الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

الحرس الثوري بمواجهة التصنيف الأوروبي.. تشابك في الملفات وتهديدات متبادلة

الحرس الثوري بمواجهة التصنيف الأوروبي.. تشابك في الملفات وتهديدات متبادلة

Changed

نافذة عبر "العربي" حول التوتر الأخير بين إيران وأوروبا على خلفية خطوة إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب (الصورة: رويترز)
ردًا على خطوة الاتحاد الأوروبي، بحث البرلمان في إيران مشروع قانون من 4 نقاط يصنّف المؤسسات العسكرية الأوروبية على لائحة إيران السوداء.

يظل التوتر عنوانًا للمرحلة بين طهران وعواصم الدول الغربية، حيث يتوحّد مؤخرًا أركان النظام الإيراني خلف الحرس الثوري في مواجهة خطوة أوروبية لتصنيفه منظمة إرهابية.

وخلف الأبواب المغلقة للبرلمان في إيران، وبحضور قائد الحرس الثوري ووزير الخارجية، جرى بحث مشروع قانون من 4 نقاط يصنّف المؤسسات العسكرية الأوروبية على لائحة إيران السوداء.

ودفع تشابك الملفات وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان للتلويح بورقة أخرى: الانسحاب من اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، وطرد مفتشي الوكالة.

دعوة إلى "التعقل"

وكان رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف نفسه سبق عبد اللهيان إلى هذه الخطوة، بدعوته الغرب إلى التعقل والابتعاد عن معارضي الاتفاق النووي.

وأكد أن على أوروبا – إن رأت أنها بحاجة إلى الاتفاق النووي - عزل نفسها عن معارضيه، آملًا منها التخلص مستقبلًا من تأثير التحريض المستمر للكيان الصهيوني، واتباع سياسة التعقل، وإلا فستتحول إلى الطرف الأضعف لدى الغرب.

بدوره، ذكّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بدور الحرس الثوري في "محاربة الإرهاب".

وقال: "لا يوجد جيش أو قوة مسلحة كالحرس الثوري الإيراني قامت بمحاربة الإرهاب وتخليص المنطقة من شروره، هذا ما تعترف به جيوش المنطقة ومسؤولوها السياسيون".

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أجرى عبد اللهيان اتصالين مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ووزير خارجية السويد، التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي.

مشكلة دبلوماسية محتملة

ويلفت محلل الشؤون السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي منذر النمري، إلى أن الولايات المتحدة كانت أدرجت ركنًا من أركان الحرس الثوري الإيراني في القائمة السوداء الإرهابية، ثم طالبت بريطانيا قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي بالأمر نفسه ولقيت معارضة شديدة من قبل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا. 

ويقول في حديثه إلى "العربي" من بروكسل، إن "الاتحاد الأوروبي الذي يدرك جيدًا مدى حساسية الملف النووي الإيراني، تتخذ اليوم المؤسسة التشريعية فيه قرارًا بالإجماع لإدماج أحد أركان الحرس الثوري الإيراني في القائمة الدولية الإرهابية السوداء".

ويوضح أن سفير إيران في بروكسل تحرك مباشرة بعد هذا القرار واتصل بنظرائه في الاتحاد الأوروبي، لا سيما السويد وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وعدد كبير من السفراء.

ويشير إلى أن عبد اللهيان في اتصاله مع بوريل ذهب إلى أكثر من التحذير وقال له إن ما لجأ إليه النواب الأوروبيون هو بمثابة إطلاق الرصاص على القدمين، لافتًا إلى أن طهران مستعدة بدورها إلى إدراج العديد من العسكريين الأوروبيين في قائمة سوداء خاصة بها.

ويذكر بأن واشنطن التي اتخذت قرارها في عام 2019 تتراجع اليوم، وتحاول أن تجد طريقًا لحلحلة هذا النزاع النووي وإعادة مناقشة الملف النووي الإيراني.

إلى ذلك، يعتبر النمري أن الملف النووي بات يرتبط بشكل مباشر بالوضع في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن "الكل اليوم لديه تدخل، ويريد فرض رأيه من خلال عقوبات وإدراج منظمات".

ويلفت إلى أن "الحرس الثوري هو في نهاية الأمر جزء من وزارة الدفاع الإيرانية، ويأتمر بقواعدها وبقوانينها الداخلية"، موضحًا أن "مشكلة دبلوماسية قد تحدث في الأيام القليلة القادمة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close