الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أوكرانيا تقلب موازين القوة.. ما هي دلالات استعادة مدن وبلدات في الشرق؟

أوكرانيا تقلب موازين القوة.. ما هي دلالات استعادة مدن وبلدات في الشرق؟

Changed

"العربي" يستعرض أسباب ودلالات استعادة أوكرانيا مدن وبلدات في الشرق من روسيا (الصورة: غيتي)
يسلّط "العربي" الضوء على دلالات استعادة أوكرانيا مدنًا وبلدات أوكرانية في الشرق في ظل نفي روسي لتأثير هذه الخسائر على مجريات الحرب عمومًا

يرسم تقدم القوات الأوكرانية وتراجع الروسية عنوان المرحلة الحالية في الشرق الأوكراني، بعد هجوم مفاجئ في الأيام الأخيرة استطاعت خلاله قوات كييف استعادة السيطرة على أكثر من 3 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي في المنطقة الإستراتيجية القريبة من الحدود الروسية.

ولعلّ أهم هذه المناطق مدينتا كوبيانسك وبلكاليا القريبة من إيزيوم التابعة لخاركيف، وتكمن أهميتها من كونها مراكز لوجستية مهمة تعتمد روسيا عليهما في إيصال الإمدادات إلى مواقعها على الجبهة الشرقية.

ويشير الخبراء العسكريون، إلى أنه إذا تم الحفاظ على التقدم الأوكراني سيكون هذا الحدث العسكري الأهم منذ انسحاب روسيا من المناطق المحيطة بكييف في أبريل/ نيسان الماضي.

تقدم مدروس

ويمضي التقدم بطريقة مدروسة للغاية وبخطة قوية، يتم تمكينها بشكل حاسم من خلال الموارد التي يوفرها الغرب، بحسب ما صرح به وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وفي السياق نفسه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، إن الحرب الروسية على أوكرانيا دخلت مرحلة حاسمة بفضل ما أسماه الهجوم المضاد الذي تنفذه كييف.

ولفت ستولتنبرغ إلى أن تضامن الغرب يجب ألا يتزعزع الآن، رغم أزمة الطاقة وارتفاع تكلفة المعيشة.

الدعم الغربي

وعن الانسحاب الروسي، تقول وزارة الدفاع الروسية إنه تكتيكي ويهدف لإعادة ترتيب صفوف قواتها وتعزيز الجهود على جبهة دونيتسك، إلا أن الكثير من المحللين يعزون التقدم الأخير للدعم الغربي، فشحنات الأسلحة الغربية شرعت في الوصول إلى أوكرانيا منذ بداية الهجوم الروسي عليها نهاية فبراير/ شباط الماضي.

ومع استمرار طلب كييف المزيد من الأسلحة كمًا ونوعًا، لا تنقطع روسيا عن الشكوى من أن الغرب يستخدم جارتها كساحة حرب ضدها، ويمدها بمختلف الأسلحة المتطورة.

في هذا السياق، كشفت وكالة المخابرات المركزية الأميركية، أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بكميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية للمساعدة في توجيه قراراتها في ساحة المعركة.

هذا وقد أقر الكونغرس الأميركي مساعدات لكييف للفترة المقبلة بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا، على وقع دعوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتقديم مزيد من التمويل قائلًا إن التكلفة الشهرية للدفاع عن أوكرانيا تبلغ حوالي 5 مليارات دولار.

دلالات الخسائر الروسية

بدوره، يرى عمر عاشور رئيس برنامج الدراسات الأمنية النقدية في معهد الدوحة للدارسات العليا، أن خسارة روسيا أكثر من 6000 كيلومتر مربع في شرق أوكرانيا، هي هزيمة على مستوى العمليات وليس على المستوى الإستراتيجي رغم أنه نصر تكتيكي كبير للقوات الأوكرانية، كونها أول مناورة هجومية بالأسلحة المشتركة تقوم بها قوات كييف في هذه الحرب.

ويضيف في حديث مع "العربي"، أن الجيش الأوكراني تجاوز التوقعات التي وضعها بنفسه، على الرغم من أنه لم يحقق نفس النجاحات على الجبهة الجنوبية.

وعن أسباب هذا التقدم الشرقي، يقول عاشور إن المد الهائل بالأسلحة الغربية الموجهة منها المدفعية والراجمات ساهم بشكل أساسي بذلك، إلى جانب تكثيف التدريب الذي قدم من قبل عدد من العواصم الأوروبية والبريطانية والأميركية، فضلًا عن الدعم الاستخباراتي.

كما لفت رئيس برنامج الدراسات الأمنية النقدية، إلى أن القوات الروسية كانت تقاتل على جبهتين ما استنزف القدرات الروسية وحولها إلى موقع الدفاع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close