الجمعة 17 مايو / مايو 2024

الأزمة بين روسيا والغرب.. عقوبات بالجملة وبلينكن يلغي لقاءه مع لافروف

الأزمة بين روسيا والغرب.. عقوبات بالجملة وبلينكن يلغي لقاءه مع لافروف

Changed

مؤتمر صحافي لوزيري الخارجية الأميركي والأوكراني على خلفية الأزمة مع روسيا (الصورة: غيتي)
فرضت دول غربية عقوبات اقتصادية على بنوك وأفراد من النخبة الروسية على خلفية الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.

لجأت القوى الغربية إلى فرض عقوبات اقتصادية ضد شخصيات نافذة ومؤسسات روسية على وقع ارتفاع وتيرة الخلافات والانقسامات العميقة بشأن الأزمة الأوكرانية.

وتتسع دائرة المخاوف الغربية من احتمال شن روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الأراضي الأوكرانية بعد أنّ أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنشر قوات في المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.

"بداية الغزو" لأوكرانيا

وفي التفاصيل، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا واليابان وكندا خططًا لمعاقبة بنود وأفراد من النخبة الروسية، بينما علقت ألمانيا خط غاز "نورد ستريم 2"، وهددت الدول بفرض المزيد من العقوبات إذا حدث غزو روسي شامل.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء: إنّ اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين وإرسالها قوات إليهما هو "بداية الغزو الروسي لأوكرانيا"، كاشفًا عن أولى العقوبات على روسيا على غرار ما فعله شركاؤه الغربيون.

وأكد بايدن في كلمة بعد 24 ساعة قرار الاعتراف الروسي، أن بوتين "يعدّ تبريرات للاستيلاء على المزيد من الأراضي بالقوة"، معتبرًا أنه "ببساطة، أعلنت روسيا للتو اقتطاع جزء كبير من أوكرانيا".

وأعلن الرئيس الأميركي أن عقوبات بلاده ستُطبق على بنك "في.إي.بي" وبنك الجيش الروسي، برومسفياز، الذي يبرم صفقات دفاعية. واعتبارًا من يوم الثلاثاء، سيبدأ تطبيق عقوبات على أفراد من النخبة الروسية وأسرهم.

وأشارت الولايات المتحدة كذلك إلى أنها قيدت التعاملات في السوق الثانوية على السندات السيادية الروسية التي تصدر بعد الأول من مارس/ آذار المقبل.

كما أعلنت كندا أيضًا خطوات مماثلة وستفرض عقوبات على أعضاء البرلمان الروسي الذين صوتوا لصالح قرار الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الثلاثاء، إنّ بلاده "سوف تحظر على الكنديين الانخراط في شراء سندات الدين الحكومية الروسية"، إضافة إلى فرض عقوبات إضافية على المصارف الروسية المدعومة من الدولة.

كما أعلنت بريطانيا والاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات مشابهة ستشمل مصارف روسية و"أفرادًا أثرياء" والنواب الروس الذين أيّدوا الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين.

عقوبات أسترالية ويابانية

أما أستراليا فقد أعلنت اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على ثمانية مستشارين أمنيين للرئيس الروسي بعد غزو روسيا "غير المبرر وغير المقبول" لأوكرانيا.

وسيواجه أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي مجموعة عقوبات تشمل حظر السفر، كما ستتخذ أستراليا إجراءات تستهدف المصارف الروسية المرتبطة بالجيش.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون: "إنهم يتصرفون مثل رجال العصابات والمتنمرين"، متوقعًا حدوث غزو روسي واسع النطاق لأوكرانيا "في الأربع والعشرين ساعة المقبلة" على الأرجح.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أيضًا أن بلاده تعتزم فرض عقوبات على روسيا وأفراد مرتبطين بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا اللتين يسيطر عليهما موالون لموسكو.

وتشمل عقوبات طوكيو حظر إصدار تأشيرات للأفراد المرتبطين "بما يسمى بالجمهوريتين"، إضافة الى تجميد أصولهم ومنع التبادل التجاري مع المنطقتين.

