الجمعة 10 مايو / مايو 2024

الجزائر تنوع مصادر استيراد القمح.. خطة إستراتيجية لتعزيز المخزونات

الجزائر تنوع مصادر استيراد القمح.. خطة إستراتيجية لتعزيز المخزونات

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" عن استيراد الجزائر لكميات قمح جديدة (الصورة: غيتي)
قررت الجزائر رابع أكبر مستورد عالمي تنويع مصادر استيراد الحبوب، والبحث عن أسواق جديدة لتعزيز مخزوناتها من قمح الطحين.

اشترى الديوان المهني الجزائري للحبوب أمس الخميس نحو نصف مليون طن من قمح الطحين، وذلك عبر مناقصات دولية.

وكان الديوان قد اشترى الكمية ذاتها في صفقة طبق الأصل عن الأخيرة أجراها مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، حيث وقع اختياره آنذاك على مناشئ أوروبية تشمل فرنسا، وألمانيا، وبلغاريا، فضلًا عن روسيا.

تعزيز المخزونات بعد تراجع الأسعار

هذه الخطوة عزّزت الجزائر رابع أكبر مستورد عالمي من خلالها، مخزوناتها من الحبوب الإستراتيجية التي تتحول بعد طحنها ومعالجتها إلى أرغفة خبزٍ، وأطباق طعامٍ تجد طريقها إلى موائد المواطنين.

فقد اغتنمت الدولة الأكبر مساحةً على المستويين العربي والإفريقي، تراجع أسعار القمح إلى أدنى مستوى لها في نحو 14 شهرًا، في حين لا يزال استيراد القمح خيارها الرئيسي لتلبية احتياجات مواطنيها، إذ تعتمد على غيرها في مدّها بنحو 8 ملايين طنٍ سنويًا.

هذه الكميات يجري شراؤها تبعًا لما تفرضه تقلبات أسواق الحبوب العالمية، حيث نفّذت الصفقات الأخيرة عند تكلفة 350 دولار للطن شاملةً أجور الشحن إلى موانئ البلاد.

في السياق، أكّدت الجزائر على عدم تأثر إمدادات الحبوب الواردة إليها عقب نشوب الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، نظرًا لتبنيها سياسة تنويع المناشئ.

الاعتماد على القمح الروسي

لكن اللافت هو زيادة اعتماد الجزائر على القمح الروسي زاهد الثمن، والذي أخذ يحلّ تدريجيًا مكان نظيره الفرنسي، إلى جانب الشحنات المنقولة على متن السفن القادمة من دول حوض البحر الأسود.

يذكر أن الجزائر تنتج 3.2 مليون طن من القمح سنويًا فقط، أي ما يقل عن 28 % من إجمالي استهلاكها المحلي، ويأمل باستمرار انخفاض أسعار القمح عالميًا لكيلا تشكّل فاتورة استيراده عامل ضغطٍ على موازناته التي تغذيها أموال صادرات النفط والغاز.

أسباب تنويع مصادر الحبوب

 ومن العاصمة الجزائرية، يتحدث عبد الرحمن هادف الرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة بالمدية عن أن ملف الحبوب أصبح من أولويات الحكومة في الجزائر، ففي حين أصبح الاستهلاك السنوي يوازي 10 ملايين طن يغطي الاستيراد حوالي 70 % منها.

فيلفت هادف أن مسألة استيراد الحبوب أصبحت تصنف اليوم بأنها مسألة أمن القومي كونها مرتبطة بالأمن الغذائي للبلاد، وعليه توجد إرادة جدية لوضع إستراتيجية جديدة لتأمين الحبوب.

ويردف في حديث مع "العربي": "هناك اتجاه نحو تنويع الأسواق التقليدية للجزائر فيما يتعلق بالحبوب، لأن الأسواق العالمية تشهد اليوم اضطرابات كبيرة، لا سيما الأوروبية منها مع استمرار الحرب في أوكرانيا.. وعليه تعمل الجزائر على إيجاد توازن وتنوع بين الموردين الأوروبيين فضلًا عن الذهاب إلى أسواق جديدة مثل روسيا وأوكرانيا".

خطط عمل جديدة

كذلك، يكشف الرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة بالمدية أن هناك توجهًا جديدًا في هذا الإطار نحو دول أميركا اللاتينية وعلى رأسها الأرجنتين والمكسيك، لتصبح الجزائر بالتالي تتعامل مع أكثر من 12 دولة فيما يتعلق باستيراد الحبوب.

وأهمية هذه الإستراتيجية وفق هادف، هي تخفيض الضغط على الاستيراد بوقت تعتزم السلطات أيضًا وضع خطط عمل جديدة لاستغلال أكثر من 3 مليون هكتار مخصصة لزراعة الحبوب وبالتالي تعزيز الإنتاج المحلي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close