وصل فريق الإنقاذ الجزائري إلى تركيا بعد حوالي 30 ساعة من وقوع الزلزال، وقد تمكن حتى الساعة من انتشال 100 شخص من تحت أنقاض المباني بينهم 12 ناجيًا، على ما يفيد العقيد فاروق عاشور، مسؤول فريق الإنقاذ في الحماية المدنية الجزائرية.
ويقول عاشور لـ"العربي" من أديامان: إن آخر شخص تمكن المنقذون في فريقه من انتشاله حيًا كان طفلًا يبلغ من العمر حوالي 4 سنوات، وقد استمرت عملية إنقاذه أكثر من 11 ساعة من العمل المتواصل.
وفيما يؤكد "بحكم الخبرة" أن الأمل يبقى موجودًا لدينا في إنقاذ بعض الأشخاص، رغم مضي وقت منذ وقوع الكارثة، يشير إلى عمل فريق الإنقاذ الجزائري بوتيرة أسرع الآن واستعماله كل طواقمه في عملية التعرّف على وجود أشخاص تحت الأنقاض.
عمل متواصل واستقلالية
ويتألف فريق الإنقاذ الجزائري، الذي وصل إلى تركيا بأمر من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من 89 عضوًا ومتخصصًا في إدارة وتسهيل الكوارث الكبرى، لا سيما فيما يتعلق بتحديد أماكن الضحايا تحت الأنقاض وتقديم الإسعافات الطبية من خلال طاقم طبي مختص في الكوارث.
وبحسب عاشور، باشر الفريق عمله الميداني في المنطقة التي أسندت إليه فور وصوله، وتمكن بعد حوالي ساعتين من انتشال أول ناجٍ من تحت الردم. وفي غضون الساعات الأربع والعشرين الأولى، تمكن من إنقاذ 4 ناجين وانتشال 24 جثة.
ويقول مسؤول فريق الإنقاذ في الحماية المدنية الجزائرية لـ"العربي": إن فريق الإنقاذ الجزائري يعمل بشكل متواصل، ويمتاز بالاستقلالية التامة، حيث يحوز على كل المعدات الضرورية للتدخل، والتي تسمح له بأداء مهامه على أكمل وجه.
ويتحدث في هذا الصدد عن التقنيات الإلكترونية من معدات وكاميرات حرارية، فضلًا عن فرقة كلاب مدربة.
إلى ذلك، يلفت عاشور إلى قوة الزلزال التي يصفها بأنها "شديدة جدًا"، متحدثًا عن الأضرار، لا سيما في أديامان وما شهدته من انهيار للأبنية.
ويعدد من الصعوبات التي تعيق الوصول إلى بعض العالقين وانتشالهم، عوامل الوقت وحجم الدمار الهائل والعدد الكبير للأبنية المنهارة، ولا سيما تلك التي على وشك الانهيار، ويلفت إلى أن هذه الأخيرة تعد بحد ذاتها خطرًا كبيرًا، بالنظر إلى عدد الهزات الارتدادية التي سجلت في المنطقة.
وعاشور الذي يتحدث عن عمليات إنقاذ معقدة، يشير إلى العمل في أماكن كان فيها المبنى مدمرًا بالكامل، وفي محيطه أبنية على وشك الانهيار.
ويستطرد بالإشارة إلى مهمة تثبيت هذه المساكن التي هي في توازن هش جدًا، من أجل التمكن من إنقاذ الأشخاص الموجودين تحت الأنقاض في ما يسمى بـ"جيوب الحياة"، دون تعريض الطاقم التدخلي للخطر.