وقال كيشيدا للصحافيين: "نواصل مراقبة الوضع بقلق بالغ"، مضيفًا أنّ اليابان "تدين بشدة" تصرفات روسيا "التي تنتهك سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وتنتهك القانون الدولي"، مؤكدًا أنه من الممكن فرض مزيد من العقوبات "إذا تفاقم الوضع".

إلغاء لقاء بلينكن ولافروف

وأشارت إدارة بايدن إلى عدم جدية روسيا في العمل لتجنب نشوب نزاع عبر الإعلان عن إلغاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اللقاء الذي كان مقرّرًا بينه وبين نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف هذا الأسبوع.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا في واشنطن: "أما وقد رأينا أنّ الغزو قد بدأ وروسيا رفضت بوضوح أيّ خيار دبلوماسي، فلا معنى بتاتًا لأن نلتقي في الوقت الراهن".

وكان من المقرر أن يجري بلينكن ولافروف محادثات غدًا الخميس في جنيف بعد الاتفاق على الاجتماع الأسبوع الماضي أملًا في تفادي غزو روسي لأوكرانيا.

وقال بلينكن إنّ الغزو الروسي لأوكرانيا بدأ بالفعل، وإنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف عن هدفه المتمثل "بإخضاع أوكرانيا بالكامل"، مضيفًا أنّ واشنطن "ستتوخى دائمًا" أي إمكانية لمنع هجوم شامل على أوكرانيا.

وأضاف: "اذا تغيّرت مقاربة موسكو، سنبقى، وأنا سأبقى على جاهزية تامة للانخراط" في محادثات.

وفي إشارة إلى تصريحات موسكو بأنها سترسل قوات إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في أوكرانيا، قال بلينكن: "لكن على موسكو إظهار جديتها. ففي الساعات الأربع والعشرون الماضية أظهرت العكس تمامًا".

ولفت بلينكن الى أنّه "إذا استمرت روسيا في التصعيد، فسنفعل ذلك أيضًا"، في إشارة إلى العقوبات التي أعلن الرئيس جو بايدن فرضها على شخصيات ومؤسسات مالية روسية.

ترحيب أوكراني بالعقوبات

ورحّب وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا بالعقوبات، قائلًا: إنّ "الإدانات مهمة. لكن ما يهمّ حقًا الآن هو الأفعال".

وأضاف أنّ إستراتيجية الولايات المتحدة المتمثلة في فرض عقوبات على موجات وليس دفعة واحدة هي أمر "يمكن أن ينجح في حال استمر بطريقة مستدامة".

لكن الوزير الأوكراني رأى في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الثلاثاء أن تحرك الرئيس الأميركي لفرض مجموعة أولى من العقوبات على روسيا "خطوة أولى" قوية، مشيرًا إلى أنه تلقى وعدًا أيضًا من مسؤولين أميركيين بالحصول على مزيد من الأسلحة.

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش فقد وجه انتقادًا شديد اللهجة إلى موسكو بقوله: إنّ "مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ليست قائمة طعام انتقائية" يمكن للكرملين أن يختار منها ما يشاء.

وشدّد على أنّ الخطوة التي أقدم عليها بوتين سدّدت "ضربة قاضية لاتفاقات مينسك التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي".

إعادة توزيع للقوات الأميركية

من جهته، ذكر مسؤول أميركي أن خططًا أعلنها بايدن لتعزيز إستونيا ولاتفيا وليتوانيا تشمل إرسال 800 جندي مشاة وما يصل إلى ثماني طائرات إف-35 المقاتلة إلى مواقع على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي، لكن ذلك إعادة توزيع للقوات وليس إضافة.

أما شركة ماكسار الأميركية فقد ذكرت أنّ صورًا للأقمار الاصطناعية على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية تظهر انتشار المزيد من القوات والعتاد في غرب روسيا، وأكثر من 100 عربة في قاعدة جوية صغيرة بجنوب روسيا البيضاء، المتاخمة لأوكرانيا.

وفيما بدا أنه أحد أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا منذ عقود، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال قوات "لحفظ السلام" إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين الأوكرانيتين بعد الاعتراف باستقلالهما.

ويحذر المسؤولون الغربيون منذ أسابيع من أن بوتين يستعد لشن هجوم شامل ضد أوكرانيا، وهي خطوة قد تؤدي إلى حرب كارثية في أوروبا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close