الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

الصدر يؤكد رفضه الحوار.. هل ينزلق العراق نحو المواجهات في الشارع؟

الصدر يؤكد رفضه الحوار.. هل ينزلق العراق نحو المواجهات في الشارع؟

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" حول مآلات الوضع في العراق وقراءة تحليلية مع رئيس مركز كتاب العراق واثق الجابري (الصورة: الأناضول)
لا تزال الأزمة السياسية في العراق تراوح مكانها مع رفض التيار الصدري الدعوة إلى الحوار، بينما تتكثف اللقاءات والجهود بين الفرقاء للبحث عن حلول.

أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفضه الحوار مع ما سماها "الطبقة الفاسدة" في العراق في إشارة إلى تحالف "الإطار التنسيقي"، داعيًا العراقيين إلى الاستجابة لدعوته الثورية، وطالبًا من الجماهير الاستمرار في حراكهم بعد يوم واحد من دعوته المعتصمين داخل مبنى البرلمان إلى الانسحاب منه للمطالبة بحله وإجراء انتخابات مبكرة.

يأتي هذا فيما تتواصل اللقاءات والجهود الرامية للتباحث في آليات حل الأزمة السياسية، إذ التقى رئيس تحالف الفتح هادي العامري مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بينما اجتمع الأخير برئيس الجمهورية برهم صالح.

ولا تبدو التحركات للبحث عن حل داخلية فقط، حيث اجتمعت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت مع الرئيس العراقي، مؤكدة دعم المنظمة الأممية للحوار.

ويعاني العراق من انسداد سياسي منذ إجراء الانتخابات التشريعية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد فشل شهور من المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية لاختيار رئيس جديد للجمهورية أو رئيس جديد للحكومة.

إجماع على أهمية الحوار

من جهته، يؤكد رئيس مركز كتاب العراق، واثق الجابري، وجود إجماع محلي ودولي على أهمية الحوار في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد.

ويعتبر الجابري في حديث إلى "العربي" من بغداد، أن دعوة الصدر إلى إجراء انتخابات مبكرة ستواجه عراقيل من ناحية كيفية إجرائها في ظل وجود حكومة تصريف أعمال لا يحق لها حل مجلس النواب، فضلًا عن وجود تعقيدات دستورية تحول دون إجراء الانتخابات خلال فترة قصيرة.

ويرى الجابري أنّ تصريحات الصدر قد تكون موجهة أيضًا لشركاء الإطار التنسيقي من السنة والأكراد وليس للإطار فقط، بعدما باتوا يرغبون المشاركة في حكومة يشكّلها الأخير رغم أنهم كانوا حلفاء التيار الصدري.

وعن مآلات الوضع في العراق، يؤكد الجابري وجود تطمينات داخلية لعدم الانزلاق نحو الاصطدام في الشارع، لا سيما مع اتفاق القوى كافة على أهمية الحوار للخروج من الشلل السياسي، مشيرًا إلى أنه يجب الاتفاق على سقف زمني لإجراء انتخابات مبكرة، باعتبار أنّها تحتاج إلى إعدادات لوجستية ومالية ومفوضية انتخابات جديدة تستغرق وقتًا طويلًا.

انقسام بشأن دعوة الصدر

وبشأن ردود الفعل على دعوة الصدر لإجراء انتخابات مبكرة في العراق، قال رئيس حزب "قادمون" حسين الرماحي، في تصريح تلفزيوني: إن خطاب الصدر "لا يستهدف أحدًا" ويمثل "خارطة طريق وطنية"، مؤكدًا أنّ الجميع يدعمون "التغيير وينتظرون الإصلاح الحقيقي وفق الآليات الدستورية".

ومنذ أن تصدر نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة قبل تسعة أشهر، أعلن التيار الصدري تبنيه منهج "الإصلاح" ومحاسبة الفاسدين وحصر السلاح واستعادة مركزية قرار الدولة العراقية.

وكتب رئيس ائتلاف النصر، أحد قوى "الإطار التنسيقي"، حيدر العبادي عبر تويتر، أنه يرحب بما جاء في خطاب الصدر في جوانب عدة تلتقي مع "مبادرتنا لحل الأزمة".

وأشاد العبادي بـ"خطوات الصدر" لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح، ودعا إلى تكاتف الجميع "لخدمة الشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية، ومن خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية".

أما رئيس ائتلاف دولة القانون (إطار تنسيقي) نوري المالكي، فقال في تغريدة: إن "الحوارات الجادة التي نأمل منها حسم الخلافات وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح تبدأ بالعودة إلى الدستور واحترام المؤسسات الدستورية"، في إشارة إلى اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى البرلمان.

والسبت، اقتحم أنصار الصدر للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع مقر البرلمان في "المنطقة الخضراء" بالعاصمة بغداد، رفضًا لترشيح "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء.

والسوداني مقرب من المالكي وإيران، وسبق أن تولى مناصب حكومية، بينما يدعو التيار الصدري وقوى عراقية أخرى إلى اختيار شخصية لم تتقلد أي مناصب.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، قدم نواب التيار الصدري الـ73 (من أصل 329) استقالاتهم، إثر عدم تمكنه من تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، حيث تمسك "الإطار التنسيقي" بحكومة "توافق وطني" كالمعتاد، وبات يمتلك أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close