو الأربعاء: إن الطلب الروسي "لا يتماشى مع ما تم التوقيع عليه، ولا أرى سببًا لنطبقه".

وأضاف: "نواصل عملنا التحليلي"، لكن "جميع النصوص الموقعة واضحة: هذا محظور. لذا يتعين على الفاعلين الأوروبيين الذين يشترون الغاز ويتواجدون على الأراضي الأوروبية أن يدفعوا باليورو".

واعتبر الرئيس الفرنسي أن موسكو تسعى بهذا المطلب، إلى إنشاء "آلية التفاف" على العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضها الأوروبيون في أعقاب الهجوم على أوكرانيا.

من جانبها، أعربت ألمانيا المعنية بشراء الغاز الروسي الأربعاء عن استنكارها "خرق العقد" من جانب بوتين، الذي أمهل حكومته أسبوعًا لوضع نظام الدفع الجديد بالروبل.

وتعتمد ألمانيا بشكل كبير على الغاز الروسي الذي يمثل حوالي 55% من إجمالي وارداتها الغازية.

ورغم الهجوم على أوكرانيا، يستمر الغاز الروسي في التدفق إلى الاتحاد الأوروبي الذي يرفض فرض حظر عليه. لكن الدول الأوروبية تعهدت بالإسراع في خفض اعتمادها على الغاز الروسي.

وقال الرئيس الفرنسي: "نحن مشتر كبير جدًا للغاز الروسي وما نعتبره نقطة ضعف بالنسبة لنا هو أيضًا نقطة ضعف لروسيا التي لا تستطيع تغيير هيكلية خطوط أنابيبها بين ليلة وضحاها".

"قرار غريب"

من جهته، وصف الباحث الاقتصادي مازن رشيد لـ "العربي" من عمان، القرار الروسي بـ "الغريب" من الناحية الاقتصادية، رغم أن فوائده عديدة على المدى القصير ومن شأنه أن يزيد الطلب على العملة الروسية بعدما تراجعت قيمتها مؤخرًا، بسبب الحرب في أوكرانيا وفقدان الثقة بها.

لكنه أشار إلى أنه من غير المتوقع، على المديين المتوسط والبعيد، أن يكون أثر هذا القرار إيجابيًا على الاقتصاد الروسي، بل سيكون سلبيًا لأن توجه أي دولة في العالم هو بيع صادراتها بالعملات الأجنبية لتعزيز احتياطاتها من تلك العملات، وهو ما يساعدها على دفع ثمن وارداتها بالعملة الأجنبية أيضًا.

عملية إجلاء من ماريوبول

في سياق آخر، أعلن ماكرون أن فرنسا وتركيا واليونان ستنفذ "عملية إنسانية" للإجلاء "خلال الأيام القليلة المقبلة" من مدينة ماريوبول المحاصرة جنوب أوكرانيا.

وأضاف: "سأجري في غضون 48 إلى 72 ساعة محادثة جديدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع التفاصيل بشكل صحيح وتأمين الترتيبات".

وتابع الرئيس الفرنسي: "آمل إشراك أكبر عدد ممكن من أصحاب المصلحة في هذه العملية"، مؤكدًا أنه "من الممكن" تنفيذ الإجلاء "خلال الأيام القليلة المقبلة".

وأكد ماكرون أن "فرق الإليزيه" تحدثت الجمعة مع رئيس بلدية ماريوبول "المدينة التي تعد أكثر من 400 ألف نسمة ولا يتجاوز عدد سكانها اليوم 150 ألف نسمة" يعيشون "في أوضاع مأساوية".

ووفق أحدث حصيلة أعلنتها بلدية ماريوبول، فقد لقي أكثر من ألفي مدني مصرعه في المنطقة. وبحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا يزال حوالي 100 ألف شخص عالقين في المدينة الساحلية الاستراتيجية المطلة على بحر آزوف والمحاصرة من القوات الروسية.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close